عن عمل الوحدات الإسرائيلية الخاصة خلف الخطوط.. خطأ واحد كفيل باندلاع حرب!

بثت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير مصورة ومكتوبة عن وحدات “كوماندوز”، في محاولة لترميم صورة الردع التي تضررت كثيرا.

وقال الخبير العسكري بصحيفة “إسرائيل اليوم” يوآف ليمور إن “الحديث هذه الأيام عن الوحدات الخاصة فرصة للكشف عن مئات العمليات الخاصة التي تنفذها، وتتخللها عدد لا محدود من اللحظات المتوترة”، معتبرا أن “حادثة خانيونس كشفت أنه لا وقت كثيرا للاستشارات والارتباك، فكل أعضاء القوة يجب أن يكونوا مستعدين ومسرعين ومقررين، وفي حال لم يتم اتخاذ قرار ميداني على الفور، فالأمر كفيل باندلاع حرب”.

وأضاف إن “هذا ما يحصل للوحدات الخاصة في غزة وفي جبهات أكثر بعدا وتعقيدا، الكل مدرب جيدا ومعد مسبقا، سواء قوات الرد والإنقاذ الذين ينتظرون في الطائرة لإنقاذ أي جنود في الميدان، كما حصل في خانيونس، نحن أمام عملية معقدة تتطلب احتمال صفر في الخطأ، ومخاطرة لا توصف، وتنسيقا وإبداء أكبر قدر من المهنية والمخاطرة التي تفرق بين عملية فاشلة وكارثة قومية”.

وأوضح أن “الكيلومترات الثلاثة التي دخلتها القوة الإسرائيلية الخاصة في خانيونس تستغرق منها في الأوضاع الطبيعية دقائق قليلة، لكنها في لحظة الخطر التي حصلت أخذت منها وقتا طويلا، حتى إن قائد سلاح الجو الجنرال عميكام نوركين سمح للطائرات باجتياز حدود غزة دون أنوار، كي تهبط فيها، وتم استدعاء طائرات أخرى لتوفير الحماية لأفراد القوة الذين بدأوا بالانسحاب من خانيونس”.

بدوره، قال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الجنرال “أمان” عاموس يادلين إننا “أمام عمليات معقدة جدا، لا يعلم بها أحد باستثناء المنفذين وصناع القرارات، ولذلك فإن المخاطرة ملتصقة بها على مدار الساعة كما حصل في غزة، هذه الوحدات الخاصة تمر بتدريبات وخطط سنوية يتم إقرارها مباشرة من رئيس هيئة الأركان، ثم يتم توزيع العمل بين الأقسام المختلفة، كل قسم له مهمة خاصة“.

وأضاف أنه “في بعض الأحيان يوجد أكثر من وحدة تعمل أمام مهمة واحدة، كما أن البدائل المتوقعة لكل عملية تطرح على طاولة رئيس الأركان، وحينها يتم إقرار الطريقة المفضلة”.

أما القائد السابق للمنطقة الجنوبية وقائد شعبة العمليات بالجيش الاسرائيلي الجنرال تال روسو، قال إن “فرقا جوهريا بين العمل في الأوقات الطبيعية وحالات الحرب، في المواجهات العسكرية الوحدة مكلفة بتحقيق نسبة نجاح 70- 80 بالمئة، لأنها تخوض المخاطر التي تولد بعض الأخطاء، لكن في الوضع الطبيعي لا مكان للأخطاء، يجب تنفيذ المهمة بصورة كاملة بنجاح 100 بالمئة، فأي فشل تبعاته جنونية، وآثاره كبيرة على أمن الدولة”.

وقال التحقيق إن “أعضاء هذه الوحدات الخاصة يعرفون أنهم يحملون إسرائيلعلى أكتافهم، أي خطأ منهم يعني دخول الدولة في حالة حرب، لا يعرف أحد كيف اندلعت، هكذا حصل في غزة، وفي أماكن بعيدة جدا عن إسرائيل، لأن 99.9 بالمئة من جنود الجيش الاسرائيلي لا يعلمون شيئا عن عمل الوحدات، فقط قادة الجبهات القتالية الكبار يعرفون بعض العمليات التي تنفذها هذه الوحدات في مناطقهم دون أن يدركوا التفاصيل الدقيقة، حتى أن طائرة الإنقاذ التي وصلت لتخليصهم من داخل غزة، لم تعرف طبيعة المهمة التي جاءوا بشأنها”.

وأوضح ليمور أن “من وجه انتقاده للجيش الاسرائيلي على تنفيذ هذه العملية في أوقات التهدئة مع حماس لا يعرف عن مهامها شيئا، لأن هذه الوحدات تعمل أساسا في الظروف الطبيعية، تقريبا كل ليلة، بعضها معقدة أقل في الضفة الغربية، وأخرى تعقيدها أكثر خارج الحدود، لكن كل عملية تتطلب موافقة المستوى السياسي بسبب اجتيازها لحدود دولة أخرى، خشية حصول تورط عسكري أو سياسي”.

وختم بالقول إن “قادة هذه الوحدات يقضون عددا غير محدود من الساعات مع رؤساء الحكومات ووزراء الحرب في إسرائيل لإطلاعهم على طبيعة مهماتهم القادمة، بما في ذلك الدخول في تفاصيل التفاصيل، كيف يصلون الهدف، وكيف يخرجون، بحيث تعيش القيادة الإسرائيلية لحظات دراماتيكية حاسمة، بدءا من لحظة وداع أفراد الوحدة، إلى لحظة عودتهم إلى إسرائيل“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!