إيران و”حزب الله” يريدان تحييد لبنان عن حرائق المنطقة

في الوقت الذي تبدو فيه أوضاع المنطقة متأرجحة بين الحرب المحدودة والسلم المشروط، وإن كانت أرجحية فرضية السلام هي الطاغية، حتى إشعار آخر، فإن لبنان، وعلى رغم ما يواجهه من أزمات داخلية، لا يزال في منأى عن الصراعات الخارجية، وهذا الأمر له علاقة مباشرة، وفق ما تقوله مصادر سياسية مطلعة، بما تريده كل من إيران و”حزب الله“، اللذان يعملان على خط عدم إقحام لبنان في نيران الأتون الإقليمي، وهذا الأمر كشفته معطيات عدّة كان من الممكن أن تتأثر بها الساحة الداخلية، لو القرار المتخذ على أعلى المستويات بضرورة تحييد لبنان.

ومن بين هذه المعطيات يمكن تسجيل الملاحظات التالية، التي جُنّب لبنان الوقوع في إستدراجاتها، وذلك نظرًا إلى إرتباطها سواء بالمباشر أو بغير المباشر بالتأثيرات الخارجية على الداخل اللبناني.أولًا، غياب الحديث في الآونة الأخيرة عن إمكانية نشوب حرب قد تقدم عليها إسرائيل ضد لبنان، وهذا ما أوحت به تصريحات المسؤولين في تل أبيب، على رغم التهويلات المستمرة، والتي تمّ وضعها في خانة الإستثمار السياسي الذي يحاول بنيامين نتنياهو تثميره في الداخل الإسرائيلي.

ثانيًا، حلّت اللغة الدبلوماسية مكان لغة التهديد بين الولايات المتحدة الأميركية والإيرانية، بعدما كانت لغة التخاطب بين واشنطن وطهران قد وصلت إلى مستوى من التشنج وضع مصير المنطقة على فوهة بركان أو برميل بارود.

ثالثًا، نأى “حزب الله” بلبنان عن المواجهات الإستباقية ضد مصالح أميركا أو المصالح العربية أو حتى بالرد على الغارات الإسرائيلية على مواقع في سوريا أو مواقع للحزب.

ففي منطقة الخليج تعرضت ثلاث سفن لإعتداءات بالألغام في ميتنء الفجيرة ، كما تم قصف منابع نفط في المملكة العربية السعودية وتعرضت السفارة الأميركية في بغداد لإطلاق صواريخ واكبها إطلاق صواريخ من سوريا إل الجولان المحتل. لم تترافق كل هذه التوترات مع أي حراك في هذا الإتجاه على الساحة اللبنانية.

ومن المؤشرات، التي يمكن البناء عليها، والتي تصبّ في خانة إيجابيات إبعاد لبنان عن دائرة صراعات المنطقة، يمكن تحديد بعض النقاط، التي كان من السهل على “حزب الله، وبالتالي إيران، تفخيخها وعدم السماح بإنطلاقها  إلى النتائج التي وصلت إليها.

وأول هذه المؤشرات، الرسالة التي بعثها لبنان على لسان رؤسائه الثلاثة بواسطة الأميركيين إلى تل أبيب للولوج إلى مرحلة ترسيم حدوده مع إسرائيل.

وفي إعتقاد مصادر سياسية متابعة، أنه لو لم يكن “حزب الله” موافقًا على هذه الآلية لما كتب لها الوصول إلى ما وصلت إليه، ووفق ما يرتأيه الجانب اللبناني ويراه لمصلحته.

وثاني هذه المؤشرات، ما حملته عملية إطلاق نزار زكا من رسائل إيرانية إلى الأميركيين، وهو أمر لم يكن ليحصل لو أن الجانب الإيراني تمسّك بموقفه المتصّلب، وهذا الأمر له دلالات كثيرة بالنسبة إلى ترجمة الحديث عن رسائل معينة بين طهران وواشنطن إلى خطوات متدرجة.

وثالثها، البيان الذي أصدره “حزب الله“، والذي أعتبر فيه أن الرئيس الحريري ليس مكسر عصا، وهو أمر إن دلّ إلى شيء فإلى القرار بتبريد الساحة اللبنانية وإبعادها عن لهيب حرائق المنطقة.

المصدر: لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!