إسرائيل تحضّر لضرب لبنان / رسالة بومبيو وصلت.. والكل ينتظر إشارة بوتين!
تحت عنوان “نتنياهو بعد زيارة موسكو: تحضيرات لضرب لبنان” كتبت صحيفة “المدن” الإلكترونية: “يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تصوير نفسه بأنه الرجل الأمني الأول في إسرائيل، كسباً للنقاط مع اقتراب موعد الإنتخابات.
إلا أن المعطيات الجديدة تشير إلى أن لقاء نتنياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الخميس 4 نيسان 2019، لا يرتبط فقط بالشق الإنتخابي، إذ أن الملف اللبناني عاد بقوة إلى الواجهة.
التهديد الجدّي
تناول موقع “مونيتور” الأميركي زيارة نتنياهو لموسكو، معتبراً أن الوضع مع لبنان أصبح دقيقاً للغاية، فوفقاً لتقرير القناة 13 الإسرائيلية، تلقى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في زيارته الأخيرة لإسرائيل، في 20 آذار الماضي، معلوماتٍ استخباراتية حساسة، بشأن الجهود الإيرانية المستمرة لتأسيس نفسها عسكرياً في سوريا ولبنان.
وشملت التفاصيل الجديدة، بوضوح، تحديد المكان والصور الجوية لمصنع لإنتاج الصواريخ الدقيقة، الذي تبنيه إيران سراً في بيروت. وقد طلب نتنياهو من بومبيو نقل المعلومات مباشرة إلى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي التقى بومبيو بعد مغادرته إسرائيل.
يشير الموقع إلى أن اللبنانيين حصلوا على تلميح من الأميركيين، بأنه إذا لم توقف الحكومة اللبنانية بناء المصنع، فسوف تضطر إسرائيل إلى تدميره. وهذا حدث تزامناً مع وقوع غارة جوية غامضة على قاعدة للحرس الثوري الإيراني، بالقرب من حلب في 28 آذار الماضي،
أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص. وقد اعترف وزير شؤون الاستخبارات، إسرائيل كاتز، بدور إسرائيل علانية. ويبدو واضحاً في هذه المرحلة، حسب الموقع، أن كل شخص في الشرق الأوسط، وخصوصاً “التحالف الإيراني السوري اللبناني”، يعرف أن إسرائيل جادة في منع التواجد الإيراني في المنطقة.
وضعت هذه التطورات، حسب الموقع، الحكومة اللبنانية وقائد الحرس الثوري قاسم سليماني، في وضع بالغ الحساسية. فلدى إسرائيل تاريخ طويل في مهاجمة الأراضي السورية. لكن العمليات في لبنان هي قصة أخرى.
كما أن نتنياهو والجيش الإسرائيلي يدركان جيداً أن الغارة الجوية في لبنان، ستكون بمثابة إعلان الحرب على حزب الله، أو حتى جبهة حزب الله – سوريا – إيران بأكملها. والسؤال الذي يطرحه الموقع هو: إلى أي مدى سوف يذهب نتنياهو، بالنظر إلى كرهه الطويل للعمليات العسكرية الكبرى؟
مصادر الليكود
ينقل الموقع الأميركي الأجواء داخل حزب الليكود، الذي يترأسه نتنياهو. فبعض مصادر الليكود التي تواصلت مؤخراً مع نتنياهو، تشير بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كان متذبذباً في السابق، أصبح أكثر حزماً.
وقد يسعى جاهداً من أجل المواجهة مع لبنان، حتى مع وجود مئات الآلاف من الصواريخ والقذائف التي يمكن إطلاقها على أهداف استراتيجية في إسرائيل، بوتيرة قاتلة تصل إلى 2000 صاروخ في اليوم، والتي يُمكن أن تعطل عمل نظام القبة الحديدية الإسرائيلي.
مصدر عسكري يشرح
ونظراً لأهمية المعطيات الجديدة، والاندفاع المحتمل لنتنياهو نحو المواجهة مع لبنان، تحدث الموقع مع مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، فضل عدم الكشف عن هويته. وقد شرح المصدر تحركات نتنياهو الأخيرة،
بالقول: إن أي مصنع صواريخ على الأراضي اللبنانية يشكل تهديداً بمستوى البرنامج النووي تقريباً. وحسب المصدر العسكري، فإن ما يجري هو حدث استراتيجي، له تأثير كبير على ساحة المعركة في المستقبل.
يضيف المصدر بأنه مع وجود عدد الكبير من الصواريخ الدقيقة، يستطيع نصر الله ضرب القواعد العسكرية الإسرائيلية، وتدمير عمليات جمع المعلومات الاستخبارية، والطرق المهمة، والبنية التحتية المدنية.
واستطرد قائلاً: “ارتكبنا خطأ في المرة الأخيرة، حين تركنا لحزب الله جمع عدد ضخم من الصواريخ. لكن الصواريخ الموضوعة على الطاولة في الجولة الأولى، ستُطلق علينا في الجولة الثالثة. وقد ثبت ذلك بالفعل في حرب تموز 2006. لذلك قرر مجلس الوزراء الإسرائيلي أن ذلك لن يحدث مرة أخرى”.
الضوء الأخضر الروسي
بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخير أن قوات روسية خاصة في سوريا عثرت على رفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل، الذي شارك في الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وأُعلن فقدانه إلى جانب جنديين آخرين في معركة السلطان يعقوب، أُعيد الحديث عن تفعيل التعاون الأمني بين موسكو وتل أبيب. وهذا ما يدفع إلى الاستنتاج بأن نتنياهو يحاول الحصول على ضوء أخضر روسي لتحرك ما ضد لبنان.
يبدو نتنياهو بمظهر الواثق من فوزه في الإنتخابات، بعد أيامٍ قليلة. لذلك، فإن هذه الأجواء المشحونة التي يتم الترويج لها، هي مؤشر للأولويات التي سيتبعها نتنياهو بحال فوزه ضد لبنان، مستغلاً تعاونه المتجدد مع الروس وعلاقاته القوية مع الإدارة الأميركية، لكسر الخطوط الحمراء، وإدخال لبنان ضمن نطاق الغارات الجوية الإسرائيلية”.
المدن