المنطقة أمام نقطة تحوّل…

الساعات الماضية بَدت فيها المنطقة وكأنّ خريطة جديدة بدأت ترتسم فيها وخصوصاً في الميدان السوري، بعد إسقاط طائرة الرصد الروسية (ايل – 20) ومقتل 15 عسكرياً روسياً كانوا على متنها. والواضح انّ المحاولة الاسرائيلية لغسل اليد من إسقاط الطائرة، كون المضادات السورية هي التي أسقطتها، لم تلق تفهّماً من قبل الجانب الروسي الذي سارع الى اتهام اسرائيل بالتسبّب بإسقاطها، وهو الامر الذي شهد في الساعات الاخيرة تطوّراً بارزاً رفعت فيه موسكو وتيرة تصعيدها السياسي وغير السياسي مع تل ابيب الى مستويات غير مسبوقة. وتجلّى ذلك بإعلانها عن تسليم سوريا منظومة صواريخ “اس 300” المتطورة، وهو الامر الذي أثار قلق اسرائيل التي تعتبرها تهديداً مباشراً لأمنها وتعزّز القدرات الدفاعية للجيش السوري، فضلاً عن انه يجعل من حركة اسرائيل في الاجواء السورية محدودة.

قال مصدر ديبلوماسي لـ”الجمهورية”: المنطقة امام نقطة تحوّل، والواضح ان ثمّة مسلسلاً تصعيدياً بدأت مشاهده تعرض شيئاً فشيئاً على مسرح المنطقة، فهذه الخطوة الروسية تعدّ متقدمة جداً، وهي مزعجة لا بل مستفزّة للأميركيين والاسرائيليين في آن معاً، ومن الصعب افتراض انها ستعبر بسلاسة، إذ ينبغي رصد ردّ فعل واشنطن وتل ابيب حيالها. في الخلاصة، حال المنطقة حالياً أقرب ما يكون الى حرب باردة مرشّحة لأن تكون ساخنة وربما اكثر في مراحل لاحقة. 

وربطاً بذلك، يؤكد الديبلومسي “انّ الميدان السوري يقع حالياً في مهب رياح ساخنة قد تعصف بكل الجهود الرامية الى تحقيق تسوية سياسية للنزاع، وهنا ينبغي التوقّف ملياً امام التحذير الفرنسي الذي اطلقه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان امس، من انّ المنطقة المحيطة بسوريا يمكن ان تشهد “حرباً دائمة” إذا لم يتم التوصّل إلى حل سياسي في هذا البلد. والاشارة اللافتة في الموقف الفرنسي تَبدّت في توقفه عند خطورة حادث سقوط الطائرة الروسية، ومن ثم تأكيده انّ الحوادث الاخيرة تظهر أنّ خطر اندلاع حرب إقليمية هو خطر فعلي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!