جمعية الرؤية الوطنية أطلقت مشروع جسر المحبة بين الشباب برعاية الوزيرة عناية عز الدين

وفاء بيضون
أطلقت جمعية الرؤية الوطنية ( p v a) برعاية وزيرة شؤون التنمية الإدارية الدكتورة عناية عز الدين مشروع جسر المحبة بين الشباب بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية البرنامج الوطني للتطوع وذلك خلال إحتفال اقيم في مركز باسل الأسد الثقافي في صور، بحضور مسؤول التواصل في البنك الدولي باتريك فدعوس، مسؤول حركة امل في اقليم جبل عامل المهندس علي إسماعيل، رئيس جمعية تجار صور ديب بدوي، عضو المكتب السياسي لحركة امل عاطف عون، رئيس بلدية برج رحال حسن حمود ونائبه علي صفا وحشد من ممثلي الجمعيات والمؤسسات الإجتماعية.
بداية تحدث رئيس جمعية الرؤية الوطنية الإعلامي قاسم صفا عن مشروع جسر المحبة بين الشباب وقال أن هذا المشروع يهدف الى مد جسور التلاقي بين الشباب على مختلف تطلعاتهم الفكرية وجنسياتهم الوطنية والقومية وبالخصوص في سوريا الشقيقة، حيث يشارك في المشروع أربعون شاباً وشابة من اللبنانيين والسوريين سيتطوعون لتحقيق الأهداف المنشودة من المشروع من خلال التدريب النظري وتنفيذ عدد من الأنشطة الإنمائية بالتعاون مع اتحاد بلديات قضاء صور وبلدية صور.
وتابع أن جمعية الرؤية الوطنية عملت ومنذ تأسيسها في العام 2015 على المشاركة مع القطاعين الرسمي والخاص في مجال التنمية المستدامة وقامت بالتنسيق مع الفعاليات المحلية مستفيدة من تجارب البعض في العمل الإنمائي والانساني والاجتماعي وخلصت لإطلاق عدد من المشاريع مثل: سياسة حماية الطفل برعاية السيدة رندى عاصي بري، الحد من عمالة الأطفال، التوعية على مضار المخدرات، فرز النفايات من المصدر وغيرها، كما أطلقت الجمعية مشروع الدعوة الإلكترونية للندوات والاحتفالات ، مجددين هذا المشروع متمنين تشجيع هذه الفكرة وقبول الدعوات الإلكترونية والعمل على إطلاق مشروع استعمال أكياس الورق بدلاً من النايلون والبلاستيك والتعود على عدم استعمال البلاستيك بالإحتفالات وهذا ما التزموا به اليوم، لافتاً إلى أن المشروع اليوم سيكون بالتعاون مع اتحاد بلديات قضاء صور وجمعية التجار.
ثم تحدث الوزيرة عناية عز الدين وقالت:
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل الشكر على دعوتكم لهذا اللقاء الذي يجسد الكثير من المعاني.
في لقائنا اليوم تجتمع معاني الشباب والتطوع والسلام والحوار والتعلم المستمروالتطوع والاهم ثقافة اللقاء وبناء الجسور. هذا ما يحتاجه العالم اليوم وسط ضجيج العنف والحروب الساخنة والباردة والسياسية والتجارية وفي زمن الميل نحو التطرف والعنصرية والانزواء والقطيعة والعقوبات. في حين ان المطلوب هو التواصل والتعاون والتكامل والشراكة من اجل الوصول الى العدالة الاجتماعية التي تبقى الهدف المنشود والعنوان الرئيسي لتحقيق انسانية الانسان بعيدا عن الهيمنة والاحتكار وتركز الثروات وغيرها من عناصر القوة، في يد القلة.المطلوب في عالم اليوم وفي منطقتنا العربية تحديدا ان نعمل على تعبيد  الجسور التي حضرت منذ سنين طويلة بين ابناء هذه الاوطان لتوصلنا الى المستقبل الافضل.
والشباب هم القادرون على العبور في هذه الطريق التي لا نملك خيارا اخر غير عبورها والا فاننا سنصبح خارج التاريخ. الشباب هم القادرون وهم من يجب ان يقودوا مجتمعاتنا  نحو التنمية المستدامة والحوكمة الرشيدة والعدالة الاجتماعية والكرامة والسيادة الوطنية.
على الرغم من ان دولنا غارقة في الصراعات الداخلية والحروب الاهلية والازمات المتتالية والنزوح واللجوء الا اننا نستطيع . الشباب في العالم العربي يستطيعون. هم القوة والطاقة الكبيرة والثروة الحقيقية والرأسمال البشري .
