هل تم بيع قضية خاشقجي؟
مناطق نت
بعد عودة مديرة الاستخبارات الأميركية جينا هاسبيل من أنقرة إلى واشنطن، يُلاحظ أن هناك تراجعا ملموسا بقضية تصفية الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلده باسطنبول.
لا يمكن الاستناد إلى يوم أو يومين من التغطية الإعلامية الباهتة لهذه القضية لإطلاق هذا التوقع، لكن هناك يقينا دوليا كان حاضرا منذ تفجر قضية خاشقجي، أن كل ما يدور من توجيه اتهامات وتسريب معلومات إدانة وتجريم والتلويح بعقوبات، هدفها تحسين شروط الصفقة بين السعودية من جهة وبين الأطراف الأخرى (تركيا وواشنطن) القادرة على إدانتها بهذه الجريمة.
كان المفترض أن بتحدث الرئيس الأميركي دونالد بعد عودة هاسبيل ولقائه بها عن تطورات قضية خاشقجي، غير أن هذا لم يحدث، ويمكن تبرير هذا الغياب، بأحداث جرت في الولايات المتحدة الأميركية، منها عملية الطرود المتفجرة التي تم إرسالها إلى سياسيين وناشطين ومؤسسات يتبعون للحزب الديموقراطي، ومن ثم الانشغال بالهجوم على كنيس يهودي في مدينة بتسبرغ الأميركية بولاية بنسلفانيا بعد أن اسفر عن مقتل 10 اشخاص وإصابة آخرين.
كذلك، كان في تركيا حدث أزاح قضية خاشقجي عن الصدارة، وهو القمة الرباعية التي انعقدت في اسطنبول وجمعت الرؤساء التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلاديمير بوتين والفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، وما صدر عنها من قرارات مهمة لجهة الأزمة السورية بالاتفاق على تشكيل اللجنة الدستورية قبل نهاية العام الحالي وتثبيت اتفاق إدلب، اضف إلى هذا إقدام تركيا اليوم على إجراء عسكري يثير العديد من التساؤلات وهو قصف مواقع كردية في شرق الفرات تقع ضمنا تحت الحماية الأميركية.
في المنطقة العربية، وضع القطريون أمس شروطهم لعودة العلاقات مع السعودية وحلفائها، وكان سبقهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإشارة تودد عن مكانة قطر الاقتصادية، في حين انشغل العرب بالاستقبال المستهجن لسلطان عُمان قابوس بن سعيد لرئيس الوزراء الإسرائيلي وزوجته ومدير الموساد في قصره، والتجول معه في ارجائه والتحدث إليه بحميمية لافتة، ما يوحي أن المنطقة مقبلة على أحداث أخرى دفعت إلى الوراء قضية خاشقجي، فلم يبق منها سوى البحث عن الجثة..هل هذا يحدث مجانا، أم هذه لحظة المساومة، وقد تبرز مفاجأة تعيدها للصدارة في حال الخلاف على الاثمان؟