متى تُلغى الواجبات المنزليّة من المنهج التّعليمي في لبنان؟

متى تُلغى الواجبات المنزليّة من المنهج التّعليمي في لبنان؟/نادين خزعل

عام 1960، تمّ تصنيف فنلندا على أنها بلد النظام التعليميّ الأسوأ عالميًّا..

كانت معدّلات الرّسوب فيها مرتفعة، وكانت نظرة الطلّاب إلى مدارسهم سوداويّة..

وإتفق الوزراء الفنلنديّون الذين تعاقبوا على حقيبة وزارة التربية على تطوير مناهجهم ونظمهم التعليميّة وكانت النتيجة أنّه في العام 2018 تمّ تنصيف فنلندا البلد الأوّل عالميًّا لجهة وجود أفضل نظام تعليميٍّ في مدارسها فكيف حصل ذلك؟

لقد قامت فنلندا بإلغاء مفهوم الواجب المنزليّ، وبإلغاء مفهوم الإمتحانات..

كما أنّها جعلت الدّوام المدرسيّ 4 ساعات فقط..

وعزّزت في المنهج الجانب التّطبيقي وكرّست التطبيق العمليّ للمكتسبات اللغويّة والعلميّة والمعرفيّة.

والنتيجة؟

طلّاب متفوّقون، جيل متمكّن من المعارف، نظامٌ تعليميٌّ ناجحٌ..

وبعد، 

ما الذي يمنع الجهات المعنيّة في لبنان من وضع خطة مماثلة للتجربة الفنلنديّة؟

إلى متى ستستمرّ معاناة الطّالب اللّبنانيّ من نظامٍ تعليميٍّ مترهّل؟

من حقيبة مدرسيّة تحني الظهر؟

من ساعات تدريس تمتدّ من الصّباح حتى ما بعد الظهر؟ 

وحين يعود الطالب إلى منزله تكون بانتظاره 3 أو 4 ساعات بالحدّ الأدنى لإنجاز واجباته وفروضه وإستظهار ما يُطلب منه عن ظهر قلب والنتيجة؟ عقول صغيرة مثقَلة مرهَقَة متعَبة عاجزة عن الإبداع والإبتكار….

ناهيك عن منهج قديم يحاكي الماضي دون الحاضر وموادّ لا تلائم ولا توائم العصر…

في السنوات الأخيرة، صُرفت مبالغ ماليّة طائلة في لبنان تحت عناوين مختلفة من مشاريع تربويّة تطويريّة إلى تغيير المنهج إلى الحقيبة المدرسيّة وغير ذلك ممّا لم يعْدُ أن يكون مجرّد حبر على ورق ووعود مذراة في مهبّ الإهمال..

لقد آن الأوان للقيام بنفضة جذريّة لمفهوم التعليم في لبنان، علّنا نحمي جيل الغد ممّا عاناه جيل الأمس.

نادين خزعل – znn

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى