أبو فاعور بحفل اعلان نتائج مسابقة كمال جنبلاط: المصالحة لا تقوم على اعتذار طرف لآخر بل على ان نعتذر جميعا للشهداء ولضحايا الحرب
كلام أبو فاعور جاء خلال رعايته حفل اعلان نتائج مسابقة كمال جنبلاط الثقافية (شعر، نثر، رسم) لمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لاستشهاد كمال جنبلاط وبدعوة من وكالة داخلية البقاع الجنوبي- مفوضية التربية- مكتب البقاع الجنوبي في “الحزب التقدمي الاشتراكي”.
حضر الاحتفال الذي اقيم في مركز كمال جنبلاط الثقافي الإجتماعي في راشيا، ممثل النائب محمد القرعاوي الدكتور أحمد المعافير، ممثل النائب أنور الخليل أمين شميس، النائبان السابقان أنطوان سعد وأمين وهبي، ممثل النائب السابق زياد القادري رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال فوزي سالم، مستشار الرئيس سعد الحريري علي حسين الحاج ومستشاره للشؤون الإسلامية علي الجناني، القاضي الشيخ عبد المجيد الخطيب، القاضي المذهبي الشيخ منير رزق، المدير الاقليمي لمدارس العرفان الشيخ بشير حماد، مفوض التربية في “التقدمي” سمير نجم، منسق عام “تيار المستقبل” في البقاع الاوسط سعيد ياسين وفي البقاع الغربي وراشيا علي صفية، مسؤول حركة “أمل” في البقاع الغربي الشيخ حسن أسعد، مسؤول “الحزب القومي” خالد ريدان، وكلاء داخلية “التقدمي” رباح القاضي، شفيق علوان وحسين حيمور، قائمقام راشيا نبيل المصري، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح ابو منصور، رئيس اتحاد بلديات البحيرة يحي ضاهر، رئيس بلدية راشيا بسام دلال وشخصيات وفاعليات.
كما حضر أعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من الدكتور حسين عبد الحليم والفنانين الدكتور أمير سلامة، وائل ابي عاصي، زينة عامر، علي أبو لطيف ومحمد ابراهيم.
أبو فاعور
وبعد النشيد الوطني وأغنيات عن الأم والوطن لبراعم كورال بلدية راشيا وتقديم من عبير منذر، تحدث أبو فاعور، فقال: “سيشهد جبل لبنان مناسبة جامعة هي تكريس للمصالحة، تلك المصالحة التي بدأت مع رجل كبير مع ضمير لبنان وضمير السيادة والاستقلال غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وهذه المصالحة التي استكملت مع بطريرك الشركة والمحبة مار بطرس الراعي، والتي ستشهد فصلا جديدا يضيف الى هذه المصالحة تماسكا فوق تماسك وثباتا فوق ثبات”.
أضاف: “تصحيحا لبعض ما يثار في الاعلام، فهذه المناسبة لا تقوم على ادانة طرف لطرف آخر ولا تقوم على اعتذار طرف لطرف آخر، ولا على مسامحة طرف لطرف سياسي آخر، بل تقوم على اساس واحد هو ان نعتذر جميعا للشهداء ولضحايا الحرب اللبنانية، ان تعتذر كل القوى السياسية ونحن منها، عما مر في لبنان من حروب ومآس، وما قاساه الشعب اللبناني من آلام على امتداد هذه الحرب. يقول الكاتب اللبناني رشيد الضعيف: علينا ان نقنع الشهداء بالتسوية، وعلينا ان نجلب الشهداء معنا الى طاولات الحوار، وما سنشهده في دير القمر ليس مناسبة سياسية، بل وجدانية تقوم على ان نتفق جميعا على ان كل الشهداء الذين سقطوا في لبنان هم شهداء لكل لبنان، وتقوم على ان نعتذر جميعا من هؤلاء الشهداء”.
