جولة اعتداءات إسرائيلية ليلاً.. و«اليونيفيل» تطالب بعملية سياسية لتحقيق السلام

صدى وادي التيم – أمن وقضاء /

كتبت صحيفة “اللواء”: في تطور، هو الثاني من نوعه، بعد انتهاء الاستحقاق البلدي والاختياري، شنت دولة الاحتلال سلسلة من الغارات على مناطق عند الحدود وفي عمق شمال الليطاني وصولاً الى البقاع الغربي، مروراً بمسيَّرات فوق الضاحية ليلاً، بعد سقوط شهيدين في غارات ما قبل الظهر، احدهما يعمل في بلدية بلدته، وذهب لتوفير المياه للسكان، فاغتالته مسيَّرة، والآخر، ذهب لتفقد منزله فقتل على الطريق (في كفركلا).

وحسب مصادر متابعة، فإن الاستهدافات الاسرائيلية لم تأتِ من فراغ، بل هي تهدف الى خلق معطيات جديدة على الارض في اطار معركة تصفية الحساب مع حزب الله، بهدف انهاكه، ودفعه الى التراجع.

وقالت المصادر ان ما يجري يتزامن مع متغيرات موصوفة على الجبهة السورية، ومفاوضات قد تؤدي الى وقف الحرب او اقله هدنة في غزة، حسب الوسيط الاميركي، الذي يعمل باشراف مباشر من الرئيس دونالد ترامب مباشرة.

ولا تخفي المصادر قلقها من ان تكون الاعتداءات الجارية، تهدف الى الضغط على الدولة اللبنانية قبل شهر او اكثر من موعد التمديد لقوات حفظ السلام في الجنوب (اليونيفيل).

ولم تستبعد المصادر ان تكون هناك صلة بين مجيء الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت نهاية الاسبوع المقبل، وما يجري على الارض.

وحسب المعلومات، فإن عدة ملفات في حقيبة اورتاغوس، في مقدمها ملفا اللاجئين السوريين والفلسطينيين.

وتطرح أورتاغوس أيضاً مقترحات تتعلق بالإصلاحات، وترسيم الحدود، وحصرية سلاح «حزب الله» والمخيمات بيد الدولة، وملف إعادة الإعمار، فضلاً عن التحاق لبنان بسوريا باتفاقات السلام مع إسرائيل.

كما أفادت معلومات «الجديد»، إن «المقترحات الأميركية ستُقدَّم بسقف عالٍ، مع مهلة زمنية محددة للبنان لتنفيذ ما يتوافق عليه، تحت طائلة المسؤولية في المرحلة المقبلة».

في السياق نفسه، تواصل واشنطن رفضها لتجديد مهمة قوات «اليونيفيل»، وتتجه إلى استبدالها بقوة جديدة تعكس تركيبة لجنة مراقبة الهدنة.

تعيينات وفقاً للآلية

وسط ذلك، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان مجلس الوزراء مرَّر التعيينات التي يراها ضرورية وملحَّة ووصفت نقاشاتها بالتقنية وتمحورت المداولات بالشق الإداري المطوَّل، ومن هنا كانت استراحة الغداء بمشاركة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والوزراء في المقصف في القصر الجمهوري.

ولفتت الى ان ما من تحفظات سجلت انما كان التركيز على مسألة الشفافية في التعيينات، ولاحظت ارتياح رئيس الجمهورية للأصداء الخارجية بشأن عمل الحكومة وهو ما عكسه في مداخلته في مجلس الوزراء.

الى ذلك فُهم ان مجلس الوزراء سيدرج في كل جلسة ملف التعيين لاسيما اذا تم إنجازها وفق آلية التعيين.

تعيينات مجلس الوزراء

إذاً، استكمل مجلس الوزراء في جلسته امس بالقصر الجمهوري بعض التعيينات الادارية، وبحث مجلس الوزراء في جلسته في جدول اعمال من عشرين بندًا، خلال الجلسة، تم تعيين جورج معراوي مديرا عاما للمالية بعد أن كان قد أشار وزير المال ياسين جابر إلى أنّه «سيصار الى تثبيت مدير عام المالية جورج معراوي لأنه كان يتولى المنصب بالتكليف».

كما أقرّ المجلس البند المتعلق بالمنح المالية للعسكريين (١٤ مليونا) لمن هم في الخدمة، و(١٢ مليونا) للمتقاعدين، على أن يعمل به بدءًا من أول تموز.

