اتفاقٌ حاسم لإنهاء اشتباكات “المية ومية”.. ماذا في جديد المخيم “المشتعل”؟
محمد الجنون
لم تمضِ ساعات قليلة على دخول “الهدنة العسكرية” حيّز التنفيذ في مخيم المية والمية، حتى عادت الإشتباكات لتندلعَ من جديد، عصر اليوم السبت، بين حركتي “فتح” و “أنصار الله”. فعلى مدى ساعتين (بين الساعة الخامسة عصراً والساعة 7 مساءً)، كانت أصوات القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة تسيطرُ على أجواء مدينة صيدا، في وقتٍ شهدت منطقة المية ومية نزوحاً لعدد من العائلات.
وبحسب المصادر، فقد أكد المجتمعون على “إزالة كل المظاهر المسلحة في كل الأماكن في المخيم”، متحدثة عن “تشكيل لجنة عليا مشتركة لتنفيذ هذه القرارات، تمهيداً لإعادة الحياة الطبيعية إلى المخيم”.
ولفتت المصادر إلى أنه “جرى الإتفاق أيضاً على تسليم كل المتورطين بعمليات اغتيال طالت كوادر في حركة فتح، إلى الدولة اللبنانية”.
لا مسلحين من خارج المية ومية
خلال الإشتباك الذي استمرّ لساعتين في مخيم المية ومية الذي يشهد الآن هدوءاً حذراً، فقد أفاد شهود عيان أنَّ النيران طالت بلدة المية ومية. وفي هذا الصدد، أكد رئيس البلدية رفعت أبو سابا أنّ “رصاص الإشتباكات المندلعة في مخيم المية ومية استهدف منازل وسيارات في البلدة”، نافياً في إتصال مع “لبنان24” ما “تمّ تداوله عن سقوط قذائف صاروخية على المنازل”، موضحاً أن “هذه القذائف انفجرت في سماء البلدة”.
في غضون ذلك، فقد سُجلَ استنفار للعديد من الجهات المسلحة داخل مخيم عين الحلوة. وبحسب معلومات “لبنان24” من مصادر فلسطينية، فإن “الأمن الوطني الفلسطيني قام بتعزيز انتشاره في عين الحلوة تداركاً لأي طارئ”. وخلال الساعات الماضية، تحدث معلومات عن وصول مسلحين من مخيمي نهر البارد والبداوي في الشمال، لمساندة مسلحي حركة “فتح” في الإشتباكات داخل مخيم المية ومية. إلاّ أنّ مصدراً عسكرياً في الجيش اللبناني، نفى لـ”لبنان24″، كل ما أشيع “عن وصول مسلحين من البداوي ونهر البارد إلى مخيم المية ومية”، مؤكداً أن “الجيش لن يسمح بذلك”. ولفت المصدر إلى أنّ “الجيش عزّز تواجده في محيط مخيمي المية ومية وعين الحلوة”.
ومع ذلك، فإنّ ما أدلت به المصادر العسكرية اللبنانية بهذا الشأن، أكّدته مصادر حركة “فتح”، التي نفت بدورها “أي استقدام لعناصر مسلحة من خارج مخيم المية ومية”، وقالت لـ”لبنان24”: “المخيم مُحاصر من مختلف الجهات، ومسألة استقدام مسلحين من المخيمات الأخرى غير وارد ولم يحصل على الإطلاق”.