وتابع: “وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي لديهما الشجاعة للاعتذار، ووليد جنبلاط اساسا كان سباقا في اعتبار ان كل الشهداء هم شهداء الجميع وكان سباقا في توجيه التحية الى كل الشهداء دون استثناء، وفي استحضار لتلك الاحداث الاليمة التي حصلت في اعقاب استشهاد المعلم الشهيد كمال جنبلاط، فان وليد جنبلاط كان اول من انصرف الى حقن الدماء وهو مع المرحوم الشيخ محمد ابو شقرا كانا أول من سارع من قرية الى قرية ومن حي الى حي، كي يوقفا تلك الاحداث الاليمة التي حصلت. ووليد جنبلاط ما ترك مناسبة وجه فيها التحية الى روح كمال جنبلاط الا وحيا الشهداء الابرياء الذين سقطوا في اعقاب تلك الجريمة، ونحن نذهب الى هذا الاحتفال بهذه النفسية والروحية، وقد حرص وليد جنبلاط اولا على توجيه التحية واعطاء الاولوية في هذه المناسبة الى عائلات الشهداء قبل القوى والشخصيات السياسية، لانه يريد لهذه الصفحة الاليمة ان تطوى، وهو كان حريصا على ان توجه الدعوة الى كل القوى السياسية التي كانت شريكة في مسار المصالحة، في القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية وحزب الوطنيين الاحرار وفي قرنة شهوان وفي غيرها من القوى التي نعتبر انها كانت وستبقى شريكة لنا في هذه المصالحة التي تتوج وتستكمل في هذا اللقاء الذي يعقد برعاية رئيس الجمهورية”.
وعن مناسبة الإحتفال، قال: “كان القصد ان نحتفل بذكرى استشهاد المعلم كمال جنبلاط، واذا بنا في هذا المشهد التوحيدي المتنور والمتنوع والجامع لكل الاطياف والآراء، ان كان على مستوى الحضور، او على مستوى لجنة التحكيم او على مستوى المشاركات والمشاركين في هذه المسابقة الثقافية، اذ بنا نتجاوز الاحتفال الى الاحتفاء بفكرة كمال جنبلاط وابداعه، فقد كان رجلا وقائدا ومفكرا وفيلسوفا وزاهدا وحكيما، لكنه كان فكرة تحدت المقصلة في هذا الشرق وكافحتها، وظنت المقصلة انها قتلت الفكرة في السادس عشر من آذار، وإذ بنا نكتشف ان المقصلة تموت والفكرة تحيا، وما هذا الوجود المتعدد والمتنور وما هذا الاحتفال الراقي في هذه الذكرى الا الدليل على ان كمال جنبلاط لم يمت ولن يموت ولا زال فكرة حية وداعية ابداع”.
أضاف: “حين ننظر الى هذه المشاركة الواسعة، انما نسعى الى ان نستنبط هذا الابداع من عقول الناشئة وأفكارهم، هذا الزمن المسطح بالأفكار المسطحة والهواتف والمعلومات والمصادر والنقاشات المسطحة التي نخشى ان تنتج جيلا مسطحا، نسعى لان نعيد هذا الجيل الى منابت الثقافة ومصادر الفكر”.
وتساءل “ما هو الحيز الحقيقي الذي تشغله الثقافة في حياتنا اليومية؟ كم عدد الكتب التي يقرأها ابناء هذا الجيل؟ في احدى الدراسات ثبت ان كل الوطن العربي لا يقرأ بحجم ما تقرأ دولة اوروبية واحدة. فالى اين يمكن ان يقود هذا الامر في ظل هذه الثقافة الاستهلاكية المباشرة وغير العميقة؟ مهما تطورت الحياة وتقدمت سيبقى هذا الجذر الثقافي هو العامل الوحيد القادر على صنع الفرق في مستقبل الوطن ومستقبل الاجيال”.