واستكمل المجلس تعيينات مجلس الانماء والاعمار، وعيّن يوسف كرم وابراهيم شحرور نائبين لرئيس مجلس الانماء والاعمار وغسان خير الله أميناً عاماً (كان مورداً بالتراضي للمجلس) وحسام عيتاني جورجيو كلاس وفراس ابو دياب اعضاء غير متفرغين. وعيّن أحمد عويدات مديرًا عامًا لأوجيرو.

وأطلع الرئيس عون مجلس الوزراء على محادثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما أطلع الرئيس سلام المجلس على نتائج زيارته دولة الامارات العربية المتحدة.

الوزراء أخذوا استراحة وتوجهوا لتناول الغداء قبل استكمال الجلسة وقد رافقهم رئيس الجمهورية . وسبق الجلسة اجتماع بين الرئيسين عون وسلام بحث في المستجدات والاوضاع العامة.

وعلمت «اللواء» انه جرى نقاش في آلية التعيين التي تمت، لكن لم تجرِ اي اعتراضات جوهرية، لأنه تم هذه المرة اطلاع الوزراء مسبقاً على الاسماء والسير الذاتية لهم والمعايير التي تم التعيين على اساسها.

تراجع السجال

وسط ذلك، تراجع السجال الداخلي بين الرئيس نواف سلام وحزب الله حول اولويات «الاصلاح والسيادة» ومصير سلاح الحزب، وبعد التصعيد الذي جرى حول ملف السلاح، تحدثت مصادر متابعة عن السعي لدى طرفي السجال لتهدئة الخطاب السياسي ونبرة التعاطي مع ملف السلاح، لتمهيد الارضية لحوار هادئ وبناء، يمكن ان يُعوّل عليه اذا حصل اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة نواف سلام وبين كتلة الوفاء للمقاومة، والذي تأخر بسبب سفر الرئيس سلام والانشغالات الاخرى اليومية، لكن توقعات المصادر الحكومية بأنه سيحصل نتيجة المساعي المبذولة للتهدئة والتي دخل على خطها الرئيس جوزاف عون.

وحسب معلومات «اللواء»، فقد وصلت عن طريق «بعض المحبّين» ملاحظات الى المعنيين بالسجال، تشير الى خطورة التصعيد في المواقف، ونصائح بتهدئة الحملات والعودة الى الخطاب الهادىء ولو من باب تأكيد موقف كل طرف لكن بطريقة دبلوماسية ولبقة، بإنتظار تدخّل احد الرئيسين جوزف عون ونبيه بري او كلاهما لدى الطرفين لوقف السجال او التخفيف من حدته.

وفي سياق مساعي التهدئة، علمت «اللواء» ان الرئيس عون قد يكون اثار الموضوع مع الرئيس سلام في اجتماعهما الثنائي قبيل جلسة مجلس الوزراء امس، كما ان رئيس الجمهورية خاطب الوزراء موصياً بالتضامن والمعالجات الهادئة للأمور بالحوار والنقاش وتلافي خطاب الاستفزاز. في اشارة الى بعض المواقف الوزارية التي كانت حادة حول عدد من المواضيع العامة ومنها التعاطي مع موضوع سلاح الحزب.

وفي توقعات المصادر الرسمية ان الجو سيميل الى التهدئة لا سيما اذا حصل اللقاء بين الرئيس سلام ووفد حزب الله خلال اليومين المقبلين، لأن وضع البلد لا يحتمل مزيداً من التوترات والانقسامات والخلافات، وبخاصة انه على ابواب موسم صيف واعد، وعلى ابواب تطورات اقليمية ودولية مهمة وحساسة ستطال بتأثيراتها بلا شك لبنان.

يشار الى ان الرئيس سلام شدد «على أن الدولة يجب أن تحتكر السلاح في جميع الأراضي اللبنانية. وفي حديث لصحيفة «وول ستريت جورنال»، كشف سلام أن الحكومة اللبنانية حققت ما يقارب 80% من أهدافها في نزع سلاح الميليشيات جنوب البلاد.

وأضاف رئيس الحكومة: «لا نريد وضع البلاد على مسار الحرب الأهلية ولكننا ملتزمون بتوسيع سلطة الدولة وتعزيزها». توازياً، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم: «فوجئنا بالتقدم المحرز للجيش اللبناني في نزع سلاح حزب الله» كما اضطر الأخير للتنازل عن السيطرة الأمنية بمطار بيروت».

