عن إنسحاب إيران وحزب الله من سوريا.. بوتين نقل البندقية الى كتف ترامب و”ولعت”!

ترجمة: سارة عبد الله

بعد أكثر من أسبوعين على الإعلان الروسي المثير للجدل حول تزويد سوريا بنظام الدفاع الصاروخي “أس 300″، وبعد إسقاط طائرة استطلاع روسية من طراز “إيل 20″، الأمر الذي اعتبرته موسكو إستفزازًا إسرائيليًا، كثُرت التحليلات في الصحف العالمية حول التوتر في العلاقات بين موسكو وتل أبيب، لا سيما وأنّ الكرملين يؤجّل اللقاء الذي كرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلبه من القيصر. 

وفي هذا الصدد، تتطلّع إسرائيل إلى أحد أبرز أولوياتها، المتمثّل بإبعاد إيران عن سوريا، حتّى تضمن سلامتها، فبعدما أثار الجانب الإسرائيلي هذا الطلب في لقاءات متكرّرة عقدها بنيامين نتنياهو، كانت الصحف الإسرائيلية ترى أنّه على الرغم من أنّ بوتين هو حليف الرئيس السوري بشار الأسد وقد بسطَ نفوذه في سوريا، إلا أنّه ليس هو من يفرض على إيران والقوات التابعة لها، من بينها “حزب الله” أن تنسحب من البلاد.

وكان موقع “المونيتور” قد كشف أنّ موسكو رفضَت طلبين إسرائيليين على الأقل للاجتماع بعد حادث سقوط طائرة إيل 20. كما رفضت استضافة وفد برئاسة مستشار الأمن القومي مئير بن شبات، وحتى لم تقبل بزيارة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان أو نتنياهو نفسه.

كما تستبق إسرائيل أي تطوّر جديد، وتتحضر للتعامل مع منظومة الـ S300 الروسية، حيثُ كشفت قناة Hadashot TV أنّ تل أبيب وواشنطن أرسلتا وفدًا عسكريًا سريًا إلى أوكرانيا لاختبار هذه المنظومة.

كلّ ما سبق أكّده الرئيس بوتين، وفقًا ما نقلته الصحافة العالميّة عنه اليوم الجمعة 19 تشرين الثاني، حيثُ أكدها بالفم الملآن، إذا قال خلال منتدى حول السياسة الدولية في سوتشي: “ليس من مهمة روسيا أن تقرر ما إذا كانت إيرانستغادر سوريا”، قاطعًا الطريق على نتنياهو الذي أعلن في 7 تشرين الأول الجاري أنّه سيلتقي بوتين “قريباً” لمناقشة المزيد من التنسيق الأمني حول سوريا، كي لا يفكّر مجددًا أنّ “طريق خروج إيران من سوريا يمرّ في موسكو”. 

صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية لفتت إلى أنّ بوتين أوضح خلال المنتدى أنّ هذه المسألة ليست شأنًا روسيًا، ويجب أن تُناقش بين إيران وسوريا والولايات المتحدة، وذلك بعد توفير ضمانات أمنية لسوريا. ونقلت عن بوتين قوله: “في حين ساعدت روسيا في التفاوض على سحب القوات الإيرانية من حدود مرتفعات الجولان خلال الصيف، فإن الانسحاب الإيراني الكامل مسألة أخرى”.

ومع إلقاء قضية إنسحاب إيران من قبل الروس على الجانب الأميركي، أشارت صحيفة “ذا ناشون” الاميركية الى أنّ مهمّة الـ2000 جندي  أميركي في سوريا قد تغيّرت، إذ باتت تشمل إيجاد حلّ سياسي سلمي للحرب السورية وإنسحاب كافة القوات الإيرانية والتابعين لها من سوريا، وهذا الأمر أكّده وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو خلال تواجده في المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي.

وقد أتى تأكيد بومبيو بعد مدة وجيزة من إعلان المسؤول الأميركي عن الملف السوري جيمس جيفري أن الولايات المتحدة ستبقى في سوريا طالما أن إيرانموجودة هناك، وهذا الشرط كشفه أيضًا مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية جون بولتون حين قال: “لن نُغادر طالما أن القوات الإيرانية خارج الحدود الإيرانية”.

ومقابل المطالبة بالإنسحاب الإيراني في سوريا، برزَ موقف جديد يطالب الولايات المتحدة بأن تسحب قواتها من سوريا، كما نقلت وكالة “شينخوا” الصينية على موقعها باللغة الإنكليزية عن سفير إيران لدى الأمم المتحدة إسحاق آل حبيب  تشديده على أنّه “على واشنطن إنهاء وجودها غير القانوني في سوريا”، وكشف أنّ الجهود الإقليمية جارية لإيجاد حل سياسي للصراع المستمر منذ سبع سنوات، ودعا المجتمع الدولي إلى استنفاد جميع الجهود لإعادة بناء سوريا التي دمرتها الحرب.

ويأتي هذا الموقف بعد أيام من إعلان المتحدث بإسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، أنّ التدخل الأميركي في سوريا هو عمل غير قانوني ويتعارض مع القوانين الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!