“إعدام الأونروا” سيفجّر المنطقة.. و”صهر ترامب” يمسّ بالمحظور!
ورأت “واشنطن بوست” أن بصمة ترامب على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الاميركية لها، تعد بمثابة رفض لحق الفلسطينيين في القدس الشرقية ودولتهم بشكل عام”، مشددة على أن الادارة الاميركية تحاول الضغط على الفلسطينيين أكثر، فبحسب تحقيق نشرته مجلة “فورين بوليسي” بداية هذا الشهر، وكشف عن مراسلات لصهر ومستشار الرئيس المكلف بملف التسوية، الذي عبر بوضوح عن رفضه لـ”الأونروا”، وضرورة تفكيكها، خاصة أن إسرائيل ترفضها، وكتب جارد كوشنر “من المهم القيام بجهود صادقة لوقف الأونروا”، وزعم في رسالة إلكترونية كتبها في 11 كانون الثاني هذا العام أن بقاء “الأونروا” هو بمثابة تأبيد الوضع القائم، وهي “فاسدة وغير فاعلة ولا تساعد على السلام”.
ويبين الكاتب أن “هذا الموقف يحظى بدعم من الصقور المتشددين في أميركا المؤيدين لإسرائيل، وكذلك داعمي نتنياهو، الذين ينظرون لمؤسسات كالأونروا والسلطة الوطنية على أنها بقرة لحلب المال، وهم ساخطون على الأونروا، التي تمنح حق اللجوء لأبناء اللاجئين الذين طردوا من أراضيهم التي أقيمت عليها إسرائيل، فيما يحاول كوشنر والمسؤولون في إدارة ترامب تجريد الفلسطينيين من حق اللجوء، وتحديده بعدد قليل بصفة ذلك وسيلة لحرمان الأونروا من التفويض التي تتمتع به في المنطقة.
ويورد كاتب المقال في “واشنطن بوست” ايشان ثارور نقلا عن عمود نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” يوم الاثنين، قوله: “يمثل اللاجئون الأمل الفلسطيني لمحو إسرائيل عن الوجود.. دعم الأونروا يغذي النزاع ولا يساعد على حلّه”، مشيرا إلى أن كوشنر كتب في رسالته الإلكترونية بداية العام: “هدفنا هو ألا نحافظ على الأمور كما هي.. أحياناً يجب أن تخاطر استراتيجياً وتكسر الأمور حتى تصل إلى ما تريد”.
ويستدرك الكاتب قائلا إن “تكسير الأمور سيضر بالفلسطينيين، خاصة أن الأونروا تقدم الدواء والخدمات التعليمية، ففي الضفة الغربية وحدها توفّر المدارس والمراكز المهنية لأكثر من 50 ألف تلميذ، ويصل العدد في غزة إلى مليون”.
وتنقل الصحيفة عن ديلان ويليامز من مجموعة اللوبي اليهودية الليبرالية “جي ستريت”، قوله إن “محاولة وقف عمل الأونروا التي يقوم بها جارد كوشنر -وضد نصيحة البنتاغون والخارجية والمجتمع الاستخباراتي- متهورة وخطيرة”، وأضاف ويليامز، الذي كان يعلق على قطع المساعدات عن الفلسطينيين، قائلا: “فاقمت هذه التخفيضات الأزمة الإنسانية في غزة، وأسهمت بعدم الاستقرار، الذي يقول الجنرالات الإسرائيليون إنه يهدد الأمن الإسرائيلي، وهذا آخر مثال عن اهتمام إدارة ترامب بالإجراءات العقابية ضد الفلسطينيين أكثر من البحث الجاد عن السلام”.
ويفيد ثارور بأن الجانب الفلسطيني يرى في إجراءات واشنطن ضد “الأونروا” هجوما وجوديا على العملية السلمية، لافتا إلى أن القادة الفلسطينيين رفضوا التحاور مع الإدارة الاميركية بعد قرار ترامب بشأن القدس، بالإضافة إلى أن آمال واشنطن بقدرة السعودية على دفع الفلسطينيين للعودة إلى التحاور تراجعت، فيما عبر القادة العرب في الوقت ذاته عن عدم ارتياحهم من تبني ترامب أجندة اليمين المتطرف في إسرائيل.
وتنقل الصحيفة عن المؤرخ للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني يورغين هينسنهوغين، قوله: “من الصعب عقد سلام مع عدوك، لكن من المستحيل صناعة السلام دونه.. لم تنجح مبادرات السلام من طرف واحد في الماضي ولن تنجح الآن”.
وينوه الكاتب إلى أن سفير الولايات المتحدة السابق دان شابيرو قال في تغريدة له، معلقا على قرار الإدارة الأخير، إن “القرار يمثل تحركاً رهيباً من فريق ترامب، الذي يفكر على ما يبدو أن الضغط على الفلسطينيين سيدفعهم إلى الطاولة، لن يأتوا”.
ويجد ثارور أنه على خلاف ذلك، فإن قرارات ترامب ستشجع على التطرف وانهيار السلطة وتهديد إسرائيل، كما قال المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر.
ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن ليرنر كتب في صحيفة “هآرتس” أن صفقة القرن لن تصنع مع إسرائيل فقط، لافتا إلى أن دفع الفلسطينيين للإذعان سينفجر على باب إسرائيل.