المُوحِّدات الدرزيَّات .. وإلانتخابات النيابيَّة في لبنان ..
(الصورة خاص : النهار )
المُوحِّدات الدرزيَّات .. وإلانتخابات النيابيَّة في لبنان ..
توطئة :
قال أحد الشعراء ..
أقَلُّ غَنَاء عنك إبعادُ بَارِقٍ …
وَعِيدَ الحُبَارَى الصَّقْرَ مِنْ شِدَّةِ الرُّعْب ..
( المعنى والعبرَّة ) من بيت الشعر هذا ..
هو خوف الصقر من طائر الحُبارى، بالرغم من أن الحُبارى هي الطريدة الاولى للصقر،وأحيانا ً تقف أمامه وتحاربه، وربما ذَرَقتْه ُ، وقَذَفتْه ُ ..
المُقاربة العملية لهذا البيت من الشعر،الإنتخابات النيابية اللبنانية وخوف الرجل من المرأة اللبنانية وبالأخص الدرزيَّة من الترشُّح ..
تمهيد :
هذه المُدونَّة تُلقي ضوء ً على أهميَّةالإحصاءات والدراسات أثناء تشكيل اللوائح الانتخابية، في
الدُّوَل المتقدمَّة ..
بالاضافة الى الإحصاءات، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مثل فايس بوك،وغوغل وغيرهما من تطبيقات، من أهم المصادر، التي يُعتمد عليها لتكوين أرضية معلومات خصبة ..
وسأُعطي أمثلة :
– في أحد إجتماعات الوزراء في البيت الأبيض، قال أحدهم للرئيس الأميركي ( من دون ذِكْر الأسماء ).
سيدي الرئيس ..
هذا التطبيق الذي هو في حوزتك، سيجعلك تعرف ماذا أكل، وماذا قرأ، أي أميركي دون الحاجة إلى تقارير الأجهزة الأمنية ..
– في الإنتخابات الرئاسية الأميركيةالاخيرة، وبعد إقفال صناديق الاقتراع في معظم الولايات، كان المرشح دونالد ترامب في برجه العالي بمدينة نيويورك حزينا ً،مُكتئبا ً، وقلقا ً على النتائج ..
دخلت على مكتبه كريمته إيفانكا، المُتألقةعلما ً ونباهة ً وذكاء ً، برفقة شاب ثلاثيني العمر، وبادل دونالد ترامب التحية، قائلا ً له:
Congratulations Mr. President
مبروك، سيدي الرئيس، لقد أصبحت رئيسا ًللولايات المتحدة الأميركية ..
صُعِق ترامب من جرأة هذا الشاب، المازح في هذا الوقت بالذات وقبل أعلان النتائج الرسمية ..
وحتى لا أُطيل عليكم الشرح ..
هدَّأ هذا الشاب من روع ترامب، عارضا ًعليه دراسات للإحصاءات التي أجراها، قبل الانتخابات، وبعد فرز صناديق الاقتراع للولايات المهمة ..
وقال له مؤكدا ً ..
مبروك سيدي الرئيس ..
وبالفعل نجح ترامب رئيسا ً ..
لأن الدراسات والإحصاءات أظهرت فئةالمنسيين في المجتمع الأميركي، ( يقطنون في القرى والأرياف الجبلية الوسطى من البلاد ) هم الذين قاموا بالتصويت بكثافةوساعدوا ترامب على نجاحه ..
وفِي هذه الإنتخابات النيابية اللبنانية ..
الفئة المنسيَّة، هُن َّ المُوحِّدات الدرزيات اللائي لم يكُّن لَهُّن دور فعال في الحقل العام البلدي، والوظيفي، والبرلماني منذ أمد بعيد ..
بناء ً عليه ..
كنت أتمنى وما زلت أتمنى، أن يضطلِّع رؤساء اللوائح، على الدراسات والإحصاءات التي تقوم بها الشركات العملاقة الأجنبية المتخصصَّة بالتواصل الاجتماعي، بالنسبةلدوائرهم لمعرفة نمط تفكير الناخبين المسجَّلين في هذه الدوائر، خاصة بيروت،الشوف، عاليه، حاصبيا، وراشيا، والمتن ..
شخصيا ً، قُمْت بدراسة إحصائية على عينَّةمن اللبنانيين زودتني بها شركة غوغل، على حوالي ١٥٠ الف قارئ من لبنان، يقرأون مدوناتي من المجموع العام لقرائي البالغ عددهم أكثر من ٤٥٠ ألفا ً من كافة الأقطارالعربية ..
وحسب غوغل، أغلبية ال ١٥٠ ألفا ً من اللبنانيين في هذا الإحصاء يقطنون في المناطق التي يسكنها الموحِّدون الدروز،المذكورة أعلاه ..
