بري رعت احتفال بلدية الزهراني لتكريم المتفوقين

 

القت كلمة خلال رعايتها تكريم الطﻻب الناجحين في الشهادات الرسمية في دير الزهراني .
السيدة رندى عاصي بري : آن اﻻوان بأن يكون للبنانيين حكومة مسؤولة عنهم وليس العكس ، ونجدد التزامنا ودعوتنا الدائمة بضرورة انصاف المعلمين وخاصة المتعاقدين منهم والناجحون في امتحانات مجلس الخدمة المدنية .

رعت عقيلة رئيس مجلس النواب رئيسة ملتقى الفينيق للشباب العربي السيدة رندى عاصي بري اﻻحتفال التربوي الحاشد الذي نظمته بلدية دير الزهراني في باحة ثانوية شهداء دير الزهراني تكريما للطﻻب الناجحين في الشهادات الرسمية ، بحضور المسؤول التربوي لحركة أمل في اقليم الجنوب الدكتور محمد توبة ، ليندا وهبي ممثلة عن المنطقة التربوية في محافظة النبطية ، رئيسة مدرسة الراهبات النبطية كاميليا قزي ، و حشد من الفعاليات التربوية والبلدية واﻻختيارية والروحية والطﻻب المكرمين وذويهم .
اﻻحتفال استهل بآي من الذكر الحكيم والنشيد الوطني اللبناني .
بعدها القى رئيس بلدية دير الزهراني حسن زواوي كلمة هنأ فيها الطﻻب الناجحين شاكرا للسيدة بري رعايتها الدائمة للطﻻب واحتضان امالهم وتطلعاتهم .
ثم القت السيدة رندى عاصي بري كلمة الرعاية وجاء فيه :
في كل مرة أسلك الطريق صعوداً باتجاه النبطية تشدني دير الزهراني إلى تاريخ الرابع من آب عام 1994 ، إلى ذلك المساء الدامي الذي أغارت فيه الطائرات الاسرائيلية على منزل السيد محمد طرابلسي ” أبو قاسم ” على دفعتين لينجلي بعدها غبار تلك الغارات عن مجزرة مروعة ذهب ضحيتها ثمانية شهداء وعشرات الجرحى جلّهم من الأطفال و النساء ، ولا تبارحني صورة الرضيع في تلك المجزرة علي زواوي إبن الخمسة أشهر ، و صور الأطفال و النساء و هم تحت ركام المنازل المدمرة في أحد الأحياء القريبة من هذا الصرح ، لا زلت أذكر حسين روماني 4 أعوام ،محمد برجاوي 5 أعوام ، محمد زواوي 12 عاما
،هيام طرابلسي 25 عاما ، نجاح طرابلسي 35 عاما ، غالب زواوي 40 عاما و زوجة سمير بدران .

