مهرجانات صور الدولية تنهي فاعلياتها للعام ٢٠١٨ في قلعة الشقيف مع شعراءانشدوا قصائد للوطن وفلسطين والمرأة والقضايا الأجتماعية
طغت القصائد التي ألقيت في الليلة الأخيرة من ليالي مهرجانات صور الدولية في الشقيف على القضية الام فلسطين والحالة التي وصلنا اليها من تراجع لكرامة الانسان والاستهزاء بالحكام وكان حيّز للمرأة في عدد من قصائدالشعراء المشاركين من فلسطين ومصر ولبنان .
البداية كانت مع الشاعر اللبناني الامير طارق ناصر الدين الذي اعترف فيها بزوال براكين الغضب التي تجتاه قلبه عندما رأى أهل الجنوب كيف يقاومون اليأس بالأمل ، وكيف يصنعون من الاحتلالات إنتصارات ، ووصف السيدة بري بصاحبة العصمتين كونها من أسرة ادبية، وعقيلة صاحب الأمانة ، فتوجه اليها بالشكر لتخصيصها ليلة من ليالي المهرجان للشعر والثقافة والأدب ،المير المعروف بشاعر عبد النصر انتقد الحكام والمسؤولين من دون أن يسميهم ، والقى نظره على فلسطين من قلعة الشقيف مستبشراً بعهد جديد رسمته الشقراء عهد التميمي وبزوال اليهود بطائرة من ورق .
وفي قصيدة محكمة التاريخ استحضر كل الحكام الديكتاتوريين الذين مروا عبر التاريخ من جنكيزخان وهولاكو للوصول الى ترامب الذي بشره بنهاية تشبه نهاية الذين سبقوه لتكون عبرة لمصيرهم المذل . وختم بوصية توجه فيها الى الأجيال القادم بمواصلة النضال وحملهم الدروع محذراً من التخلى على الأمانة حتى ولو زلزلت الارض زلزالها معتبراً اليهودي عدونا الأبدي .
ولم ينسى شهداء السويداء مطالباً بإبادة الدواعش
إشارة الى أنها المرة الثانية الي يشارك فيها في مهرجانات صور وهو عضو مؤسس لبيت الشعر واتحاد الكتاب اللبنانين لا يترك مناسبة الا ويكون لفلسطين الحيّز الاوسع وهي الأحب الى قلبه .
شعر المير كلاسيكي على الوزن والقافية ولكن من حيث المعاني هناك روح تجديده بكتاباته، يختار القصائد الخفيفة بموضوعاتها والتي يعرف كيف تلامس مشاعر الجمهور بهكذا مناسبات.
أما شاعر فلسطين أنور الخطيب كانت بدايته بقصيدة دار زينب .التي تقول :
يا دار زينب بالشقيف تكلمي
وعمي مساء كلما سكبوا دمي
اني عشقتك والهوى شيم الذين
تلثموا بجنوب بحرك فاقدم
هي قلعة ،لا،إنما أرواحهم
نبتت كسخر ضمخته بأنجم
يا دار زينب قد فقدت ملامحي
وأنا هنا ليعاد رسمي فارسمي.
أما قصيدة القدس فكانت بعنوان ليس للقدس إلا قدسها ،فقد ثار فيها على تقسيمها بين شرقية وغربية ،فهو يرفض القسمة ويريدها كلها ،وكذلك غزة والضفة والشمال والجنوب رافضاً بإعتبارهم أقضية ، فسماهم قضاء القلب والروح شلالها مكرراً رفضه للقسمة راضياً بما قسم الله له من حنين والتين والزيتون والبلد الأمين .
يأخذك هذا الشاعر المرهف الإحساس الى فضاء فلسطين ومن ساحات عكا وحيفا ويافا ، ينتقل في قصيدة بار الرمل ،بوصف مجازي يعبر فيه كيف عالمنا العربي يعيش بالمقلوب متسائلاً ماذا يفعل السبعين في حضانة الأطفال ، والمرأة العشرينة في دار المسنين وأستاذ التاريخ في دار الأزياء
وماذا !وماذا! وماذا! ليخلص الى سؤال نفسه ماذا هو فاعل بينهم من دون حزام ناسف .
نعلمك يا شاعر فلسطين الرسالة وصلت .
الخطيب مشهور بالنص الجميل والصوت المنخفض الذي يحرك فيك الحنين والحلم بوطن كما تشتهيه.
اما الشاعر اللبناني الدكتور ابراهيم خليل شحرور فقد قدم مجموعة منتقات من ديوانه الاول أسوار من تعب اطربت السامعين ببساطتها وحلو كلامها ،فهو يتقن تركيب أربعة أبيات ، وفي البيت الأخير يقول لك المعنى .
ففي غربال الوقت بداية قصائده التي القاه يقول :
عمري ع غربال الوقت حطيت .
فكرت لما بغربل الماضي ،
بيهر عمر ل راح عالفاضي …
هزيت غربال الوقت ،
لاقيت :
من فوق فاضي ،
ومن تحت فاضي .