بيدرسون في عين التينة

وحضرت الملفات الحدودية، في اجتماع الرئيس نبيه بري مع المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا غير بيدرسون، والذي شاركت فيه المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جيني بلاسخاريت، وتطرق الى اوضاع لبنان والمنطقة سياسيا وميدانيا.

كما التقى رئيس المجلس السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه غرو، وتطرق البحث الى التمديد لليونيفيل وعدم التزام اسرائيل بمندرجات قرار وقف النار.

تحذير «اليونيفيل»

في ظل هذه الاوضاع المضطربة، واحتفاءً باليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، أقامت» اليونيفيل «احتفالاً في مقرّها العام في الناقورة، حضره ممثلون عن الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، الى جانب مسؤولين سياسيين وقادة دينيين محليين، وسفراء، ومسؤولين من الأمم المتحدة. وتحدّث في المناسبة رئيسة بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، فقال ان «الوضع على طول الخط الأزرق لا يزال متوتراً وغير متوقّع، مع انتهاكات متكرّرة والخوف من مخاطر أي خطأ قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه»، مضيفاً انه «من خلال آليات الارتباط والتنسيق الخاصة بنا، فإننا نوفّر قناة للحوار وتهدئة الأوضاع، ونساهم في بناء أسس لإمكانية إيجاد حلّ». وشدد رئيس بعثة اليونيفيل على «ضرورة وجود عملية سياسية»، مشيراً إلى أن «الطريق إلى السلام في جنوب لبنان هو طريق سياسي، وعلينا جميعاً العمل على تهيئة الظروف المناسبة لحلّ مستدام وطويل الأمد». كما أكد أن «إحدى الخطوات المهمة في الأشهر الأخيرة كانت نشر المزيد من جنود الجيش اللبناني في الجنوب، ويجب الحفاظ على وجودهم، بصفتهم الضامن الوحيد لسلطة الدولة وأمنها، ولهذا، لا بدّ للأفرقاء الدوليين من الاستمرار في تقديم المساعدات».

تصعيد الاحتلال

جنوباً، نفذت مسيَّرة اسرائيلية عدوانا جويا بعد ظهر امس حيث استهدفت موظفا في بلدية النبطية الفوقا بغارة اثناء قيامه بعمله في منطقة علي الطاهر. وفي التفاصيل انه واثناء توجه الموظف محمود عطوي في بلدية النبطية الفوقا الى البئر الموجودة في حرش علي الطاهر لتحويل المياه الى المنازل، تم استهدافه على دراجته النارية بصاروخ من مسيرة مما ادى الى استشهاده والشهيد عطوي، له شقيق اسمه مصطفى استشهد ايضا بالقرب من مكان الاستهداف اليوم في نهاية التسعينات في قصف معاد للمنطقة.

واستشهد العنصر في الدفاع المدني التابع لكشافة الرسالة الإسلامية خضر فقيه جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار عليه خلال تفقده منزله قبالة جدار كفرفيلا.

وأصابت قنبلة صوتية مواطنا جراء استهدافه بمسيّرة إسرائيلية في بيت ليف.

واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي الصالحاني بين رامية وبيت ليف، سبقه إلقاء محلقة لقنبلة صوتية في أجواء رامية. تلاه قصف في اتجاه بلدتي عين عرب والوزاني.

ومع بداية المساء القت طائرة للإحتلال 3 قذائف استهدفت وادي مظلم عند أطراف بيت ليف.

واعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان انه بتاريخ 29 /5 /2025، عملت وحدة من الجيش بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل على إزالة عدد من السواتر الترابية وإعادة فتح طرقات في خراج بلدة العديسة – مرجعيون، كان العدو الإسرائيلي قد أغلقها بواسطة السواتر. وأثناء عمل الوحدة، حاول عناصر من قوات العدو ترافقهم دبابة منع الجيش من متابعة العمل، من دون أن يتمكنوا من ذلك.

وليلاً، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات مستهدفا منطقة وادي برغز، كما شن غارات وهمية فوق مدينة النبطية، كما نفذ غارات على البقاع الغربي وبركة الجبور.

ونفذ الطيران الحربي غارة على منطقة بين سجد والريحان.

كما اغار الطيران الحربي على اطراف بلدة البيسارية، وشنت مسيّرة غارة على منطقة الصالحاني في اطراف رامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!