ثورة كروية في راشيا الوادي
تحقيق : زياد العسل
شهدت قرى البقاع الغربي وراشيا ثورة كروية في السنوات الأخيرة وقد تمثلت هذه الثورة في إنتشار مجموعة من الملاعب في مختلف القرى ,في وقت كان ينتظر فيه محبي اللعبة بناء المزيد من الملاعب والأكاديميات التي من شأنها أن تساهم في تأمين الأساس الحيوي لممارسة اللعبة الأكثر شعبية في لبنان والعالم,فوجود الملاعب المقفلة والمدربين المتمتعين بخبرات كبيرة أدى إلى زيادة ثقة الأهالي بإرسال أبنائهم الى الملاعب لإستثمار أوقاتهم في كرة القدم وصقل مواهبهم التي يمكن لها أن تتطور أكثر في عصر بات فيه الإستثمار في لاعب موهوب إستثمارا مربحا منتجا معنويا وماديا
نادي ضهر الأحمر الرياضي كان السباق لبناء ملعب إتحادي يسعى من خلاله النادي لتشجيع الشبان والشابات للعب كرة القدم وإستثمار طاقاتهم في هذا المضمار ويؤكد متابعون لتدريبات النادي أن النادي يمتلك خطة بعيدة المدى للوصول بعيدا إتحاديا وإرسال اللاعبين الى أندية في الدرجات الأولى والثانية لتحقيق طموح الكثير من اللاعبين في الوصول بعيدا في كرة القدم
أما الإنجاز الأكبر تمثل في إنطلاق نادي جبل الشيخ للفتيات ,فهذه المنطقة شأن الكثير من المناطق كان تفتقد لكرة القدم النسائية والسبب الرئيس في ذلك كان يعود سابقا لعدم تقبل فكرة أن تمارس الفتاة كرة القدم ورفض الأهل لهذا الفكرة ,تقول إحدى الفتيات للإتحاد :كان الأمر صعبا في بداية المطاف بالنسبة لتقبل الأصدقاء والمجتمع لفكرة إستثمار الوقت في كرة القدم ولكن سرعام ما تغيرت هذه النظرة بعد فترة عندما بدأ توافد الفتيات الى النادي للعب كرة القدم والتدريب المتطور الذي إنعكس في أداء الفتيات
من جهته رأى المدير الفني لنادي جبل الشيخ للفتيات سلطان منذر أن الطريق كانت وما زالت وعرة من نواح عديدة لعل أبرزها القدرة الإقتصادية للنادي ويؤكد منذر أن فريقه يتحمل أعباء المشاركة في الدوري والكاس وتأمين كل مستلزمات اللعب بدون مساعدة خارجية وهذا أمر يقلقه مستقبلا ,ولكن رغم رفض البعض للفكرة ومحاربتها ورغم كل العوائق يؤكد منذر أن النادي تقدم تقدما ملحوظا من بدء مشاركاته حتى اليوم وهذا ما ألحظه في متابعتي لأداء الفريق في مبارياته وتحديدا الأخيرة منها ,أداء قتالي مقرون بتصميم على بذل أعلى مستوى فني وبدني,لا يمكن الحكم على أداء النادي منذ الآن فالنادي بدأ منذ وقت قليل بإمكانيات لوجستية ومادية متواضعة جدا نظرا لغيره من النوادي ,وينهي منذر حديثه بتفائل بالمستقبل معتبرا أن كل مشروع سواء كان رياضيا أم لا سيلقى محاربة بادئ الأمر ليتحول فيما بعد لواقع مسلم به إجتماعيا ومدعوم
ثمة تطور كبير في عالم الساحرة المستديرة في راشيا يتمثل في إقدام منقطع النظير على الملاعب إيمانا باللعبة وحبا لها ولكن يبقى السؤال الذي يسأله كل متابع ,هل ستشهد هذه الثورة الكروية آذانا صاغية لها تنقلها الى حيث يجب أن تكون أم سيبقى النداء للإتحاد والكرة اللبنانية خال من الفعالية كما إعتدنا سابقا ؟هذا كله ما ستجيب عنه الأيام المقبلة بالإيجاب أو السلب .