قبل 31 كانون الأول… جيل جديد من الأكياس يكتسح جبيل!
خرجت رولا من احدى صيدليات مدينة جبيل مستغربة من غياب اسم الصيدلية عن الكيس الذي وضب فيه الدواء، اذ رأت على الكيس عبارة “Eco bag” اي كيس صديق للبيئة. وأسفل هذه العبارة كُتب توضيحا باللغتين العربية والانكليزية يشير الى ان “هذا الكيس قابل للتحلل لأنه مصنّع بتكنولوجيا d2w. بعدما تنتهي فترة استعمال هذا الكيس سيتحلل بوجود الأكسيجين في الظلام او تحت أشعة الشمس. في حرارة منخفضة او مرتفعة، في البر او في البحر وبالتالي لن يلوث البيئة او يهدد الثروة الحيوانية والمائية”.
أضف الى رسالة تركت على الكيس نفسه تقول “شارك وابدأ لغد أكثر خضارا. واطلب الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل من خلال الاكسيجين من الموردين، محلات البقالة، متاجر البيع، المخابز ومحلات السوبر ماركت”.
التوعية المكتوبة على الكيس وما ختمته بعبارة “اننا لا نرث الأرض من أجدادنا. ولكن نستعيرها من أطفالنا”, كانت كفيلة بتحفيز الغيارى على صحة اولادهم ومنطقتهم وبيئتهم للتحرك والمشاركة بالمبادرة الأولى من نوعها على النطاق البلدي التي أطلقتها بلدية جبيل. لأن مدينة جبيل لا تكتف بفوز ونجاح واحد، وجّهت البلدية كتاب الى جميع أصحاب المؤسسات والمحال التجارية والغذائية تدعوها فيه لاستبدال الأكياس المصنوعة من مادة البلاستيك بأخرى صديقة للبيئة مصنوعة من الورق القابل للتحلل أو من النسيج المعاد تدويره.
وأعطت البلدية مهلة أقصاها 31 كانون الأول 2018 للتنفيذ ويصار بعدها الى اتخاذ اجراءات بحق المخالفين.
رئيس بلدية جبيل وسام زعرور أكد ان الهدف من المبادرة هو بيئي في الأساس وللتوعية بشكل عام من مخاطر استخدام الأكياس البلاستيكية وما قد يشكله ذلك من خطورة على البيئة وصحة المواطن في المستقبل. ولفت الى ان “المبادرة اتت بعد ان أظهرت الدراسات معدل استهلاك المواطن اللبناني في السنة 300 كيس للشخص الواحد، اي إذا احتسبنا عدد استهلاك الأكياس ضمن نطاق المنطقة الجغرافي يصل الى حوالي 12 مليون كيس بالسنة، نسبة لوجود حوالي 40 ألف مواطن في جبيل”. وسأل “في مدينة لا تتعدى مساحتها 12 كم مربع ترتفع النسبة لهذا الحد، فماذا عن المدن الأكبر والأكثر اكتظاظا؟”.
تطبيق هذه المبادرة بالنسبة لزعرور مهمة سهلة مقارنة بمبادرة فرز النفايات من المصدر التي أطلقتها البلدية منذ عامين والتي تتطلب تعاون من كل فرد من المواطنين. وأشار الى ان ما يساعد في سرعة تنفيذ المبادرة هو اقتصار فرض الشروط على المحلات التجارية التي تستعمل الأكياس البلاستيكية، بالتالي عندما تستبدل هذه المتاجر أكياسها بأخرى صديقة للبيئة يلتزم المواطن تلقائيا باستعمالها.
تتعامل البلدية مع التاجر مباشرة وتحفزه لاستبدال الأكياس المستخدمة بأكياس ورقية او بلاستيكية قابلة للتحلل وتلقت تجاوب من معظم التجار في المنطقة.
تفاجأ القيمون على هذه المبادرة درجة الوعي عند المواطنين لخطورة المواد البلاستيكية وتجاوب معظم التجار السريع باستبدال الأكياس بأخرى ورقية او بلاستيكية قابلة للتحلل. الا ان هناك بعض الثغرات التي واجهت عدد من المتاجر يتم العمل على حلحلتها قبل انتهاء المهلة القصوى، وهي اولا وجود أكثر من سوبرماركت في المنطقة يملكون في مخازنهم كمية كبيرة من الأكياس البلاستيكية الخاصة بتوضيب البضائع وتحتاج عملية تصريفها بعض الوقت والا اعاد ذلك بخسارة مادية على المتجر وهذا الأمر هو قيد المعالجة وبدأت المتاجر بتسوية اوضاعها.
أضف الى وجود بعض اصحاب المحال التجارية الذين لا تسمح لهم عقلياتهم وطريقة التفكير بالانتقال من الأكياس التقليدية الى أخرى صديقة للبيئة لعدم ايمانهم بالنظريات المطروحة، لكن هذا الصنف من المواطنين يبقى من الأقليات. ولا يعيق الاستمرار بالمبادرة والتعاون مع الجميع من اجل تحقيق الأهداف المرادة، على امل ان يشمل التعاون كل التجار في المنطقة. أما بالنسبة للذين اعترضوا على صعوبة حمل اكياس الورق خصوصا لدى محلات البقالة، لفت رئيس البلدية الى انه في الحالات التي يستصعب استخدام اكياس الورق، لا مشكلة باستبدالها بأكياس بلاستيك ولكن تلك القابلة للتحلل والتخفيف قدر الامكان من اعداد الأكياس المستخدمة.
عند بداية عام 2019 تنتهي المهلة القصوى لاستبدال كل أكياس مدينة جبيل البلاستيكية، واولى الاجراءات المتخذة بحق المخالف، ستكون توجيه انذار خطي له من قبل البلدية. وفي حال استمرار المخالفة يتم اللجوء الى القانون الذي يتيح للبلدية محاسبة المخالفين وفقا لبنوده. وفي ما يتعلّق بعملية المتابعة والمراقبة يسعى عناصر البلدية باستمرار الى قصد المحلات والتأكد من الأكياس المستخدمة، على امل ان يستمر تفاعل الناس مع المبادرة بهذا الشكل الايجابي وانتشار التوعية على مخاطر الأكياس البلاستيكية على نطاق اوسع من النطاق الجغرافي لمدينة جبيل.