هكذا هندس “البروفسور” العملية وزوجة “الإنتحاري” أفشلتها

من مخبأه في سوريا، تواصل “محمود” مع شقيقه – الموجود في لبنان – المتهم “خ.خ” عبر تطبيق تلغرام. عشرات الإصدارات “الداعشيّة” وردت الى حساب “خ” تحمّسه على الإلتحاق بالتنظيم. وحدها زوجته وقفت له بالمرصاد: “الإلتحاق بداعش ممنوع!”.

لم تتوقف محاولات الشقيق المقيم في الرّقة من إقناع “خ” بالعمل لصالح تنظيم الدولة الإسلاميّة، راح يكثّف اتصالاته وأفلامه الثوريّة والحماسيّة الى أن أقنع شقيقه، بمساعدته على تجنيد شخصٍ سوري للقيام بعملٍ أمنيّ ما في لبنان.

علمت الأجهزة الأمنيّة باتصالات الشقيقين السريّة فجرى تعقبّها بدّقة، وكان أن طلب “محمود” الملقّب بأبي الطيّب من “خ” التواصل مع شخص يدعى “أبو حيدر” من أجل مساعدته في تأمين شقّة في طرابلس- شمال لبنان – لاستعمالها في تجهيز الأحزمة الناسفة من أجل تنفيذ عملية انتحارية تستهدف أيّ مركز للجيش اللبناني.

على حساب “خ”، عشرات المحاضرات التي تفنّد كيفية قيام “الذئاب المنفردة” بمثل تلك العمليات. المطلوب من الشاب العشريني واضح وهو أن يتعلّم أسلوبها ويتّقنه، وكان المدعو “أبو حيدر” “دينامو” تلك الخطط، أمّا “الجنرال” (لقب متهم مجهول) فتولى ارسال أشرطة الفيديو المتعلّقة بكيفية التصنيع، فيما “م.ج” هو “الإنتحاري” المكلّف بالمهمة .

جرى تعقّب الصديقين “خ” و”م” ومراقبة اتصالاتهما وتمّ توقيفهما كلّ على حدة في عاصمة الشمال، ليصار الى الإدعاء عليهما مع آخرين غيابيا بتهمة “الإنتماء الى داعش والتحضير لعمليّة انتحاريّة بواسطة حزام ناسف”.

أمام المحكمة العسكريّة الدائمة برئاسة العميد عبدالله، جرى استجواب المتهمين “خ.خ” و”م.ج”، فأكّد الأوّل أنّه كان يتواصل مع شقيقه عبر تطبيق “التلغرام” وأنّ الأخير كان يرسل له إصدارات “داعش” لكنّه كان يمحيها دون أن يفتحها، نافيا أن تكون زوجته هي من أقنعته بالعدول عن فكرة انضمامه للتنظيم بل هو فعل من تلقاء نفسه، وأنكر معرفته بكلّ من “الجنرال” أو “أبو حيدر”.

وبمواجهته من قبل رئيس المحكمة بنتائج تحليل داتا الإتصالات المأخوذة عن “اللابتوب” خاصته والتي تبيّن أنّ أخاه أرسل له رقما يعود لشخص ملقب بالـ”بروفسور” للتواصل معه وارسال ما يلزم للتنفيذ، وأنّه أي “خ” طلب أسلحة وأحزمة ناسفة وقنابل على أن يكون “م.ج” هو “الإنتحاري الأوّل” وهو “الإنغماسي” الذي يدخل بعده، ردّ المستجوب: “غير صحيح وأنا لا أعرف البروفسور”.

بمراجعة الداتا مجدداً وقراءتها من قبل العميد عبدالله على مسمع المتهم، تبيّن أنّ هناك رسائل “شتم لفرع المعلومات والمخابرات والجيش” ما ينمّ عن حقد على مؤسسات الدولة، وبسؤال المتهم عنها أجاب: “كانت رسائل من أخي وأنا لا أفقه القراءة ولا الكتابة”.

نودي على المتهم الثاني “م.ج” وبسؤاله عن “حماسه لتنفيذ عملية انتحارية داخل سوريا” وفقا لإعترافاته الأوليّة أجاب: “لم أكن أنوي تنفيذ عملية هناك وإنما كنت أرغب بالذهاب فقط بعدما أخبرني شقيق “خ” – محمود- أنّ الحياة في سوريا فيها عزّ ويمكنني الزواج وتأسيس عائلة. وعن نيته تنفيذ عملية انتحارية في لبنان قال: “غير صحيح”.

وقد تمت مواجهة المستجوب بأفلام ضبطت على “جهازه المحمول” لتعليم كيفية تصنيع المتفجرات فضلا عن تسجيلات صوتية بهذا الصدد فردّ قائلا: “لا صلة لي بالأمر، والأفلام المضبوطة كانت على قناة إخبارية تبث عبر التلغرام”.

الحكم يصدر الليلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى