اسبوع الإنقلاب على محاربة الفساد ” بقلم ميشال جبور “

 

 

في اسبوع الإنقلاب… الإنقلاب على محاربة الفساد كما اوضحت لنا الطبقة الحاكمة في لبنان بنوعٍ من السريالية الوقحة، يسجل لهم اليوم تطيير جلسة مجلس الوزراء ولكن لماذا؟… هل لأنهم رأوا بأم العين ما حدث البارحة على الطرقات؟ أم هذه المرة الناس التي نزلت الى الشارع ليست من الأنواع التي يحركوها عندما يريدون… ؟بل وأغلب الظن انه حتى بين من يتكلون عليهم لتحريك الشارع بدأوا بالإستيقاظ… والتقوا بأحرار الضمير… وهذا ما ارعبهم فترقرقت ركابهم… وتراجع اصحاب المعايير المزدوجة…
كيف كنتم ستحاربون الفساد بالله عليكم؟… شطف الدرج عندكم بدأ من الأسفل فلم يعطي النتيجة المرجوة او بكل بساطة اردتموه بهذا الشكل لكي يمل الناس…
مكافحة فسادٍ ضربها الإعوجاج الفاسق الذي رشقتم به اكثر من ١٨٠٠٠ ملف فساد يقابلها بالكثير ٦ قضاة ماليين…نعم…بمعدل ٣٠٠٠ ملف فساد لكل قاضٍ… فماذا يستطيع هؤلاء القضاة… هذا ان غفلنا عن عملية لطم القضاة منذ اليوم لإعلانكم عن مكافحة الفساد الشهيرة… وعدتم الى ما كانت عليه حليمة… عدتم الى لقمة البشر… خلال اسبوع نفختم قلوب المواطنين بضخ نوع جديد من السموم… سمٌ يرهق الأعصاب ويشل الأبدان… تكالبتم على رواتب الكادحين ورواتب الذين انتظروا سنين طويلة لكي يحصلوا على تعويض ذلك الراتب المرتجف والمرتعش من جلدكم اياه بسوط الضرائب… انتم وقحون وسفهاء…. شغلتم بال الأب وقلب الأم وفهم الأولاد ان العيد لن يطل مجدداً… انتم سفاحون… تريدون ملء جيوبكم من قطع ارزاق الناس…
وما ادرانا ان لم تكن تلك السموم نوع من الإلتفافة الجديدة، انقلاب متجدد لإلهاء الناس بهّم المأكل والمشرب، فيركعون مجدداً راضين بالفساد مقهورين… وتسحبون اموال سيدر متباكين على لبنان مصورين انفسكم ابطال لحظة انكسار لبنان… انتم خداعون تلعبون بنار جهنم العاب ميسر…
لكنكم هذه المرة، انتبهتم انكم لم تعودوا تملكون الشارع… لا ملك لكم سوى ما نهبتم وهو ليس لكم بل للشعب… فتراجعتم عن فرض الضرائب على الرواتب بغية حقن الشارع… نقول لكم لا اموال سيدر ولا الشارع ولا حفنة تراب من لبنان هي ملكٌ لكم، انتم مجرد صبية شوارع تحاولون قبض خوات من المارة… سيأتي من يصفعكم… فقط انتظروا واستمروا ببذخكم وترفكم وبأعراسكم الأوروبية وبإذلالكم للناس، وسيأتي من يصفعكم… لبنان بلد الرجال وبلد العنفوان وفيه الكثير الكثير من الأشخاص الذين ينتظرون اللحظة لكي يقابلوا الشمس بعرض جبينهم…
من انتم يا وضعاء لكي تبلعوا بلداً رمزه الأرز، من انتم يا ثعالب الغابة لكي تتطاولوا على اسود الغاب… لا انتم ولا الفتنة التي تبثوها يمكن ان تشرذم الصف من الآن فصاعداً…
امم كثيرة حاولت ابتلاع لبنان ولم تقدر عليه… كم من مرة تعرض لبنان للشرذمة وعاد وجمع ابنائه ووقفت جباله مجدداً… لن تستطيعوا ابتلاعه ولن تقدروا على اخضاع ارزته ورب قممه الشامخة… لن تقدروا… الهوان عنوانكم والذلة مصيركم…
عرفنا منذ اللحظة الأولى انكم لن تحاربوا شيئاً من الفساد… لأنكم اعتليتم المنابر وبشرتم بكتابكم الجديد… فمن افصح من القحباء حين تحاضر بالعفة…
رذيلتكم وصنيعتكم هذا الفساد… وتتنكرون له… انتم حيتان لا تشبع التهاماً… كنتم تعلمون ان القضاء غير قادر على الوقوف في وجه ملفات الفساد ولم تدعموه بل جلستم تشاهدون جنازة اللطم… لا خجل لديكم… حتى في ابسط حقوق مواطنيكم… انيابكم كانت مستعدة للإنقضاض على التقديمات الصحية والإجتماعية لمن ليس له من يعتمد عليه… كرمى لعيون سياراتكم وسفركم والتسوق في عواصم العالم…
تعساء انتم… تعيشون في جحرٍ واصبحتم تعلمون ان لا احد يطيقكم…
في يوم الجمعة العظيمة نذكركم ان الرب افتدى البشر وارتضى الصلب تكفيراً عن ذنوبنا… اما انتم… فصلبكم تكفيراً عن ذنوبكم هو اقل ما يمكن فعله بكم… الرب قدم ذاته لنا قرباناً اما انتم بماذا افتديتم الآباء والأمهات، بضرائب قهرتهم وحرقت اعصابهم فباتوا مجرد هياكل تعيش ليوم آخر الى ان تضربوا الضربة الأخيرة… لكن تذكروا جيداً كلام النبي اشعيا عن الرب: “لي النقمة وانا اجازي”… الرب معنا وسيجازيكم عبرنا وهذه كلمة حق تخرج من صدر كل مقهور يحترق قلبه كل يوم عشرات المرات… مهما تلونتم لن تتغيروا… لكن الصفعة آتية…

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى