لهذه الأسباب لا حرب جنوباً

صدى وادي التيم – لبنانيات/

مع ان عطل الاعياد المتتالية طبعت البلاد بجمود سياسي، لا سيما في ما يتصل بالملف الرئاسي الذي بات شبه منسي، لم تخرقه سوى قنبلة الانتخابات البلدية، الا ان التطورات الامنية على خلفية الصواريخ التي اطلقت من لبنان والرد «الاسرائيلي» عليها، استدعت جهوداً سياسية بذلت عبر قنوات مختلفة، نجحت في احتواء مناخ الاضطراب والتوتر ومنع اشتعال فتيل الانفجار.
ثمة من يرى فيما حصل، رسالة واضحة لمرشح الثنائي سليمان فرنجية، الذي كان شرح باسهاب، وفقا لما تردد خلال زيارته لباريس، رؤيته للسلاح ولملف المخيمات واللجوء، حيث يضع اصحاب هذه النظرية الامر في خانة الصراع الذي سيتبلور اكثر فاكثر حول الجهة التي ستمسك بالملف الفلسطيني وورقة المخيمات اقليميا. وزاد من ضبابية هذا المشهد ان ما حصل جاء بالتزامن مع وصول اسماعيل ه ن ي ة الى بيروت في زيارة اثارت الكثير من ردود الفعل اللبنانية، حتى داخل صفوف محور المق اومة والممانعة.

بالتأكيد، وفقا لمصادر ديبلوماسية، لا تبتعد وجهة النظر تلك كثيرا عن الحقيقة، اذ ان الملف الفلسطيني مطروح على الطاولة الدولية، من باب الحل الشامل والنهائي للصراع العربي – «الاسرائيلي»، الذي يحتل فيه لبنان مساحة لا بأس بها، سواء كعامل تفجير او حل للازمة.

واشارت المصادر الى ان التعامل مع عملية اطلاق الصواريخ جاء مبالغا فيه، بداية لجهة العدد الذي لم يتخطى الـ 35 صاروخا، وثانيا لجهة بعض التحليلات التي ذهبت بعيدا، ذلك ان توقيت العملية وتعقيداتها، سمحت بمروحة واسعة من الفرضيات، لجهة المستهدف او الغاية منها، خصوصا ان حسابات الداخل اللبناني تتقاطع مع حسابات التسويات الاقليمية.

وابدت المصادر اعتقادها بان احدا من الاطراف الاساسية على طرفي الحدود ،اي «اسرائيل» او الحزب، لا يرغب في التصعيد، وان لم ينزعجا من الرسالة، لعدة اسباب اهمها:

– الحزب ليس في وارد تقديم هدية مجانية لرئيس الوزراء «الاسرائيلي» تنقذه من ورطاته الداخلية، هو الذي يسعى الى عملية عسكرية خارج الحدود تكون محدودة، وفي هذا الاطار يدور الحديث عن ان الساحة ستكون غزة وليس لبنان.

– طرفا النزاع مرتاحان للحرب الامنية التي يخوضانها ضد بعضهما البعض، اذ يبدو انها افضل الطرق لايصال الرسائل والحفاظ على الستاتيكو، وتوازنات القوى التي ارستها حرب تموز.

– عدم وجود تغطية دولية لاي «حرب اسرائيلية» ، خاصة من قبل الادارة الاميركية الساعية الى التهدئة، الى حين انقشاع الرؤية الاقليمية، ونتيجة الاتفاقات والتسويات الاقليمية التي ابرمت ، والاتفاقات التي دخلت حيز التنفيذ.

– الرغبة الايرانية باعطاء فرصة جدية للتســوية التي اقرتها مع السعودية برعاية صينية، خصوصا ان مروحة الملفات التي تطالها، لا تستثني الوضع الفلسطيني ببعده العربي العام.

وكشفت المصادر بان خماسي باريس ناقش من بين ما ناقشه مسألة الاستراتيجية الدفاعية، التي بحثها كذلك رئيس «تيار المردة»، على اعتبار انها من الركائز الاساسية للعهد الجديد، والتي يجري نقاش جدي حولها مع القوى الاقليمية المعنية، حيث يشكل السلاح الفلسطيني احد ابرز تعقيداتها، وقد يكون للحظة السبب الاساس في تأخير اتمام صفقة الانتخابات الرئاسية.

عليه، تختم المصادر بالتأكيد ان لا شيء تغيّر في قواعد اللعبة، وان الاتصالات التي ادارتها الامم المتحدة بينت ان الاطراف لا تسعى الى التصعيد، بقدر ما ارادت التأكيد على وجودها وعرض عضلاتها، وتقديم الدليل على مبدأ ترابط الساحات ، الذي سيبقى حتى تاريخه نظريا اكثر منه عمليا، خصوصا بعد انفتاح الجمهورية الاسلامية الايرانية على المملكة العربية السعودية، وعودة سوريا الى الحضن العربي.

ميشال نصر – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!