تعرّفوا الى “ماكين الثعلب”: مهندس “سياسة الشرق الأوسط” وكاره ترامب!
من هو ماكين؟
وُلد ماكين، الذي يوصف بأنه بطل حرب وثعلب سياسة، في التاسع والعشرين من آب 1936، قضى خمس سنواتٍ أسيرَ حربٍ في فيتنام، ثم تدرج بسلّم السياسة الأميركية، ليصبح صوتاً مؤثراً في السياسة الخارجية والشؤون العسكرية.
في العام 2000، كان المنافس الأشرس لجورج دبليو بوش في سباق الرئاسة الأميركية، فتصدَّر النتائج في الجولة الأولى، لكنه لم يحقق مبتغاه بالتصفيات النهائية، وفي نهاية المطاف سلَّم بالهزيمة أمام بوش بعد حملة مريرة.
وبعد الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة في 2008، خسر ماكين أمام المرشح الديمقراطي باراك أوباما، الذي حصل على 53%.
صقر شرس!
كان ماكين من صقور السياسة الخارجية، كما كان من أقوى المؤيدين للحرب على العراق، وأيَّد زيادة القوات هناك، منتقداً تعامل إدارة الرئيس السابق جورج بوش مع الصراع في العراق.
كان مؤيداً بقوة لتدخُّل عسكري أميركي حاسم لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حتى إنه هاجم الرئيس السابق، باراك أوباما، مراراً، ووصفه بـ”الضعيف”.
وزار ماكين في أيار 2013، القوات المعارضة في سوريا، ودعا إلى تزويدها بالأسلحة الثقيلة وإقامة منطقة حظر طيران تشمل الأراضي السورية كافة.
وبحسب ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” فإن ماكين قام بزيارة سرية إلى مدينة عين العرب كوباني في شمال سوريا، حيث التقى قادة عسكريين أميركيين وآخرين من “وحدات الحماية” الكردية التي تقود “قوات سوريا الديمقراطية” المعروفة بـ”قسد”.
جون ماكين واحد من السياسيين الذين يرسمون سياسة أميركا في الشرق الأوسط، ويسمى في الأوساط السياسية “أحد مهندسي ثورات الربيع العربي”، ويعتبره الساسة الاميركيون امتداداً للثعلب هنري كسينجر في إدارة الملفات الخارجية، وظل اسمه لعقود يثير ذعر المرشحين لمنصب الرئيس.
يكره ترامب!
لم يتردد ماكين في إعلان الخلاف مع حزبه في القضايا الداخلية، فانتقد خطة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن لخفض الضرائب، وقال في مجلس الشيوخ عام 2001: “لا أستطيع أن أؤيد وأنا مرتاح الضمير خفضاً للضرائب، تذهب معظم فوائده للأوفر حظاً بيننا، على حساب الأمريكيين من الطبقة الوسطى”.
وكان ماكين منتقداً بارزاً لترامب، خصوصاً تجاه مواقفه من الهجرة والهجرة غير الشرعية، وتجاه المسلمين والنساء.
ومن منطلق الولاء للحزب، أيَّد ماكين ترامب عندما فاز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة، لكنه سحب تأييده هذا في تشرين الأول 2016، بعد الكشف عن تسجيل يتباهى فيه ترامب بالتحرش بالنساء، وظل ماكين منذ ذلك الحين حتى وفاته، من منتقدي رئاسة ترامب، لدرجة أنه أوصى بأن لا يحضر جنازته.
وفي أواخر تموز الماضي، اقرح فرض حظر تشريعي على ترامب يمنعه من الانسحاب من حلف شمال الأطلسي. وقبل ذلك، وصف اجتماع الرئيس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسينكي بأنه “خطأ مأسوي” وتراجع جديد للولايات المتحدة، متهماً ترامب بالتقاعس عن الدفاع عن بلاده.