خفايا نزاع كشمير: أمير عربي يحرّك المليارات.. والحل بيد بلد “ينافس أميركا”!
ولعل الحدث الأبرز الذي يمكن التطرّق إليه على هذا الصعيد يتمثّل بجولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التي شملت الهند وباكستان والصينالأسبوع الفائت، وتزامنت مع اندلاع التوترات بين البلديْن.
وفي تحليله، رأى موقع “ذا ديبلومات” أنّ الجولة سلّطت الضوء على دور الرياضفي إرساء توازن في علاقاتها بين البلدان الثلاث ومخاوف الهند الدائمة على هذا المستوى. وأوضح الموقع أنّ بن سلمان توجه إلى باكستان وعاد إلى السعودية ومنها إلى الهند، وذلك في مسعى منه إلى “الفصل” بين الزيارتيْن.
وبيّن الموقع أنّ زيارة بن سلمان إلى إسلام أباد لم تسرّ نيودلهي كثيراً، إذ وقّع الطرفان اتفاقات بقيمة 20 مليار دولار، وذلك بعد مرور عام على منح الرياض قرضاً بقيمة 6 مليارات دولار إلى باكستان. وتابع الموقع بأنّ السعوية أبرمت اتفاقاً أيضاً لبناء مصفاة نفط جديدة بقيمة 10 مليارات دولار في ميناء غوادار الجنوبي؛ عصب الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني المقدّرة قيمته بـ 60 مليار دولار.
في المقابل، لفت الموقع إلى أنّ رئيس الوزراء الهندي ناريندار مودي تعرّض لانتقادات في بلاده لأنّه لم يستغل فرصة لقاء بن سلمان وينتزع التزامات قوية على مستوى ملف كشمير، على الرغم من التزام ولي العهد بالاستثمار بقيمة 100 مليار دولار في الهند في السنوات المقبلة.
وفي تعليقه على “خيبة الأمل الهندية”، أكّد الموقع أنّ باكستان توفّر منافع أمنية قيّمة بالنسبة إلى السعودية، بما فيها غطاء نووي محتمل، أي ما لا يضاهي ما يمكن الهند توفيره للرياض ببساطة.
من جهتها، تساءلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية ما إذا يمكن للولايات المتحدة الأميركية وغيرها من القوى العظمى التدخّل لتهدئة التوترات المتصاعدة بين الهند وباكستان، معتبرةً أنّ تركيز السياسة الخارجية الأميركية تحوّل في عهدالرئيس دونالد ترامب، من باكستان، التي تتلقى مساعدات أميركية منذ زمن بعيد، إلى الهند، التي تراها الإدارة الأميركية متراساً في وجه نفوذ الصين المتنامي في المنطقة.
بدورها، استبعدت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن يكون لترامب النفوذ نفسه في المنطقة في ظل التنافس الحاصل بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، منتقدةً انسحاب واشنطن من المنطقة كقوة حيادية، الأمر الذي منح الصين درجة نفوذ ديبلوماسي لم تكن لتتمتع به قبل عقديْن.
وشرحت الصحيفة بأنّ الصين زودت باكستان بتكنولوجيا وأجهزة نووية وصاروخية وأسلحة تقليدية، ومدّتها بمليارات الدولارات عبر الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، وذلك بموجب الاستثمارات في المشاريع الاستراتيجية مثل ميناء غوادار، ملمحةً إلى أنّ الصين تتمتع بنفوذ ديبلوماسي أكثر حسماً لـ”فرض ضبط النفس”.
في ما يتعلق بالسيناريوهات المتوقعة، نقلت “نيويورك تايمز” عن الصحافية المتخصصة في الشؤون الهندية-الباكستانية، ميرا ماكدونالد، تحذيرها من حصول تصعيد بين البلدين. في المقابل، توقّع الأستاذ المساعد بكلية الحقوق جندال غلوبال في سونيبات في الهند، سريرام تشوليا، أن تهدأ حدة التوترات قريباً، منبّهاً في الوقت نفسه من إمكانية تنفيذ المقاتلين المدعومين باكستانياً هجمات إرهابية في الهند.