وفاة مصمم أزياء دار “شانيل” الشهير كارل لاغرفيلد
كان المصمم الألماني، المدير الإبداعي لشانيل وفندي، واحدًا من أكثر الشخصيات إنتاجًا في مجال تصميم الازياء والموضة، وعمل حتى وفاته.
وقد جعلته تسريحة شعرة المعروفة بـ “بوني تيل” ونظاراته السوداء وقمصانه البيضاء ذات الياقة العالية، شخصية معروفة في جميع أنحاء العالم.
وقد نعته كبرى شركات الموضة العالمية، بما في ذلك المصمم الإيطالي دوناتيلا فيرساتشي.
وقالت رئيسة تحرير مجلة فوغ، آنا وينتور، “اليوم فقد العالم عملاقا بين الرجال”.
وكانت شائعات تدهور صحة لاغرفيلد قد انتشرت لعدة أسابيع بعد أن غاب عن عدد من أحداث عرض الأزياء، بما في ذلك عرض شانيل، لجديد أزياء الربيع والصيف، الشهر الماضي.
وتوفي لاغرفيلد صباح الثلاثاء بعد دخوله المستشفى في الليلة السابقة، بحسب وسائل الإعلام الفرنسية.
وقد لقب مشاهير الموضة، لاغرفيلد، الألماني الذي توفي عن عمر يناهز 85 عاماً ، بالإمبراطور أو “القيصر”.
وكان لاغرفيلد واحدا من مصممي الأزياء الأكثر شهرة في العالم، في ثلاثة من دور الموضة العالمية.
فقد قاد شانيل لأكثر من 30 عامًا ، مزج فيها الذوق الفني بالفطنة التجارية، وأوصل مبيعات العلامة الباريسية إلى 10 مليار دولار في عام 2017.
لكن علامته التجارية لاغرفيلد وصلت إلى أبعد من كونها مشروعه التجاري حيث شملت كل جانب من جوانب حياته.
وقد عرف عنه عبارته المشهورة “كل من يرتدي سروالً للركض فقد السيطرة على حياته”.
وقال لـ CNN عام 2011: “أنا علامة تجارية تمشي بين الناس”.
ولادة نجم
كان تاريخ ميلاد لاغرفيلد مسألة خلافية لبعض الوقت. فموقع لاغرفيلد الإلكتروني يقول إنه ولد عام 1938 ، على الرغم من أن الكثيرين يقولون إنه أكبر بخمس سنوات.
ولد في هامبورغ لأم ألمانية وأب سويدي، يدعى أوتو ، اشتهر باستيراد الحليب المكثف.
انتقل مع والديه بعد بضع سنوات إلى مدينة باد برمستيدت، و قضى فيها سنوات الحرب.
ولم ينوي لاغرفيلد الشاب البقاء في بلدته التي ولد فيها، بعد أن كان مغرما بتصميم الأزياء – حيث شعر بأنه قد يكون ذا مستقبل واعد وبأن الأقدار تخبئ له الشيء الكثير.
قال لاغرفيلد للإعلام الألماني “كطفل ، وشاب صغير ، كان لدي شعور بأنه لا يهم ما تفعله ما دمت مقتنعا به! ” ظننت أنني كنت أضيع عمري – أهدره في ألمانيا ما بعد تلك الحرب الكئيبة”.
انتقل لاجرفيلد في سن المراهقة إلى باريس عام 1952 بعد أن شاهد عرض أزياء ديور في مدينة هامبورغ.
وجاءت بداية شهرته عام 1954 ، عندما فاز بالجائزة الأولى لرسم مخطط لمعطف، ليصممه بعد ذلك المصمم بيير بالمين. الذي أعجب بالتصميم وعرض عليه وظيفة مساعد له.
بعد ثلاث سنوات فقط ، تم تعيينه مديرا فنيا لجان باتو.
و في عام 1965، وبعد فترة قصيرة من عمله لدار كلوي، بدأ تعاونًا استمر حتى نهاية حياته ، مع دار الأزياء الإيطالية فندي.
ولكن عمله كمدير فني في شانيل منذ بداية عام 1983 ، كان هو الذي دفعه إلى دائرة الضوء وجعل منه رمز الموضة المعروفة خلال العقود الثلاثة المقبلة.
على الرغم من اعترافه أن مؤسس العلامة التجارية شانيل لم يكن مبتهجًا بالاتجاه الذي أخذ فيه العلامة. وقال “ما أقوم به سيجعل كوكو يكرهني.”
ورغم كل ذلك فإنه لم يتربع على عرش الموضة إلا عقب إنشاء علامته التجارية الخاصة ، كارل لاغرفيلد.
ولم يكن راضيا عن تصميم الملابس البسيطة، فبدا حملة تصوير جميع تصاميمه سنة 1987.
وشهد مطلع القرن الماضي دخول لاغرفيلد سوقًا جديدة، صناعة الحمية الغذائية. فقد تخلص من حوالي 43 كيلوغراما من وزنه وحوّل خبرته إلى كتاب بعنوان “الحمية الثلاثية الأبعاد” ، والذي يتوقع ان تباع الأف النسخ منه.
وقال في مقابلة للتلغراف عام 2004 “أردت فجأة أن أرتدي ملابس مصممة من قبل هادي سليمان ، الذي كان يعمل في سان لوران ويصمم الآن مجموعات ديور هوم”.
و أصبح في ذلك العام، أول مصمم أزياء يتعاون مع شركة اتش أند ام المعروفة.
تبع ذلك المزيد من التعاون – حيث صمم ثلاث زجاجات مختلفة لشركة كوكاكولا، لشرابه المفضل دايت كوكاكولا.
وكان لإطلاق هذا المشروع عام 2011 شأنا كبيرا بإعلانه المعروف” الشاب الذي يمسك قنينة المشروب الغازي على طبق من فضة”
ورغم تقدمه في السن إلا إنه حافظ على مواكبة التغيرات التي طرأت على عالم المشاهير ، حيث احتضن نجوما شابه أمثال كارداشيانز ، في حين أصدر العام الماضي مجموعة كبسولات مع كايا غربر – ابنة عارضة الأزياء الفاخرة، سيندي كروفورد.
وفشل العمر في تقويض لسانه الحاد، وأحيانا وجهات نظر الصادمة ، بما في ذلك مهاجمة قرار ألمانيا فتح الباب أمام اللاجئين السوريين ، وإغراق حركة “مي تو” في مقابلة له مع نوميرو.
وقد قوبل موت لاغرفيلد الحزن الشديد الذي خيم على عالم الموضة الذي ترأسه لسنوات عديدة. وقد أشاد كثيرون بعبقرتيه والتراث الذي تركه وراءه.
ويبدو أن لاغرفيلد كان أقل تأثراً بإرثه من أولئك الذين حزنوا لموته، حيث نفي قبل شهرين من وفاته، الشائعات التي روجت بأنه كان يكتب مذكراته.
وقال “ليس لدي ما أقوله”. “أنا في الواقع أحاول التأكد من أنني لن أتذكر.”