ووجه التحية في عيد الأم الى “الامهات اللواتي يحملن هم الأبناء والأجيال”، وقال: “أوجه التحية بشكل خاص الى الام الفلسطينية غدير أبو ليلى التي انجبت بطلا قام بانتزاع البندقية من يد الجندي الاسرائيلي وقام بعملية فدائية بكل معاني الفداء. أوجه التحية للمرأة الفلسطينية التي انجبت وتنجب هذا الجيل الذي يقنعنا بما كنا نقرأه من كمال جنبلاط بان اسرائيل طالما كانت وستبقى مشروعا مستحيلا بالمعني التاريخي، كنا نقرأ هذا الكلام ونعتقد باننا نتحدث عن بعض الأساطير الفكرية من باب التحفيز على النضال، ولكن عندما نرى هذا الجيل الفلسطيني الذي يجرد الجندي الاسرائيلي من بندقيته ليقوم بعملية فدائية، هذا يعني انه مهما بنت اسرائيل من قوة واسلحة ومن قوة بطش، فان الشعب الفلسطيني سينتصر على كل عوامل القوة التي تسعى اليها اسرائيل اليوم، القوة المادية والعلمية والاقتصادية والعسكرية ستكون في يوم من الايام في يد الشعب الفلسطيني، لينتصر هذا الشعب الذي يتجرأ على انتزاع البندقية من العدو ليقتله ويقبل على الشهادة بهذه الروح المعنوية العالية، بهذا التحفز والاقدام والشعب، هذا شعب لا يمكن ان يهزم، واستحضار فلسطين في ذكرى كمال جنبلاط ليس استحضارا عفويا ولا عابرا فكمال جنبلاط بقدر ما كان شهيد الحرية والديمقراطية والسيادة وفكرة التحرر في الوطن العربي وفكرة التمرد على الرجعية العربية، كان ايضا شهيد القضية الفلسطينية، والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وحمل هذه القضية ولربما كانت من اسباب اغتياله، انه تمرد على ارادة الرجعية العربية وبعض الانظمة العربية في ان تصادر القضية الفلسطينية وتضع يدها عليها”.
عبد الحليم
وتحدث عبد الحليم باسم لجنة التحكيم، فأشار إلى “خوف اللجنة بداية ألا تجد نتاجا يستحق الجوائز، ولكنهم وجدوا مادة غنية من النثر والشعر واللوحات الفنية”، لافتا الى ان فئة الطلبة هي انبل فئات المجتمع، ذلك لأن انجازات الطلبة تحسب لهم، وأخطاؤهم تحسب على مربيهم”.
وسأل “كيف نميز بين كاريزما القائد المعلم وبين كاريزما الديكتاتور، ذلك أن القائد ينتج قادة والثاني ينتج مصفقين ومصنجين ومطبلين، وان كنا نعزو نجاحه إلى تنظيمه فتبين ان لذكائه دورا كبيرا، ثم وجدنا ان لاخلاقه الدور الأبرز، واليوم وجدنا أن لغته وبلاغته مصدر نجاحه، ونتحدث عن الوزير وائل ابو فاعور”. ثم ألقى قصيدة من وحي المناسبة.
مكتب التربية
ثم تحدث وكيل مفوض التربية في البقاع الجنوبي باسم مكتب التربية، رأى ان المناسبة هي “للتأكيد على ان رسالة الشهيد كمال جنبلاط هي رسالة علم وابداع واحتضان لهذه الاجيال، من أجل مجتمع اكثر انسانية واكثر تربية، ولا ملاذ لنا الا بالابداع والعلم والمعرفة”، مشددا على ان “المسابقة هي بصمة ثقافية نريد ان نكرسها للتشجيع على الابداع وتنمية المواهب والتزاما منا بالتواصل مع المؤسسات التربوية”، ومعتبرا ان “هذا الحضور الجامع والمتنوع هو نتاج قناعاتهم بان الشهيد كمال جنبلاط حاضر في ضمير الاحرار ولا يمكن لرصاصات غدر ان تغيبه”.
واذ شكر لأبو فاعور رعايته، أكد ان مفوضية التربية “ماضية في تعزيز الدور التربوي وفي الوقوف الى جانب المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية وفي حمل رسالة العلم على خطى الشهيد كمال جنبلاط”.
ختاما، وزع أبو فاعور وسعد ووهبي الجوائز للفائزين، وهي عبارة عن منحة من “مؤسسة وليد جنبلاط”، ووزعت شهادات للمشاركين ودروع للجنة التحكيم.