في مراكز الضمان الإجتماعي لكلمة “ذل” معنىً آخر!

نايلة المصري

 كثيرة هي الأحاديث التي تروى عن الذل في لبنان والمعاناة اليومية لهذا “المعتر” الذي شاء القدر أن يولد في هذا البلد، من الطرقات الى المدارس الى الاستشفاء والى الى الى…. حدث ولا حرج.

ولكن الذل الحقيقي ليس ههنا أبدا، فمن يقصد الضمان الاجتماعي يكفر بالدولة والحياة. فالتواجد في هذا المرفق العام هو التعريف الحقيقي لكلمة “الذل” ومعذور سيبويه كونه لم يضطر الى الدخول الى مستشفى او تخليص معاملة في الضمان الاجتماعي ليحدد المعنى الحقيقي لهذه الكلمة.

يكفي ان تصل الى المركزعند السابعة صباحا، قبل ساعة من بدء الدوام الرسمي، وتكتشف ان رقمك التسلسلي 170 حتى تكتشف حجم الذل الذي ستعانيه وساعات الانتظار الطويلة التي ستقضيها هنا كي تتمكن من إنهاء معاملتك والدخول إلى المستشفى.

“الحكي مش متل الشوفة” المشهد تدمى له القلوب، كبار وصغار يحملون آلامهم وينتظرون صوت الآنسة الالكترونية لتنده لهم لتبدأ بوادر الفرج تلوح في الأفق.”عندي عملية وناطرفرج الله تيوافقولي، صرت جايب مليون ورقة وبعدني محلي” يقول رجل عجوز ينتظردوره بفارغ الصبر. وهناك فتاة صغيرة تحمل دميتها وتتمشى في اروقة الضمان، تحتاج إلى عملية سريعة قبل دخولها الى المدرسة، وقد احضرها اهلها لكي يكشف الطبيب عليها

قبل الموافقة على العملية. وهناك من مل من الانتظار وتأخر على دوام العمل “رح جرب حظي بكرا بركي بتكون العجقة أخف أحسن ما يشحطوني من الشغل”.

مئات القصص والأوجاع والمعاناة قد تواجهك في الضمان وانت تنتظر دورك، فعلى الرغم من المكننة التي دخلت الى المعاملات الا أن الروتين وحرق الوقت ما زالا المسيطرين على الضمان مثله مثل أي مرفق حكومي آخر.

“فيا معتر يا لبناني” مكتوب عليك ان تعيش الذل والقهر في دولة لا تكترث لك ولا لمصالحك، وحتى اذا ما فكرت بالهجرة فالدولة ستذلك وانت في الطائرة وستنزلك منها او “تبهدلك” بالمطار كي لا تنسيك السبب الاساسي ل”هريبتك” من هذا البلد.

المصدر: لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!