( ملاحظة : أصبح الفايس بوك، وغوغلي عرفان حتى إسم مدينة او قرية القارئ، أذاكانت مذكورة على الاطلس الجغرافي ) ..
وأغلبية القرّاء أيضا ً قرأت المُدونَّات عن الموحِّدون الدروز فقط، وهي كثيرة منشورةفي غوغل ..
وقد تضمنَّت الإحصاءات المعلومات الآتية..
– عن أعمار القرّاء ..
– عن جِنسهم ..
حيث تبين ..
أَنَّ ..
– ٦٨ بالمائة (من مجموع ال ١٥٠ ألفا ) هم من النساء ..
– أعمارهُّن تتجاوز ٤٥ سنة ..
– الباقي هم من الرجال، والشباب، والشابات..
وهذا الإحصاء العينَّة يوضح إن :
( المرأة الدرزيَّة ) في الدوائر الإنتخابيةأعلاه،
لها درجة عالية من الثقافة والنضوج الفكري..
ومع ذلك، لم يَكُن لها الدور المأمول بالسابق،ويُرجى أن يكون لها دور بالمستقبل ..
المقدمة :
لم يعُّد خافيا ً على أحد، ان لبنان بشكل عام
يئن، ويبكي، ويرزح تحت الحرمان،الخدماتي، والإنمائي، أهمَّه في الماء والكهرباء، وغيرهما ..
وليس مُستبعدا ً سيقال في المستقبل القريب أنه
آن الاوان، أن يترجَّل البعض من الرجال،الذين أبلوا بلاء سيئا ً في الخدمة العامة،ويفسحّن في
المجال للنساء أن يُشارِّكن في العمل البرلماني، والبلدي، والوظائفي والتغاضي عن القول، أن هناك إعتبارات عائلية في القرى، تتحكَّم في دخول المرأة هذا المعترك ..
لن أتطرّق في مُدونَّتي هذه، عن نظرة الاديان السمّاوية في حقوق المرأة، لأنها أعطّتها كافة الحقوق، ولكن بالتطبيق العملي فإننا نرى، الاجتهاد حافل بالحقوق المهدورة لهُّن ..
سأبدأ مُدونَّتي من ثابتَّه واحدة، لا نقاش فيها، وهي أن المرأة هي نصف المجتمع، ولها على هذا المجتمع من حقوق،وواجبات مثل الشريك الاخر، وإنالمطالبة بهذه الحقوق، ما زالت حتى تاريخه، على أشُّدها، حتى في المجتمعات الغربية المُتقدمة ..
بدأ صراع الحركات النسائية في القرن الثامن عشر، وذلك قبل حصول النساء على حق الإنتخاب والترشُّح ..
قبل الثورة الفرنسية مباشرة، كان هناك ناشطة إجتماعية تُدعى، أوليمب دو غوج وقد تم إعدامها، لانها كانت المدافعة الأولى عن المرأة، ودخلت في صراع من أجل حق النساء بالإنتخاب، وطالبَّت
بأن تُعطى المرأة الفرنسية نفس حقوق الرجل ..
وبسبب هذا النضال الذي لم يَكُن مقبولا ًفي حينه أُعدمت بالمقصلَّة بالعام ١٧٩١م..
وتوالّت من بعدها، الحقوق الانتخابية للمرأة ..
إلى أن جاءت الثورة الأميركية المجيدة بالعام 1776 حيث مكنَّت المرأة من الحصول على حقِّها
الإنتخابى بولاية نيوجيرسى الأمريكية، وكرَّت السبحة في العالم المتحضّر ..
إعترفَّت فرنسا بالعام 1871 بحقوق المرأة الانتخابية، إنتخابا ً وترشُحا ً ..
هذا من الناحية التاريخية، مما يُظهر ان الفكر، ظهر في فرنسا، أما التطبيق كان في العالم الجديد …. أميركا.
أما المواثيق الدوليَّة لحقوق الإنسان، فإنهاتنّص أنه لكل إنسان الحق في التصويت،والترشُّح في كافة
الانتخابات، وهذا حق ٌّأساسي ٌّ من حقوقهم السياسية، وأهم هذة المواثيق، الإعلان العالمي
لحقوق الانسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية..
وقد منحت الاتفاقيات الدولية الحقوق السياسية للنساء، كحقّ الترشح في بلادهّن ..
وفي إحصائيات برنامج الامّم المتحدةالانمائي، يتبين أن نسبة دخول المرأة المؤسسات البرلمانية على
المستوى العالمي : هو حوالي ١٥ بالمائة ..
وعلى مستوى العالم العربي : هو حوالي ٦بالمائة ..
وأخيرا ً …
وحتى لا أُطيل الشرح ..
إن خطوة الألف ميل ..
تبدأ بأول خطوة شجاعة، وهي الترشُّح للإنتخابات البرلمانية، والبلدية والوظائف العامة ..
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢١ آذار ٢٠١٨