“حرب الأنفاق” من مغنية إلى طائرة ببيروت.. وروسيا تحذّر “الرؤوس الحامية”
بعنوان “لماذا تواجه إسرائيل تهديد أنفاق حزب الله؟”، نشرت مجلّة “ناشيونال إنترست” الأميركيّة مقالاً للكاتب سيث فرانتزمان، رأى فيه أنّ العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة لها تداعيات إقليميّة على نطاق واسع.
وبرأي الكاتب، فإنّ التوترات بين إسرائيل و”حزب الله” تهدّد بالغليان أكثر، فيما تقوم تل أبيب بحملة “درع الشمال” لمواجهة أنفاق “حزب الله” المزعومة على الحدود اللبنانيّة. وأضاف الكاتب أنّ هذه الحملة تأتي في ظلّ زيادة التوتر مع إيران التي تُرسّخ وجودها في سوريا، مشيرًا إلى أنّ العمليّة الإسرائيليّة الحاليّة تمثّل محاولة إستباقيّة لحربٍ جديدة، قد يجري القتال فيها ليس في لبنان فحسب، بل في سوريا أيضًا، بسبب أنشطة “حزب الله” في البلدين، على حدّ زعم الكاتب.
وعن التداعيات، يرى الكاتب أنّ التحرّك الإسرائيلي يأتي مترافقًا مع تصعيد التوتر والخطابات، فيوم الخميس 29 تشرين الثاني، زعمت معلومات أنّ طائرة من طراز “بوينغ 747” تابعة لشركة “فارس إير كيشم” الإيرانية انطلقت من طهران ووصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي، من دون أن يكون لديها محطات هبوط أخرى، واتُهمت الطائرة بأنّها تعود للحرس الثوري الإيراني وكانت تنقل أسلحة ومعدات متطورة لصالح “حزب الله“. ومساء يوم الخميس نفسه، استهدفت مقاتلات إسرائيلية مناطق جنوب دمشق، بالقرب من الكسوة، حيثُ يُزعم أنّ هناك موقعًا إيرانيًا.
وأضاف الكاتب: “في أوّل كانون الأول الجاري، أعلنت إيران عن إطلاق سفينة حربية مدمّرة، لا يرصدها الرادار، كذلك فقد اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران بأنّها أجرت مؤخرًا تجارب على صواريخ بالستيّة متطوّرة”.
وأُرفقت كلّ هذه التطوّرات المُتسارعة مع إعلانين لـ”حزب الله“، الأول عبر نشر فيديو وجّههه الإعلام الحربي الى تل أبيب بعنوان “إن تجرّأتم ستندمون”، وتضمّن الفيديو إحداثيات لوزارة الأمن الاسرائيلية في تلّ أبيب وقواعد عسكرية، وصوراً جوية لأهداف في العمق الإسرائيلي. كما أعلن الحزب عدم تعرّض قواته في سوريا للقصف في 29 تشرين الثاني، وبحسب مزاعم إسرائيل فهذا يعني أنّ عناصر الحزب متواجدة في جنوب سوريا. وهنا ذكّر الكاتب بجهاد مغنية، التي استشهد بعد استهدافه بغارة إسرائيلية عام 2015، وقد تبع ذلك قصف إسرائيل لشحنات أسلحة موجّهة للحزب، خوفًا من تمدّده في جنوب سوريا، كما أنّ روسيا حذّرت من “الرؤوس الحامية” في إسرائيل ونصحتها بالإبتعاد عن الإستفزازات، كما نشرت موسكو منظومة أس 300 الدفاعية في سوريا.
وذكّر الكاتب بالتوترات التي جرت في غزة أيضًا خلال تشرين الثاني، وكلّ ما سبق يمثّل تحديًا لإسرائيل وحلفائها في واشنطن، ولفت الكاتب إلى أنّ “حرب الأنفاق” ليست سوى جزءًا من الخطّة الكبيرة، لا سيّما وأنّ الإدارة الأميركية قد أكّدت أنّها تريد خروج القوات الإيرانيّة من سوريا. والمواجهة مع “حزب الله” تأتي ضمن تحضير أميركي مسبق، وفقًا للكاتب.