لا هامش زمنياً محدداً لتشريع الحشيشة في لبنان. لكن بلداناً عدة سبقته في تشريع زراعتها لغايات طبية. وبعضها شرّع الاستخدام الطبي للنبتة من دون أن يشرع زراعتها، ربما كي يرضخ للشروط الإنسانية من دون أن يفقد القدرة على ضبط استخدامها. فكيف سيضبط لبنان استخدام الحشيشة في حال شرع بزراعتها لأهداف طبية، وهو غير قادر على ذلك قبل تشريعها؟

ومن البلاد التي شرعت زراعة القنب واستخدامه لأهداف طبية: أستراليا، النمسا، تشيلي، ألمانيا، الدنمارك، كولومبيا، المكسيك، تشيك، بعض الولايات في الهند، الفيليبين، ليسوتو، تركيا، الأورغواي، إسبانيا وبعض الولايات الأميركية. أما كندا فتتجه إلى تشريع زراعتها واستخدامها في تشرين الأول 2018. أما الأورغواي فمنحت مواطنيها الحرية في زراعة وحتى تدخين النبتة لأهداف ترفيهية.

ويشيع استخدام الحشيشة لعلاج العديد من الحالات الطبية، وأحياناً من دون ثبوت صحة ذلك علمياً. والحالات الطبية هي:

مرض السرطان
وهي الحالة الأشهر التي تستخدم فيها الحشيشة لأسباب طبية. فمثلاً، لا تسمح قبرص سوى لمرضى السرطان باستخدام النبتة لغايات طبية. فقد تحدثت دراسات عدة عن فائدة الحشيشة في علاج بعض حالات السرطان. وأحياناً، الحد من نمو المرض ومحاصرته. لكن يوصى بعدم الاعتماد على النبتة وحدها كعلاج، وتأخير الرعاية الطبية التقليدية للسرطان. ويختلف تأثير النبتة بحسب وضع المريض. لكن، أثبتت قدرة النبتة على المساعدة في الحد من الغثيان الناجم عن العلاج الكيميائي. كذلك قدرتها على علاج الآلام التي يعاني منها المريض.

الصداع والصرع
تستخدم الحشيشة في علاج الصداع والصرع وآلام الرأس. فحتى منظمة الصحة العالمية، الحذرة جداً في التعاطي مع المخدرات، أوصت بعدم إدراج مادة الكانابيديول الموجودة في القنّب في قائمة المواد الخاضعة للمراقبة. إذ اطلعت على بعض الدراسات التي تثبت فيها أنه “قد يكون لاستعمال الكانابيديول بعض الفوائد العلاجية في نوبات الصرع والحالات المرضية المتصلة بها”. 

فقدان الشهية ونقص الوزن
تفيد الحشيشة في علاج فقدان الشهية وانخفاض الوزن. فالنبتة المدخنة تساعد على فتح الشهية وزيادة كمية الطعام لدى مرضى فيروس العوز المناعي.

التخفيف من الآلام
من الشائع استخدام الحشيشة للتخفيف من الآلام المزمنة. فيمكن للنبتة تخفيض نسبة كبيرة من الألم الذي يعاني منه المريض في وقت قصير.

هذه الحالات والاستخدامات الشائعة في المجتمعات نشرتها جمعية السرطان الأميركية أيضاً. لكنها عارضت تدخين القنب في الأماكن العامة لأن المواد المسرطنة في الدخان تشكل مخاطر صحية على المحيطين.

وإذ صار الخبر محل تساؤل ونكات لدى اللبنانيين، لم يلتفت قسم منهم إلى أن تشريع الزراعة لأهداف طبية لم يحدد شكله بعد. واعتبروا أن تشريع الزراعة يعني تشريع تدخين النبتة من قبل أصحاب الحالات المرضية المعنية. فبدأ الحديث عن الرغبة بادعاء المرض لتدخين الحشيشة من دون عواقب، خصوصاً في ظل سهولة الحصول على وصفات طبية، والتي تنافس سهولة الحصول على سيجارة حالياً.

(المدن)