وكان للمرأة حصة معه فكانت تياب (القلوب …قلوب ،)(وعالشجرة … اطيب) (ونسيتك بقلبي )كما كانت له استعارة من موال أغنية فيروز جايبلك سلام للاخوين رحباني قال فيها:
لما هوا أيلول يعزف بالحقول
وترقص وراقا الصفر عا لحن الغنا ،
الورقة اللي بالاول بتوقع
رح تقول :
يمي وم بعرف ليش نقاتي انا ..
الشحرور عنده موهبة شعرية واضحة يبني قصائده على طريقة الزجل ،كيف لا وهو الابن البكر لشاعر المحكية اللبنانية الراحل خليل شحرور أول مؤسس لنقابة الشعراء الزجليين وأول نقيب لها ، مهندس عشق الشعر منذ الصغر وظهرت موهبته باكراً .
ومن أرض الكنانة مصر الشاعر حسن شهاب الدين الذي قدم بطاقة تعريف بقصيدته فهو لم يختر اسمه ولا أبويه بل اختار قصائده ان حكت تحكي طفل الجنوب بوصلة الحنين والعمر يشده اليه والرحيل عنه يندفع دما، والنجوم ان أضأت شموعها وزرعتها تجد الشهيد يزين الطرقات ،وقلعة الشقيف تعيد له ساعة الزمن ،فيرى نفسه فيها جميلا .
اشتهر شهاب الدين بالحديث عن الانسان أينما كان والى اي دين انتمى فالإنسان عنده هو القضية كيف لا وهو الذي بدأ حياته مربي الأجيال يدرس اللغة العربية وهو أحد الفائزين في برنامج الأوائل له العديد من الدواوين الشعرية حسه مرهف وكلماته تناسب لتدخل الوجدان دون استئذان.
وآخر الشعراء المشاركين كانت لمهدي منصور الذي قدم مختارات من ديواني (سهرة الانتظار) (وأخاف الله والحب والوطن) .فقصيدةتغيرت جداً، تحكي وجع الانسان العربي الموجوع على مر الزمن والعصور ، (وانساك من عتبي عليك )تحكي الاشتياق والحب وتخبأ الحنين عن الحبيب الذي تيمه واشقاه عشق المساكين، فالمرأة أحبها فوق التصور ،والحب عنده من كرم السماء، وهو القلق من قصائده العصرية التي ستمطر أغاني ،ولينتهي به هذا التيتم الى التحرر من الزنزانة التي وضع بها
وكانت له في قصيدة (من تراب لون جلدتنا,ومن تعب الزمان عيوننا) فله فيها حملة على العمال الكادحين الذين يذهب تعبهم وعرق جبينهم هدراً ويعود الى اصحاب المؤسسات والمصانع التي يعملون لديها وهم راضون بمصيرهم وكذلك يحمل على المؤسسات الدينية التي بإسم الدين والجنة والنار وعنوانين أخرى مختلفة تتقاسم واياهم ما تبقى من تعبهم .
في شعر منصور ،تنسجم الاصالة والحداثة معاً حتى لكأنهما تبدوان قُبلتين لثغر واحد فهو يكتب بلغة عصره ولكنه يحافظ على الايقاع الموسيقي الذي يميز الشعر العربي ،والجدير ذكره ان قصائد منصور تدرس في المناهج التربوية .
قدم للشعراء بالشعر الشاعر سليم علاء الدين مؤسس جمعية وديوان أصل الحكي وهو ايضاً ممثل وعازف ومؤدي .
ورافق الشعراء عدد من طلاب كلية الفنون الجميلة والعمارة برفقة ممثلة الأساتذة في الفرع الاول المهندسة نوال بوداني صعب رافقوا الشعراء بلوحات ورسومات رقمية الكترونية زينت قلعة الشقيف أبهرت الحضور .
حضر هذه الأمسية الثقافية إضافة الى السيدة رنده بري رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان مستشار السفارة الإيرانية محمد شريعة مدار رئيس اتحاد بلديات الشقيف د محمد جميل جابر رئيس بلدية أرنون فواز قاطباوي ورؤساء وأعضاء بلديات المنطقة ومخاتير وفاعليات ثقافية وفنية كما حضر ايضاً عن كشافة الرسالة الاسلامية حسين عجمي وفاعليات حركة امل السيد باسم لمع ورؤساء مصالح ودوائر رسمية ومدراء وشخصيات أمنية واجتماعية .
إشارة الى ان ظاهرة جديدة كانت في حضور الأطفال والاولاد والفتية مع ذويهم وهو ما لفتت اليه السيدة بري التي تحدثت معهم وحثتهم على متابعة حضور كل النشاطات الثقافية التي تحصل لأنهم امل المستقبل الذي يعطي الأوكسجين للحياة ،وحرصت على مصافحتهم وأخذ الصور التذكاري معهم لتبقى ذكرى لا تنسى يحثون من خلالها أقرانهم على حضور المنتديات الثقافية .