خلال الأسبوع الماضي…”طيور الوروار” ضحية الصيد الجائر!
“دخلك يا طير الوروار”… خلدت فيروز والرحابنة هذا الطائر الرائع بأغنية يرددها الكثيرون، كما أن الجمهورية اللبنانية، وثقت هذا الطائر بإصدار طابع بريدي يحمل رسمه، فهذه الطيور البديعة الملونة بأطياف متعددة في أجوائنا عابرة إلى مواطنها في أوروبا وتعود إلى أفريقيا، وخلال طيرانها تطلق صياحها المميز الشبيه بكلمة “وروار” مبشرة بحلول الربيع، ومن هنا جاءت التسمية، ويواجه صرخاته الفرحة في أجوائنا، صوت الرصاص في كل ممرات الهجرة التي تحل فيها هذه الطيور خصوصا في لبنان.
ناشطون
وقد وصلنا من ناشطين صورا تعود للأسبوع الماضي (بين 10 و15 نيسان/أبريل 2019)، لصفحة أحد الأشخاص توثق قيامه بالتباهي بصيده بعض الطيور وفي هذا الموسم الذي يمنع فيه الصيد، وقد شاركناها مع رئيس جمعية حماية الطيور في لبنان ABCL فؤاد عيتاني، وقد تعرف على الطائر بأنه الوروار الأوروبي.
عيتاني
وفي هذا المجال، قال عيتاني لـ “إليسار نيوز”: “الوروار الأوروبي European Bee-eater واسمه العلمي Merops apiaster يتميز بألوانه الزاهية، يتميز بألوانه الزاهية، الأجزاء السفلية زرقاء، الحنجرة صفراء و تاج الرأس كستنائي اللون، يمتد عند البالغ نحو الظهر وغطائيات أعلى الجناح مع تكملة ذهبية، ولديه منقار طويل يساعده على التقاط الحشرات. من الناحية المورفولوجية (المظهر الخارجي)، يتشابه الذكر والأنثى عدا بعض الفروقات البسيطة”.
وتابع عيتاني “وللطير اليافع أجزاء علوية خضراء، والريشة الوسطى في ذيله تكون قصيرة لدى الصغار، بينما تكون لدى البالغ طويلة” وأضاف: “للطائر طابع إرثي ومعنوي، لذا هناك أغان وطوابع تمثله، وليس هذا السبب الوحيد ولم يتم وضع طابع يمثله هو وحده، فهناك طيور أخرى وضعت على الطوابع البريدية دون سبب معروف ، كمثل طائر الدغناش طائر Bull finch، والذي لم يكن له وجود لدينا أساسا، إلا منذ بضعة سنوات، حيث قطع في أجوائنا خلال الشتاء”.
وأشار عيتاني إلى أن “الوروار تعرض لإبادات جماعية في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، وهو طائر يتغذى على الحشرات، كالدبابير و(الزلاقط) والجراد والنحل، ويبرر صيادو هذا الطائر فعلهم بأنه يتغذى على النحل ويؤثر على القفران، ويضر بالنحالين، والحقيقة هي أنه يتغذى على النحل الضعيف ويساهم في تقوية القفير ويساهم بالإنتقائية الجينية بحيث تبقى الحشرات الأقوى، وتقوى خلية النحل جينيا، ووفقا للدراسات فهو لا يتغذى على أكثر من ١ بالمئة من النحل كما انه يتغذى على الدبابير التي هي ايضا تهاجم النحل”.
وتابع “الوروار الأوروبي مهاجر شائع الى لبنان بين الشمال والجنوب (أوروبا وأفريقيا) خلال هجرة الربيع بين شهري نيسان/أبريل وشهر حزيران/يونيو، وهجرة الخريف بين شهري آب/أغسطس وشهر تشرين الثاني/نوفمبر، ووفقا لمنشور (Tohme and Neuschwander 1974) قد يكون مفرخا سابقا في لبنان، ولكن ليس هناك دليل يثبت أنه يفرخ في لبنان في الوقت الحاضر، وقد يعود السبب الى ذلك التناقص في الموائل المناسبة للتفريخ وإلى الصيد الجائر، فهو يعشش في حفر وجحور في هضبات مكونة من الرمل والطين، وتحفر هذه الطيور أنفاق طويلة وعادة على ضفاف الأنهر ، ويقوم الذكر والأنثى على رعاية الصغار، وعادة ما يتزاوج الذكر نفسه مع الأنثى نفسها، وتضع الأنثى بين 5 و8 بيوض تفقس بعد حوالي ثلاثة أسابيع، وعلى الرغم من أنه ليس معرضا لخطر الانقراض لا يعتبر الوروار طريدة صيد في لبنان، كما أنه ممنوع صيده ضمن قانون الصيد الجديد، وهو يقوم بالتغذي على أنواع كثيرة من الحشرات كالدبابير والجراد والنحل، يلتقط هذه الحشرات طائرا ثم يقف على غصن أو مكان مناسب ويأكلها بطريقة بحيث يزيل إبرة السم، حتى لا تلسعه”.
وناشد عيتاني الصيادين: “الإلتزام بقانون الصيد وعدم التعدي على الطيور المهاجرة والحفاظ على أجواء لبنان سالمة لعبورها، لا سيما هذا الطائر الذي لا يعتبر طريدة صيد، فضلا عن منع الصيد في هذه الفترة لهذه الطيور وغيرها”، وعبر عن غبطته “بالعقوبات التي طبقت على الصيد الجائر لطيور مهاجرة مؤخرا، وعلى تشديد العقوبات الرادعة بحق مرتكبي مثل هذه الأفعال التي تضر بسمعة الصيادين ولبنان”!
وفي هذا السياق، نضع في موقعنا “إليسار نيوز” الصور المرفقة والأصلية والمقال التي سوف نشاركها مع المعنيين في وزارتي البيئة المعنية بالطيور المهاجرة، ووزارة الداخلية والبلديات ممثلة بقوى الأمن الداخلي، لإجراء المقتضى، وتغريم الفاعل أسوة بغيره ممن يرتكب مثل هذا الإجرام بحق الطيور المهاجرة فضلا عن عدم التقيد بقانون الصيد لجهة الصيد في فترة الربيع، والتي يمنع فيها الصيد لكافة الطيور وفقا لقانون الصيد، كما أن الشكر موجه من موقعنا “إليسار نيوز” لناشطين زودونا بالمعلومات، وطلبوا عدم ذكر أسمائهم ولم يبغوا الإستعراض بما ينجزونه لحماية ثرواتنا الوطنية المستوطنة والمهاجرة.
الصور: فؤاد عيتاني، Julian Fernandez Quilez, Facebook
سوزان أبو سعيد ضو – موقع اليسار