العقدة الدرزية: جنبلاط لا يستطيع السيطرة على المناصرين

المدن 

كان لافتاً عدم تطرّق اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ ​وليد جنبلاط​ ​إلى موضوع تشكيل الحكومة، لاسيما أن “العقدة الدرزية” تعتبر من أهم العقد التي تؤخّر عملية التأليف.

بعد الاجتماع القصير مع الرئيس عون، أعاد جنبلاط تأكيد “التمسّك بالحقائب المخصصة للطائفة الدرزية لكون التمثيل الشعبي أعطانا هذا الحق”. وإذا كان اللقاء لم يناقش العقد التي تحول دون تشكيل الحكومة فهو لم يضع حتى أسساً لهدنة كلامية بين الاشتراكي والتيار الوطني الحر، إذ اعتبر جنبلاط أن القرار المركزي ينجح أحياناً، لكن من الصعب السيطرة على التشنّج الذي يقوم به البعض على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن، لماذا لم يفاتح الرئيس عون جنبلاط بموضوع تشكيل الحكومة مكتفياً بالحديث عن “وحدة الجبل”؟ وهل تقصّد تمرير كلمة سرّ مفادها أنه على جنبلاط حل المسألة مع وزير الخارجية جبران باسيل؟ مصادر الاشتراكي فضّلت عدم التعليق على الأمر، مكتفية في تصريح إلى “المدن” بالقول إنه عندما يطلب أي شخص لقاءً مع شخص آخر فهذا يعني أن لديه كلاماً ليقوله. الرئيس عون بادر واتصل بجنبلاط لعقد لقاء وطالما أنه لم يتطرق لموضوع تشكيل الحكومة فجنبلاط لم يفعل، لاسيما أنه لم يذهب في الأساس للتحدث بالموضوع. وفي حال صحّ الاستنتاج بأن الرئيس أراد افهام جنبلاط بأن البحث في تشكيل الحكومة يتم عبر باسيل، فعلى الرئيس التحدث إلى باسيل مباشرة.

تصريح جنبلاط استبقه تصريح آخر لعضو ​اللقاء الديمقراطي​ النائب هادي أبو الحسن، اعتبر فيه أن “جنبلاط لا يقصد بعبدا للتفاوض بل للاستماع والمحاورة والتعبير عن موقفه، ولأنه يؤمن بالحوار والوحدة والتلاقي والتفاهم”، لافتاً إلى أن “الايحاء بحل العقد بمجرد زيارة جنبلاط إلى بعبدا فيه تبسيط للأمور”. أضاف أن هناك “محاولات للعبث بالبيت الداخلي في الجبل، لكننا ثابتون على موقفنا ومطلبنا محق وغير خاضع لأي نقاش أو مساومة. ومن يحدد الوزراء الدروز هو صاحب التمثيل الدرزي الصحيح، أي وليد جنبلاط”.

إلى “العقدة الدرزية” تضاف “العقدة المسيحية” التي كان من المفترض أن تأخذ مساراً للحل بعد إعادة العمل بالهدنة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، لاسيما بعد اللقاءات الأخيرة التي عقدها رئيس القوات سمير جعجع مع الرئيس عون ولقاء وزير الإعلام ملحم رياشي مع الوزير باسيل. لكن في التصريحات التي نقلها مقربون من باسيل عنه وردّ امين سر تكتل الجمهورية القوية النائب السابق فادي كرم عليها، ما يشي بعكس ذلك. فقد توقف كرم عند ما نقل في الصحف على لسان باسيل عبر بعض المقربين منه، معتبراً أن هذا الكلام “غير مقبول وينمّ عن لا مسؤولية. وهذا الأداء هو ما يضرّ بالعهد. وتسخيف مبادرة الرئيس يدلّ على أن باسيل ليس حريصاً على العهد”. وطلب كرم منه توضيحاً بشأن المسألة. إذ نُقل عن باسيل أنه غير مستعد لتقديم تنازلات جوهرية في مفاوضات الأحجام مع القوات. وتكتله يضمّ 29 نائباً بينما تكتل القوات يضمّ 15 نائباً، وبالتالي، يجب احترام ارادة الناس وخياراتهم، وعلى القوات أن تَكفّ عن سعيها إلى التماثل بالتيّار، معتبراً أن ليس بمقدور جعجع وجنبلاط كسر معادلة الانتخابات النيابية وفرض معادلة أخرى على قياسهما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى