قضية الطيار الإسرائيلي الذي فقد في لبنان تعود الى الاضواء
سلّطت وسائل إعلام إسرائيلية الكشف عن عملية سرية ودراماتيكية قامت بها “إسرائيل”، بهدف جلب معلومات تلقي الضوء على مصير الطيار الإسرائيلي الأسير رون أراد، الذي فقد بعد إسقاط طائرته في لبنان عام 1986.
مقدم “برنامج التحقيقات في زمن الحقيقة” في قناة “كان” الإسرائيلية، قال إن القناة ستتحدث في الحلقة التي ستعرض غداً الثلاثاء، ولأول مرة عن عملية عسكرية وواسعة لـ”لموساد” و”الشاباك” والجيش الإسرائيلي بداية العام 2007 في محاولة لحل لغز إختفاء رون أراد.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن الخلاف في تلك النقطة كان ليس فقط ماذا جرى لرون أراد، إنما هل هو موجود في إيران، حيث خصصت “إسرائيل” إلى هناك الكثير من الموارد على مدى سنوات، “وأنه في نهاية هذه العملية الكبيرة والواسعة الأبعاد التي أرسلت أذرعاً إلى عدة قارات، تبين في نهايتها وبالنتيجة القاطعة والواضحة أن رون أراد لم ينقل أبداً إلى إيران، ولم ينقل إلى هناك من مكان أسره في لبنان”.
ولفتت إلى أن “إسرائيل” بحثت على مدى سنوات في المكان غير الصحيح، وقد حددت هذه العملية قبل أكثر من عقد، أن “رون أراد مات في لبنان في أيار/مايو 1988”.
وكشفت، “لقد تحدثنا مع من أعطى الإذن لهذه العملية، رئيس الحكومة السابق حينها إيهود أولمرت”.
وقال أولمرت: “حضر إلي كل قادة المؤسسة الأمنية مع أراء مختلفة، جزء منهم كان مع عملية يجب تنفيذها للحصول على جواب لمسألة ماذا جرى مع رون أراد”.
وأضاف أن “الحديث كان عن عملية مستوى الخطر فيها كان عالياً جداً، وخلال التنفيذ وفي مراحل معينة من العمل كنت أضاع سماعات، أتواصل من خلالها مع قادة العملية من أجل متابعة كل الخطوات التي تحصل”.
وتابع: “لقد وصلنا للأشخاص الذين كانوا على صلة مع العائلة التي كان مسجون لديها رون أراد، وحققنا معهم، وفي نهاية الأمر علمنا أمراً واحداً، علمنا بالضبط أين كان حتى في الثاني أو الثالث من أيار/مايو عام 1988، خلال معركة ميدون”.
وأشار أولمرت إلى أن “رون أراد كان مسجوناً في غرفة بمنزل، أو قبو، وكان هناك باب حديدي كبير، كان يجب فتحه والنزول درجتين، ومن ثم باب حديدي ثاني، وهو كان في الغرفة المغلقة هذه لوحده في منزل تسكنه عائلة”.
ولفت أولمرت إلى أنه “خلال المعركة في ميدون، استشهد أحد أفراد هذه العائلة على يد قوات الجيش الإسرائيلي، ومذاك الوقت، لم نعد نعلم شيئاً عما جرى لرون أراد”.
ووفق أولمرت “تمّ التوصل في النتيجة بهذه العملية أن رون أراد لم يكن في إيران، على مدى سنوات طويلة، لم يعرفوا شيئاً وللأسف ايضاً أعتقد أن لم يفعلوا ما يكفي”.
وختم أولمرت: “في العام 2008 لم يكن لدي شك بأن رون أراد ليس حياً”.
ويذكر أن الاستخبارات الإسرائيلية أبلغت في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2016 الحكومة الإسرائيلية أن رون أراد مات عام 1988.
وفي عام 2007 كشف رئيس الوزراء آنذاك أولمرت أن تل أبيب “تلقت رسالة يُعتقد أنها من الطيار الأسير”. وبعد عام 2008 نشرت صحيفة “معاريف” ما قالت إنه “تقرير سري رفعه ا ل ح ز ب إلى السلطات الإسرائيلية بواسطة الأمم المتحدة يؤكد مقتل الملاح الإسرائيلي رون أراد الذي أسر في جنوب لبنان خلال العام 1986″، مضيفاً أنه “تم احتجازه في بادئ الأمر في بيروت، ثم تمّ نقله إلى قرية النبي الشيت الشرقية”.
وكشف التقرير حينها أن أراد “تمكن من الفرار عقب مرور عاميْن على أسره بعد أن هرب مساء الخامس من تموز/ يوليو العام 1988 من الزنزانة التي كان محتجزاً فيها”، ومتجهاً صوب ما كان في ذلك الوقت يعرف بالمنطقة “الأمنية الإسرائيلية المحتلة”، لكن من المرجح أنه “توفي أثناء محاولته العودة إلى فلسطين المحتلة سيراً على أقدامه، نتيجة تعرضه لكسور ونزيف أو سقوطه قتيلاً إثر دخوله حقلاً للألغام”.
وكالات