اللعب على المكشوف… كشّ ملك!
اندريه قصاص
فما بين “حزب الله” والرئيس ميشال عون، وقد سلّفه كثيرًا في آخر موقف له من أعلى منبر أممي ما لم يسّلفه رئيس آخر، وهو الذي وقف إلى جانب المقاومة ما دام شبر واحد من لبنان لا يزال محتلًا من قبل العدو الإسرائيلي، وهو موقف أستدعى زيارة رسمية من نواب “كتلة الوفاء للمقاومة” إلى القصر الجمهوري لشكر رئيس الجمهورية ولوضع إمكانات الحزب في تصرّفه لكي تكون إنطلاقة العهد من خلال حكومته الأولى أكثر زخمًا وأكثر فعالية، لن تؤثر عليه عقدة من هنا و”تكتكة” من هناك، وهما يفهمان على بعضهما من الإشارة من دون الحاجة في كثير من الأحيان إلى أي كلام لترجمة مضمون هذه التفاهمات.
يقول البعض أن ثمة اشياء قد طرأت في آخر لحظات التأليف جعلت “حزب الله” يعيد حساباته الداخلية بموازين الربح والخسارة على المستوى الإقليمي، وهو الخارج من سوريا اقوى مما دخل إليها، وهو بات في مواجهته الإقليمية رأس حرب، بعدما أصبح اللعب على المكشوف ولم يعد ثمة أوراق مستورة أو مخفية، ولذلك فإنه رأى الفرصة سانحة لكي يستعمل آخر وسائل الهجوم في لعبة الأمم ليقول لواشنطن: “كش ملك”، بإعتبار أن الأمور وصلت إلى مرحلة الحسم بعد التهديدات الأميركية للحزب بعقوبات مالية جدّية وخطيرة على مستوى ما يمكن أن تتخذه واشنطن من إجراءات يعتقد البعض أنها ستكون موجعة.
ويرى كثير من المراقبين أن هذا هو التفسير الوحيد لموقف “حزب الله” المتشدّد حيال إصراره على تمثيل أحد النواب من سنة 8 آذار، لأن ثمة قناعة عند الجميع، وبالأخص في دوائر القصر الجمهوري أن هذه العقدة، على رغم أهمية تمثيل الجميع في حكومة الوحدة الوطنية، لا تستأهل إفتعال مشكلة من هذا النوع بين الحليفين.