ان نسبة الشباب العربي دون ال25 تبلغ حوالي 70بالمائة من مجمل سكان المنطقة ( هذه الاحصاءات صادرة عن منظمة الاسكوا) وهم يتمتعون الى حد كبير بنسب تعليم جيدة ولديهم خبرات ومهارات لم تتح للأجيال السابقة خاصة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وهم الأكثر تفاعلا مع ثقافات العالم، والأكثر قدرة على الابتكار والإبداع، والأكثر طموحًا وتطلعًا للمستقبل.
الا ان هناك الكثير من التحديات التي يجب مواجهتها وابرزها ارتفاع معدلات البطالة الناتجة عن عدم المواءمة بين الاختصاصات الجامعية واحتياجات سوق العمل، اضافة الى انخفاض نسبة المشاركة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وهذا لا يمكن تخطيه الا من خلال ثلاثمسائل اساسية:
الاولى جعل قضية الشباب اولوية لدى الحكومات والتزام قضاياهم من قبل اصحاب القرار.
وبما اننا لا نزال بعيدين في العالم العربي عن هذه الارادة فلا بد من مبادرات لمحاولة ملء الفراغ.
وهنا اشير الى المسألة الثانية وهي ضرورة العمل وفق منهج التشاركية بين مختلف الاطراف الفاعلة في المجتمع اي القطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني والاهلي والجامعات. والحق يقال ان اجتماعنا اليوم هو ترجمة لهذا المبدأ. نطلق اليوم مشروع هو نتيجة تعاون بين وزارة الشؤون الاجتماعية والبنك الدولي وجمعية الرؤية الوطنية والفئة المستهدفة هي الشباب اللبناني والسوري .ومن المفيد الاشارة الى فكرة التطوع المطروحة في هذا اللقاء.العمل التطوعي أو ما يسمى حديثاً في أدبيات التنمية “رأس المال الاجتماعي” وهو المفهوم الكفيل بتعزيز الروابط داخل المجتمع وبنشر قيم التعاون والتراحم والتكافل.
والمسألة الثالثة هي تبني السياسات التنموية في المجتمع وللشباب دور اساسي في تحويلها الى واقع. تكفي الاشارة الى ان الشباب اليوم همالقادرون على الاستثمار في التكنولوجيا بكل ابعادها. واحدى ضرورات التنمية اليوم هي تطوير الابتكار التكنولوجي والاهم هو التحول من الحالة المستهلكة للتكنولوجيا الى الحالة المنتجة لها. وهذا يتطلب توفير التمويل وفهم طبيعة المتغيرات في وسائل التعليم ويتطلب ايضا العمل على المستوى التشريعي ويمكننا القول اننا في لبنان بدأنا هذا المسار التشريعي بإقرار قانون المعاملات الالكترونية والبيانات الشخصية كما اننا وضعنا الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي وحرصنا فيها على المقاربة التشاركية كما ان رؤيتنا انطلقت من ضرورة تغيير المنظومة الحالية للادارة العامة في لبنان باتجاه منظومة تعمل وفق اللغة التي طبع عليها الشباب.
قد يطرح سؤال؟ هل يستطيع شبابنا الذي يدفع مباشرة ثمن الصراعات والنزاعات ان يساهم في العملية التنموية وان ننجح في هذا الاطار؟
اقول لكم نعم يستطيع . نجتمع اليوم في منطقة صنع شبابها معجزة التحرير من العدو الاسرائيلي في العام 2000 ومن ثم حققوا الانتصار في العام 2006 وفي نفس الوقت خاضوا معركة التنمية واستطاعوا احداث فرق كبير على هذا المستوى.
حصل هذا بدعم من اشقائنا في سوريا . هذه التجربة دليل على الطاقات الكبيرة الكامنة في شبابنا والتي اذا اطلقت تصنع المستحيل وهذا املنا بكم.
في الختام اسمحوا لي ان اعود الى ما بدأنا الحديث به حول اهمية بناء الجسور في منطقتنا واود ان اشير الى جسر عتيق وقديم قام بين لبنان وسوريا. هذا الجسر المحكوم بالجغرافيا السياسية والتاريخ والعلاقات الاجتماعية والثقافية والفكرية والمصالح المشتركة. ولعل المطلوب اليوم هو ان نلتقي من جديد على هذا الجسر لان اللقاء مصلحة للطرفين وخاصة للبنان الذي لا يمكن ان يتنفس من دون سوريا ومن دون معابر سوريا لتصريف انتاجنا الزراعي والصناعي اضافة الى الفرص والافاق التي يمكن ان تفتح امام اللبنانيين من خلل مشاركته في اعادة الاعمار في سوريا لذلك اكرر ما يدعو اليه دائما دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري بجعل قضية تطبيع العلاقات بين البلدين في رأس اولويات الحكومة العتيدة التي نأمل ان ترى النور قريبا وان كنا ايضا نقول كما قال الرئيس بري ما تقولوا فول تيصير بالمكيول.
شكرا لكم وكل الامنيات بالتوفيق في عملكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى