طوَّر صواريخ قادرة على ضرب إسرائيل.. معلومات جديدة عن إغتيال عزيز إسبر

تتكشف الحقائق تباعاً حول قضية العالم السوري المغتال عزيز إسبر، مدير أحد مراكز البحوث العلمية في سوريا، الذي لقي مصرعه برفقة سائقه، السبت الماضي، إثر تفجير سيارته عند مدخل مدينة مصياف بريف حماة عن طريق عبوات ناسفة.

وبعد تشييعه في قريته “وادي العيون” الحموية، الأحد 5 آب 2018، كشف مسؤولون سوريون أن إسبر كان ناشطاً على موقع “فيسبوك”، بحساب وهمي يحمل اسم “نادر كوسا”.

وأكد النائب في البرلمان السوري، نبيل صالح، في منشور له عبر صفحته على فيسبوك، أن “نادر كوسا” هو حساب إسبر، معيداً نشر منشور له كتبه عام 2016، كان قد ذكره فيه بالاسم إلى جانب عدد من أعضاء البرلمان، عبّر وقتها إسبر عن ثقته بهؤلاء الأعضاء وقدرتهم على التغيير داخل البرلمان”.

كما كرر النائب الآخر فارس الشهابي إعادة المنشور نفسه، وعلق عليه قائلاً: “هذه الأمانة في أعناقنا حتى رمقنا الأخير”.

وفي 31 آذار 2018، وضع معايدة لابنته بتول إسبر بمناسبة عيد ميلادها، وكتب: “أنت ومازن غمرة العمر وفرحة الأيام الباقية”.

آخر كتاباته.. تواصُل عائلي

وكان آخر منشورات لإسبر، بتاريخ 3 آب 2018، الساعة الثانية عشرة ليلاً إلا 7 دقائق، أي قبل مقتله بقرابة 24 ساعة. أمّا آخر نشاطاته، فكان وضع أيقونة مبتسمة، تعليقاً منه على أحد الردود، وكان ذلك قبل وقت قصير جداً من اغتياله.

العداء للثورة والتأييد لإيران

ومنذ إنشاء الصفحة عام 2015، هاجم إسبر الثورة السورية وداعميها، وكرر رواية النظام السوري القائلة بأن الثورة مفتعلة من الخارج، مقابل ذلك كان التأييد واضحاً لـ”حزب الله”  وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

ولفت إسبر في أحد منشوراته، التي يمدح فيها سليماني، بتاريخ 27 تموز 2018، إلى أن خطابه “في منتهى البلاغة السياسية والعسكرية، والمعنيُّون بها سيفهمونها بمستوى بلاغتها”. وأضاف أنه “لا خوف على الشرق بوجود قادة من أمثالك أيها المقاتل الجسور والوفي”. ثم كتب هاشتاغ “خليج فارس مقبرتهم”.

كما أطلق على سليماني لقب “قائد فيلق النصر في الشرق”، إضافة إلى “قاهر” العرب من “المحيط إلى الخليج”.

كما امتدح الحشد الشعبي العراقي، وعلّق على أحد التقارير التي تتحدث عن معاركهم في 27 أيار 2018، بالقول: “طائرات أميركية تقوم بتهريب إرهابيي داعش بعد أن قام الحشد بمحاصرتهم في تل صفوك”.

غياب ذكر روسيا

على الرغم من الدعم الروسي ووقوفها إلى جانب النظام السوري، فإن إسبر لم يأت على ذكر روسيا إلا في مناسبة واحدة هاجم فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رافقت التهديدات الأميركية بشنّ ضربات عسكرية على مواقع النظام عقب الهجوم الكيماوي على دوما في 7 نيسان 2018.

وكانت كتائب أبو عمار، التابعة للمعارضة السورية، قد تبنَّت عملية اغتيال إسبر، وقال مهنا جفالة، المقيم بريف حلب الشمالي، إن “منفذي العملية تلقوا تدريبات خاصة بتنفيذ عمليات الاغتيال”، وقال: “زرعنا عبوات ناسفة عند مدخل مدينة مصياف، الطريق الذي يمر به العالم السوري عادة”.

أصابع الاتهام موجَّهة للموساد الإسرائيلي

كان عزيز إسبر واحداً من أهم علماء الصواريخ في سوريا، عكف على تجميع ترسانة من الصواريخ دقيقة التوجيه، يمكن إطلاقها بدقة بالغة على المدن الإسرائيلية الواقعة على بُعد مئات من الأميال.

كان يتمتع بِحُرية الوصول إلى أعلى مستويات الحكومتين الإيرانية والسورية، إلى جانب حمايته بكتيبة أمن شخصية. وقد قاد وحدة سرية للغاية لتطوير الأسلحة تُدعى “قطاع 4″، وكان يعمل بجد لبناء مصنع أسلحة تحت الأرض، ليحل محل آخر دمرته إسرائيل العام الماضي (2017). 

ورغم أن “كتائب أبو عمار” أعلنت مسؤوليتها عن العملية، فإن أصابع الاتهام تبقى موجهة لوكالة الاستخبارات الإسرائيلية، (الموساد)، بأنها هي من زرعت العبوات الناسفة في سيارة إسبر.  

وبذلك، تكون هذه العملية هي الرابعة على الأقل التي تقوم بها إسرائيل خلال 3 سنوات، ونفَّذتها ضد مهندس أسلحة على أرض أجنبية، حسبما أكد مسؤول كبير من إحدى وكالات الاستخبارات من الشرق الأوسط. 

واعتقد الإسرائيليون أن إسبر تولى قيادة الوحدة السرية “قطاع 4” في مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري. وقيل إنه كان يتمتع بحرية التواصل مع القصر الرئاسي في دمشق، وأنه تعاون مع اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، إلى جانب غيره من الإيرانيين الذين بدأوا إنتاج الصواريخ دقيقة التوجيه في سوريا عن طريق إجراء تعديلات تحسينية على صواريخ “تشرين” السورية الثقيلة “SM600”. 

وكان إسبر يعمل أيضاً في مصنع للوقود الصلب للصواريخ والقذائف، وهو بديل أكثر أماناً للوقود السائل. 

وأكد مسؤول من التحالف السوري-الإيراني أن إسرائيل أرادت قتل إسبر بسبب دوره البارز في برنامج الصواريخ السوري حتى قبل الصراع الحالي الذي اندلع منذ عام 2011. 

وفي الآونة الأخيرة، كان إسبر -بصفته مديراً للقطاع الرابع- منخرطاً بالأساس في تهيئة الترسانة السورية من الصواريخ منخفضة التقنية لجعلها قادرةً على ضرب أهداف بعيدة المدى بدقة أكبر بكثير، وهو خطرٌ كرَّست إسرائيل طاقة وموارد ضخمة لمجابهته. 

(عربي بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى