كيف اغتال “الموساد” العالم السوري في مصياف؟
عزيز إسبر، واحد من أهم علماء الصواريخ في سوريا. عمل على تكوين ترسانة من الصواريخ الموجهة بدقة، والتي يمكن أن تصل إلى أهدافها بشكل دقيق، في المدن الإسرائيلية على بعد مئات الأميال.
كان لإسبر حرية الوصول إلى أعلى المستويات في الحكومتين الإيرانية والسورية. وقاد وحدة سرية لتطوير الأسلحة، سميت “القطاع 4″، وكان يعمل بجد لبناء مصنع أسلحة تحت الأرض ليحل محل مصنع دمرته إسرائيل العام الماضي في سوريا.
قُتل عزيز في انفجار سيارة مفخخة، السبت الماضي، في تفجير يقف خلفه “الموساد” الإسرائيلي على ما يبدو؛ عملية الاغتيال، كانت المرة الرابعة على الأقل منذ 3 سنوات التي تغتال فيها إسرائيل مهندس أسلحة على أرض أجنبية، بحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الثلاثاء، عن مسؤول كبير من جهاز استخباراتي في الشرق الأوسط.
وفقاً للمسؤول الاستخباراتي، فقد كانت إسرائيل تتبع إسبر بشكل دقيق لفترة طويلة، إذا يمتلك “الموساد” معلومات حول مسؤولية إسبر في ترؤس الوحدة السرية المعروفة باسم القطاع 4 في مركز الدراسات والبحوث العلمية السورية. وقيل إنه كان يتمتع بحرية الوصول إلى القصر الرئاسي في دمشق وكان يتعاون مع اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق “قدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، وغيره من المسؤولين الإيرانيين لبدء إنتاج صواريخ موجهة بدقة في سوريا.
الصحافة الإسرائيلية لم تكن على مسافة بعيدة من تحميل إسرائيل مسؤولية اغتيال إسبر، إذ كتب محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” رونين برغمان، إن المركز الذي يديره إسبر في مصياف، تم اكتشافه أولاً من قبل الاستخبارات الأميركية والفرنسية، وتم تصنيفه على أنه منشأة أمنية سورية لتصنيع وتطوير الأسلحة الكيماوية وتخزينها.
يسيطر المركز على المواقع المركزية لانتاج وتخزين السلاح الكيماوي في سوريا. ومع أن قسماً كبيراً منه أزيل أو هجر اثناء الحرب الاهلية، إلا أن بعضه لا يزال نشطاً. وبالإجمال كان يعمل فيه وفقا للتقديرات الأجنبية نحو 10 آلاف شخص.
وفقاً لبرغمان، بين المواقع الثلاثة، التي طور فيها السوريون سلاحاً غير تقليدي قرب دمشق، قرب حمص، وقرب حماة، كان الموقع المركزي على مدى السنين في مصياف في الشمال، حيث أنتج السلاح الكيماوي، الذي تم تفكيك معظمه بموجب الصفقة بين روسيا والولايات المتحدة في اعقاب هجوم العام 2013 الكيماوي على الغوطة الشرقية، وهناك يخزن اليوم قسم من ترسانة صواريخ “السكود”.
ويتابع المحلل الإسرائيلي، أنه في ظل ملاحقة المشروع في مصياف، برز اسم إسبر، وهو معروف لاسرائيل منذ سنوات عديدة، بسبب نشاطه ونفوذه في جبهة التنسيق بين نظام الأسد، إيران، و”حزب الله”. وعلى الرغم من أن الرجل ذو خلفية علمية، إلا أنه أهم شخصية في إدارة مشاريع تطوير الوسائل القتالية في سوريا، ولإسرائيل كل الأسباب لتتمنى أن تراه ميتاً.