السويداء:المحررون من داعش يروون معاناتهم

(المدن)
استقبل أهالي السويداء، ليل الخميس/الجمعة، المختطفين الدروز لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعدما تم الافراج عنهم بظروف غامضة في بادية حمص، بحسب مراسل “المدن” زين الحلبي.

مئات الأشخاص احتشدوا أمام مبنى محافظة السويداء وسط انتشار أمني كثيف، وتوزيع لصور الرئيس السوري بشار الأسد على الحضور، قبل أن يطلب مسؤول رسمي من المحتشدين التوجه إلى ثكنة لقوات النظام على مدخل محافظة السويداء، لاستقبال المختطفين، حيث تواجد ضباط روس.

ووصلت حافلة تقل 15 من المفرج عنهم، قبيل منتصف ليل الخميس/الجمعة، إلى الثكنة العسكرية، وسط أنباء عن مقتل 3 رهائن بينهم الطفلان قصي جودت أبو عمار ورأفت نشأت أبو عمار، قيل إنهما قتلا في الاشتباكات مع التنظيم، بحسب رواية النظام وبعض المُفرج عنهن من المختطفات. المفرج عنهن أكدن إعدام “داعش” للرهينة مروة عصام الأباضة، مطلع تشرين الأول/أكتوبر، بعد يومين من إعدام ثروت أبو عمار، نتيجة تعثر المفاوضات حينها.

إعلام النظام كان حاضراً بقوة في الثكنة العسكرية، وبدأ إجراء المقابلات مع المفرج عنهم منذ اللحظات الاولى لوصولهم، لمطالبتهم بشكر بشار الأسد، وقوات النظام والهتاف لهم، وتصوير عناصر وضباط النظام مع الأهالي والأطفال. المشهد الأول لوصول الأطفال والنساء إلى السويداء، بعد أكثر من 100 يوم على اختطافهم، كان الهتاف لرأس النظام وجيشه.

ونقلت جثتا قصي ورأفت، من مشفى حمص العسكري، برفقة والدتهما، إلى السويداء. واستقبلتهم “حركة رجال الكرامة”، ثم نقلتهم إلى مستشفى السويداء الوطني. ولم تُسلّم جثث الرهائن التي أعدمها “داعش”؛ مهند وثريا أبو عمار، ومروة الأباظة، وزاهية الجباعي التي ماتت بسبب مضاعفات صحية.

وسيق المُفرج عنهم إلى مبنى المحافظة، للاستماع إلى خطب رنانة، من مسؤولي النظام، عن دور بشار الأسد، في عملية تحريرهم. مصادر “المدن” كانت قد نفت وجود أي دور لقوات النظام في تحرير الرهائن، بل أكدت على العكس دورها السلبي لإطالة الأزمة.

وتضاربت روايات المُفرج عنهم عن إطلاق سراحهم، بعضهن قلن بوقوع اشتباك عنيف قبل تحريرهم، ومقتل مسلحين من “داعش”، وأخريات قلن إنهن سمعن صوت شخص يقول عبر مكبر الصوت: “عليكم الآمان نحن الجيش العربي السوري”، ثم هددهم “الدواعش” بقتلهم إن تحركوا من المكان، لكن “الدواعش” هربوا بشكل مفاجئ، ووصل عناصر النظام، وأطلقوا سراحهم، من دون وقوع اشتباكات.

روايات المفرج عنهم أكدت في مجملها، أن الدواعش كانوا يحتجزونهم في شاحنة كبيرة “تريلا”، ضمن منطقة صحراوية، عانوا فيها ظروفاً قاسية جداً. وتحدثوا أن تحريرهم كان أثناء تواجدهم في الشاحنة المذكورة، وأن الطفلين قتلا خلال العملية، عندما حاولا الهرب بعد سماع صوت إطلاق النار، أحدهما بطلق ناري والأخر بانفجار قنبلة.

وعن فترة احتجازهم قالوا إن التنظيم نقلهم بين أماكن متعددة، وبين مجموعات مختلفة من عناصره، وتحدثوا عن اعتداء وضرب يومي تعرض له الأطفال الذكور، لكنهم نفوا أي اعتداء على النساء، كما أشاروا الى عمليات قصف كانت تحدث في مناطق تواجدهم والكثير منها شكل خطراً على حياتهم، دون أن يعرفوا أسماء المناطق التي يتواجدون فيها.

وبينما كان إعلام النظام وضباطه مشغولين بطلب الهتافات من النساء والأطفال، تجول ضابط روسي مع مترجمه بينهم وسألهم عن ظروف خطفهم وتفاصيلها، والأماكن التي كان ينقلهم التنظيم إليها.

ووجهت مشيخة عقل الطائفة الدرزية، شكراً للأسد وجيشه على “الجهود الكبيرة في متابعة قضية المختطفين”. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!