رئيس حكومة إسرائيلية أسبق: إسرائيل دخلت مرحلة التيه
قال إيهود باراك رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إنه “يشعر بالقلق من الصورة السائدة عن إسرائيل في العالم، لأنه يشعر أن الدولة دخلت في حالة من التيه”.
وأضاف باراك في مقابلة مطولة أجراها بن كاسبيت لصحيفة معاريف، وترجمتها “عربي21“، أن “أحد أسباب الأزمة الداخلية في إسرائيل هي حالة التفرد التي يشعر بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، رغم أنه يخرج في بعض خطاباته مرتبكا وغير متزن، لكنه اليوم يرى نفسه وحيدا من دون كوابح، بعكس ما كان عليه الوضع سابقا حين أحاط به عدد من كبار الوزراء أمثال بيني بيغن، دان مريدور، موشيه يعلون، وأنا”.
وأوضح أن “نتنياهو اليوم لا يقف أحد في طريقه باستثناء نفتالي بينيت، لكنه غير جدي، لأنه يظهر كما لو كان يتلو فتاوى حاخامات، وليس هكذا تدار الدولة، ولذلك حين بدأت أرى السياسة الرسمية تصل إلى زوايا خطرة قررت الخروج للإعلام بعد سنوات من الغياب، والابتعاد عن الحياة العامة”.
كاسبيت يقول إن “باراك يدخل عقده الثامن، ويبدو كما لو كان زعيم المعارضة الفعلي في إسرائيل، والمنتقد الأكبر لنتنياهو، بعكس باقي زعماء المعارضة، حيث يظهر أكثر حزما وقسوة على نتنياهو، في حين أن الآخرين لديهم حسابات داخلية وخارجية”.
وأضاف أن “باراك لا يتأثر بما يقال عبر شبكات التواصل واستطلاعات الرأي، وكأنه يقود حركة سياسية معادية لنتنياهو، هكذا دون تجميل، ويعتبر نفسه المقاتل المتقدم للحفاظ على الوجه الديمقراطي للدولة والقيم الليبرالية، ويعتبرها المعركة الأخيرة التي يخوضها في حياته”.
يشير باراك إلى أن “الزاوية الأولى الخطرة على المشروع الصهيوني الديمقراطي الخاص بتيودرو هرتسل، وسار عليه بن غوريون وزئيف جابوتنسكي ومناحيم بيغن واسحاق رابين، كلهم كانوا مع وحي هذا المشروع، لكن اليوم هناك توجه في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية للابتعاد عن ذلك، والأخذ بنا نحو المفاهيم الدينية البحتة”.
وأكد أنني “لا أقبل اليوم أن يكون هذا الحاخام أو ذاك أكثر يهودية مني أو منك، هذه معركة كبيرة.. صدقني، لأن سلوك بعض الوزراء اليوم قد يحطم المشروع الصهيوني، وذلك تهديد وجودي لهذا المشروع”.
وأضاف أن “إشكاليتنا اليوم في المجتمع الإسرائيلي أننا نبحث دائما عن هتلر جديد، نراه تارة في حسن نصر الله أو أبو مازن، ونعتبر كل من يخالفنا متعاونا مع العدو، مع ضرورة التحذير من بعض الحاخامات الذين يغذون ظاهرة الكراهية لأي مختلف عنا، حتى لو كان من اليهود”.
واستذكر باراك “ما قام به باروخ غولدشتاين منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، وأولئك المحرضين على اغتيال اسحق رابين، اليوم هم ذاتهم الحاخامات الذين يغذون ظاهرة تدفيع الثمن، وفتيان التلال، الذين حرقوا عائلة دوابشة، ويقدسون عقيدة الملك، والشريعة التي تبيح قتل غير اليهود، هؤلاء أناس خطرون”.
وأوضح باراك أن “قانون القومية اليهودية له حسابات حزبية انتخابية واضحة جدا، ويخدم التوجهات الأيديولوجية للحكومة الحالية، ولذلك فإن من سعى لإقراره دأب على سؤال الجمهور الإسرائيلي بالصيغة التالية: من يؤيد الدولة اليهودية، ومن يعارضها، في هذه الحالة سيحصلون على تأييد أوتوماتيكي، وبالتالي فإن هذا القانون يطلق النار بثلاث عيارات على ظهر إعلان الاستقلال”.
وأكد أننا “سنرى في قادم الأيام المزيد من قوانين العنصرية والترانسفير والفصل مع العرب، لكن كل ذلك لن يفيد الفكرة الصهيونية، على العكس من ذلك فإنه سيدمرها، انظر معي لمن يعارض هذا القانون: رؤوفين ريفلين، دان مريدور، بيني بيغن، موشيه أرنس، هؤلاء من يفهمون إسرائيل على حقيقتها، ويعلمون أن تغول الدولة على المفاهيم الديمقراطية يعني أنها باتت ضعيفة”.
وختم بالقول إنه “ليس هناك من هدية لحركة المقاطعة العالمية بي دي اس، ونشاطات معاداة السامية، أفضل من هذا القانون، وهم الذين يحاولون سحب ضباط الجيش الإسرائيلي إلى المحاكم الدولية في لاهاي، هذا القانون يقول للعالم إن كل ما يقوله أعداء إسرائيل عنها صحيح”.