لم أعد قادرًا… البابا فرنسيس لا يستبعد تنحيه عن منصبه
صدى وادي التيم – من الصحافة العالمية /
“اعترف” البابا فرنسيس، السبت، بأنه لم يعد قادرًا على السفر كما اعتاد بسبب أربطة ركبته، قائلاً إن رحلة الحج الكندية التي استمرت أسبوعاً كانت “اختبارا” أظهر أنه بحاجة إلى الإبطاء أو ربما التقاعد يوما ما.
وقال الحبر الأعظم من على متن الطائرة التي تقله من كندا عائدا إلى روما: “لا أعتقد أنه يمكنني الإبقاء على وتيرة السفر نفسها”، وفقا لما ذكرت وكالة “أسوشييتد برس”.
وأضاف: “أعتقد أنه في عمري، ومع هذه الحدود يجب أن أدخر قوتي قليلاً لأتمكن من خدمة الكنيسة، أو على العكس من ذلك أفكر في إمكانية التنحي جانبا”.
تابع البابا العائد من رحلته الدولية السابعة والثلاثين منذ توليه منصبه أمام الصحافيين: “بكل صدق هذه ليست كارثة. يمكن تغيير البابا. إنها ليست مشكلة. لكنني أعتقد أنني يجب أن أحد من جهودي”.
وأردف: “كانت هذه الرحلة اختبارا. لا يمكن السفر في هذه الحالة، ربما ثمة حاجة إلى تغيير الأسلوب قليلاً”. لكنه أكد أنه “سيحاول مواصلة السفر ليكون بالقرب من الناس لأنها طريقة في التقرّب” من الناس.
ومنذ بداية مايو، يتنقل البابا اليسوعي الأرجنتيني (85 عاما) مستخدما كرسيا نقالا مع عصا أو بدونها، بسبب آلام مبرحة في الركبة اليمنى، وللتخفيف من أوجاعه، يتلقى حقنا منتظمة ويخضع لجلسات من العلاج الطبيعي بحسب ما أفاد الفاتيكان الذي يكتفي بمعلومات قليلة عن الحال الصحية لفرنسيس، بحسب وكالة فرانس برس.
وأكد مصدر في الفاتيكان، آنفا، أن العلاج “مستمر ويؤتي ثماره”، لكن هذا التغيير النادر الذي طرأ على آلية العمل الكرسي الرسولي أحيا القلق حيال قدرة البابا على أداء مهماته وأيقظ الشائعات حول احتمال استقالته.
ولاحظ الخبير الإيطالي في شؤون الفاتيكان ماركو بوليتي، صاحب كتاب “فرنسيس، الطاعون والنهضة” أن هذه الفرضية “تتكرر بانتظام” مضيفا أن, “هذه الشائعات تلقى تشجيعا من خصوم البابا الذين يتطلعون إلى أمر واحد فقط: أن يرحل”.
وفي 2014، ساهم، الحبر الأعظم، ذاته في تعزيز هذه الفرضية معتبرا أن سلفه بنديكتوس السادس عشر “فتح باباً” عبر قراره التنحي.
وفي المقابل، تدعو أصوات أخرى إلى عدم المبالغة، حيث صرح مصدر في الفاتيكان لفرانس برس في وقت سابق “في أوساط البابا، لا تؤمن الغالبية إلى حد بعيد باحتمال الاستقالة”.
وفي حال قرر البابا الحالي الاستقالة، فإن سوف يكون ثالث حبر أعظم يستقيل في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وذلك عقب تنحي البابا غريغوري الثاني عشر في سنة 1415 الميلادية، ومن ثم استقالة بنديكتوس السادس عشر في العام 2013.