“المارد النووي” خرج من القمقم: روحاني ذكّر بـ”أراك”.. وما ينتظر المنطقة خطير!
حذّرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية من أنّ قرار إيران تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي يضع المواجهة المتصاعدة وتيرتها بين واشنطن وإيران على مسار جديد يُحتمل أن يكون خطيراً.
وفي تقريرها، بيّنت الصحيفة أنّ الرئيس الإيراني حسن روحاني لم يتّبع خطى نظيره الأميركي دونالد ترامب الذي انسحب بشكل كامل من الاتفاق النووي المبرم في العام 2015، مستدركةً بأنّه اكتفى بتحذير الأوروبيين من أنّه سيتّخذ خطوات محسوبة بدقة وسيمنحهم مهلة 60 يوماً للاختيار بين حذو حذو ترامب أو إنقاذ الاتفاق عبر مشاركة إيران في تجارة النفط في انتهاك للعقوبات الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن روحاني قوله إنّ إيران ستلغي التزاماتها المتعلقة بمستوى تخصيب اليورانيوم وستستأنف أعمال البناء في مفاعل “أراك” النووي (تم إقفاله وتفكيك مكوناته الأساسية بموجب الاتفاق النووي)، في حال عجز الأوروبيون عن تعويض إيران عن العقوبات الأميركية الأحادية الجانب.
وفي تعليقها، حذّرت الصحيفة من أنّه في حال نفّذت إيران تهديدات روحاني في مطلع شهر تموز الجاري، فإنّه من شأن هذا التطور أن يضع إيران على طريق إنتاج قنبلة نووية، أي أنّها ستستأنف بشكل أساسي النشاط النووي الذي أجّله اتفاق العام 2015 حتى العام 2030، بحسب الصحيفة.
وفي السياق نفسه، أكّدت الصحيفة أنّ هذه الخطوة ستعيد إحياء النقاش في الولايات المتحدة الأميركية حول إمكانية اتخاذ خطوات عسكرية ضد إيران أو مواصلة التحركات السرية، مثل الهجوم الإلكتروني الذي طال أجهزة الطرد المركزي (يُزعم أنّ إيران تستخدمها لتطوير أسلحة نووية) الذي نفّدته الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل سراً قبل 10 أعوام. في المقابل، أوضحت الصحيفة أنّ أياً من التدابير التي حذّر منها روحاني سيُتيح لإيران امتلاك سلاح نووي قريباً.
وتابعت الصحيفة بأنّ إعلان روحاني سدد ضربة قاسية جديدة للاتفاق الذي أمل الرئيس الأميركي باراك أوباما أن ينهي 40 عاماً من العداء بين واشنطن وطهران وراهن على أن يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الثنائي. وفي هذا الصدد، قالت الصحيفة إنّ إيران التي التزمت ببنود الاتفاق النووي لم تتعاون، إذ واصلت اختبار الصواريخ ودعم الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.
في ما يتعلّق برد الولايات المتحدة الأميركية على إعلان روحاني، بيّنت الصحيفة أنّه ما زال غير واضح، مشيرةً إلى أنّ واشنطن طالبت طهران، على الرغم من انسحابها من الاتفاق، بالإيفاء بالتزاماتها الدولية.
وبناء على هذه المعطيات، اعتبرت الصحيفة أنّ قرار إيران لم يقضِ على الاتفاق النووي، معتبرةً أنّه وضعه في المقابل على جهاز الإنعاش.
يُذكر أنّ قرار روحاني يأتي بعد مرور يومين على إرسال واشنطن حاملة طائرات وقوة من القاذفات إلى الشرق الأوسط، في رسالة “واضحة لا لبس فيها” إلى إيران.