واضافت : لهؤلاء الشهداء و لكل شهداء هذه البلدة الكريمة و كل بلدات الجنوب الذين شكلوا الطليعة المتفوقة و المتميزة في إمتحان التضحية والبذل والعطاء من أجل الأرض والانسان ومن أجل لبنان فكانت شهادتهم كلمة السر لكل ما نملك من عناوين العزة والكرامة والرفعة والتقدم. لهم و لهذا الصرح التربوي الذي يحمل أسماؤهم ولإدارته وأفراد أسرته التعليمية، و لكل المؤسسات التربوية التي ينتسب إليها طلابنا المكرمون ، للأهل في دير الزهراني فرداً فرداً ، للمجلس البلدي والاختياري ، لمنظمي هذا الحفل الانساني المميز، للطلاب الذين يشمخون بنجاحهم و تفوقهم، لذوي الطلاب و الأساتذة ، لكم مني ومن دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري تهنئته و تمنياته لكم مزيداً من النجاح و دوام التوفيق والتألق.
وتابعت بري : لا أخفي عليكم بأنني كلما أقف في مقام تخريج أو تكريم طلاب ناجحين في أي مرحلة من مراحل التعليم ، كنت و لا أزال تستوقفني فقرة من القسم التاريخي الذي أطلقه الامام السيد موسى الصدر في مدينة صور في العام 1975 و هي : نقسم بقلق الطلاب و المثقفين و بذعر الأطفال عند الحدود و بالأفكار المهملة ، هذه الفقرة من القسم الذي تحول إلى ميثاق تاريخي و إلى التزام إنساني أخلاقي منا أمام الله وأمام الانسان في لبنان لأي طائفة إنتمى ، فأسأل نفسي لماذا أفرد هذا الامام العظيم حيزاً من هذا القسم الخالد “لقلق الطلاب و للأفكار المهملة ” ؟
فسرعان ما أجد الأجوبة على هذا السؤال من خلال مواقف واستراتيجية عمل حامل أمانة الامام السيد موسى الصدر دولة الرئيس نبيه بري ، و الأولوية والعناية القصوى التي أولاها للجانب التربوي في مشاريع التنمية والنهوض بالجنوب من كبوة الحرمان والإهمال ، إنطلاقا من إيمانه المطلق من أن المدرسة و الجامعة والتربية بمعناها العميق هي فن صناعة الانسان، وأن الوطن الذي لا يرتكز على نظام تربوي عصري وعلى بناء علاقة تكاملية بين التعليم و التكنولوجيا و تنمية الموارد البشرية في عملية دائمة و مستمرة هو وطن يحكم على نفسه بالجمود و التصحر .
واضافت :والتزاما بقسم الإمام الصدر و حامل أمانته دولة الرئيس نبيه بري كقائد لهذه المسيرة الانسانية الرسالية المقاومة وكرئيس للمجلس النيابي و لكتلة التنمية و التحرير و دائما وعملا بتوجيهاته نؤكد على العناوين التالية :
أولا : ان التربية ليست كما هو شائع اليوم ليست محوا للأمية واعطاء الشهادات في أي مستوى تعليمي لتعليقها على جدران المنازل فحسب ، انما هي وفقا لمفهومها الحديث تتجاوز ذلك بكثير وصولا الى توجيه الطلاب نحو حاجات سوق العمل وتمكينهم من إيجاد فرص عمل تنسجم مع طموحاتهم و إختصاصاتهم .
ثانيا : ان مهمة النظام التربوي يجب أن تنصب في خدمة المستقبل عبر التكيف مع تطور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والمدخل الى ذلك نكرره دائماً إلزامية التعليم لكل مواطن أقلّه حتى المراحل المتوسطة أو مرحلة التعليم الأساسي .
ثالثا : انشاء مجلس أعلى للتربية يتولى التخطيط للسياسة التربوية ويحصنها في مواجهة التحديات، و يمكّنها من الموائمة بين حاجات التربية و حاجات التنمية البشرية المستدامة . فلا يعقل إهمال الدور المحوري للمدرسة و الجامعة و المعاهد في مكافحة أزمات البيئة وتفشي ظواهر الادمان على المخدرات بين الفئات العمرية الصغيرة على نحو مخيف ، ناهيك عن العنف الأسريون
إن النظام التربوي و المؤسسات التعليمية هي حجر الزاوية لمكافحة هذه الظواهر وهي المكان الأجدى والأكثر نجاعة لمقاربة هذه العناوين .
رابعا : ان المدخل الحقيقي لحفظ وتحصين نظامنا التربوي يبدأ بخلق المناخات الملائمة التي تحفظ الانتظام والاستقرار في العملية التربوية خلال العام الدراسي ، و تأمين كل مستلزمات النجاح لهذه العملية و ذلك بعدم السماح لحصول أي خلل في العلاقة بين العناصر الثلاث المكونة للعملية التربوية و هي الطلاب و المعلمين والأهل ، وفي هذا الاطار نجدد التزامنا ودعوتنا الدائمة بضرورة انصاف المعلمين و خاصة المتعاقدين منهم والناجحون في امتحانات مجلس الخدمة المدنية .
وتابعت بري :
لا أريد أن أفسد بهجة هذا اللقاء بالتطرق للعناوين السياسية أو للأزمات التي يزدحم بها المشهد اللبناني على أكثر من صعيد، لكن من حق اهلنا وابنائنا ان يطالبوا بأن يكون لنا ولهم دولة راعية و حامية وحاضنة لآمالهم وتطلعاتهم من حقهم ان يكون لهم حكومة وسلطة تنفيذية مسؤولة عنهم وليس العكس ،
من حقنا ومن حقهم أن نقول لكل من يعرقل تشكيل الحكومة ” كفى”!
واضافت :المطلوب على أبواب العام الدراسي الجديد والذي انطلق في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية والتحديات التي تحيط بنا الإسراع في تشكيل حكومة تكون قادرة على ملامسة كل القضايا التي لم يعد المواطن قادر على تحملها .
وختمت بري كلمتها بالقول :
الرهان الحقيقي يبقى عليكم و بكم و بارادتكم الصلبة و بعزيمتكم التي لا تلين مهما اشتدت الخطوب ، لنا ملىء الثقة أننا وإياكم كما تجاوزنا الاختبارات الأصعب من هذا الاختبار الذي نمر به اليوم وهو اختبار الصمود و مقاومة الاحتلال و تحويل الألم الى أمل ، قادرون على النجاح بتجاوز هذه المرحلة الصعبة قدركم النجاح وقدر من يريد أن يقف بوجه طموحاتكم و أحلامكم الهزيمة والخيبة.
وختمت السيدة بري كلمتها :
عهدنا لكم أن نبني لبنان وطنا يليق بنضحيات الشهداء و يعبر عن آمالكم و تطلعاتكم … بفضل سواعد ابائكم المقاومين صنعنا المستحيل و بسواعدكم سنصنع مستقبل لبنان وأنتم الأمل الدائم لقيامة لبنان .
اﻻحتفال الذي تخلله فقرات فنية قدمها الطﻻب اختتم بتوزيع السيدة بري الشهادات التقديرية على الطﻻب المكرمين كما قدم رئيس بلدية دير الزهراني درعا تكريمية لراعية اﻻحتفال .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى