لوائح غريبة عن الطبيعة في زحلة!

صدى وادي التيم – لبنانيات /

كتبت مرلين وهبة في الجمهورية:

‏لم يكن أحد يتصوّر التناقضات التي حملتها اللوائح البلدية في زحلة، إذ كان من المتوقع تحالف السياديِّين مع عائلات المدينة، لما فيه خَير أبنائها وإنمائها. إنما على أرض الواقع، الصورة كانت مغايرة للطبيعة! إنّ لم نقل مغايرة لتحالفات العهد الجديد.

في الوقت الذي كان فيه أبناء زحلة يترقبون مثلاً تحالفاً “قواتياً” مع “الكتائب” والنائب ميشال ضاهر تحديداً، تحالفت “القوات” بصورة مفاجئة مع “الكتلة الشعبية” وتحديداً مع السيدة ميريام سكاف الخصم التاريخي لهم.

 

وفي الوقت الذي كان يُتوقع تحالف سكاف مع “التيار الوطني الحر”، تخلّت سكاف عن “التيار” (كما فعلت أكثرية الفاعليات والأحزاب في سائر الأقضية)، وبنت تحالفاً مع “القوات اللبنانية” في لائحة يترأسها سليم غزالة.

 

بلدية شبابية

 

يستوقف سكاف استغراب البعض، وتتساءل عبر “الجمهورية”: “لماذا لا تتحالف “الكتلة الشعبية” مع “القوات”؟ أين الغرابة طالما أنّنا كلّنا نعمل لمصلحة زحلة. فهو تحالف إنمائي صرف وخدماتي، وهدفه ازدهار زحلة ونموّها وإبقاؤها منارة في كل مراحلها؟”. وتقول: “متى توافقنا على هذه العناوين مع أي طرف يزول الاستغراب وتتبدّى علامات التعجّب، خصوصاً أنّنا أصبحنا في الآونة الأخيرة أمام بلدية أكَلَ الدهر عليها وشرب، في ظل مطالبة شبابية بإشراكها في العمل البلدي لتقديم خبراتها ورؤيتها الطليعية”. لافتةً إلى أنّ تحالفها مع “القوات” ليس ضدّ الطبيعة، بل ترى أنّ “الطبيعة الزحلاوية أرادت ذلك، والكتلة تحتكم إلى آراء الناس الذين أبدوا ارتياحاً إلى هذا التعاون لمصلحة المدينة”.

 

في المقابل، أشارت سكاف إلى أنّ الكتلة “لا تخوض حرباً أو معارك سياسية، بل هو تحالف إنمائي ببُعدٍ بلدي، ولديه مهمّات تتصل مباشرة بحياة الناس الاقتصادية والاجتماعية وحتى الترفيهية. كما أنّه وفي العمل البلدي لا مكان لفتح جبهات سياسية قد تؤدّي في معظم الأحيان إلى تعليق العمل التنمَوي، خصوصاً أنّ شعارها منذ أيام الوزير الراحل الياس سكاف أنّ زحلة تملك قرارها ولا يجب أن تنتظر قرار المقرّات السياسية من خارجها”.

 

وعن تخلّيها عن التحالف مع “التيار”، تشير سكاف إلى أنّ “الكتلة في تجربتها البلدية أو النيابية كانت تخوضها عبر القانون الانتخابي عينه، ولم تكن لديها تحالفات استراتيجية وتخلّت عنها”. وتكشف أنّه وعلى رغم من ذلك، “حاولتُ جاهدةً أن تكون الكتلة في لائحة واحدة مع “القوات” و”التيار” وللوصول إلى التزكية. لكن كانت هناك اعتبارات وظروف لكل مكوّن سياسي أملَت عدم التحالف، وأنا أقدِّر هذه الاعتبارات”.

 

وتؤكّد سكاف أنّ “هذا التحالف وظيفته الحالية إنمائية وليس له أي فروع أخرى. ومسعانا ليس سياسياً على الإطلاق، بل هدفنا الوصول إلى بلدية حيَوية تضمّ الجيل الشبابي والعائلات الزحلاوية، الذين سيُقدِّمون رؤيتهم لنهضة المدينة ويتمتعون بفكر إنمائي وتنويري يواكب العصر. وطموحنا أن تكون الانتخابات: “قوات وكتلة شعبية أهلية بمحلية”، وأن تُعبِّر عن الأجيال الحاملة لروح التجدّد بخلاف البلدية المترهّلة، التي تطمح إلى تجديد شبابها بدعم جهة سياسية من خارج المدينة. أعتقد أنّه حان الوقت لنستدرك أنّ علينا السَير كما تشتهي رياح الناس. فهذا هوى زحلة ونحن احتكمنا إليه”.

 

متمرّس ‏ومتفرّغ

‏من أبرز الوجوه الداعمة للمرشح أسعد زغيب هو النائب ميشال ضاهر. علماً أنّ الرجل كان السَبّاق في إعلاء الخطاب السيادي الداعم للعهد قبل كافة المكوّنات السياسية، فكان لافتاً عدم تضامنه مع حلفائه في المعارضة! أي “القوات اللبنانية”.

 

عن هذا الأمر يوضّح ضاهر لـ”الجمهورية” أنّ “لزحلة خصوصية فريدة، وهي في حاجة إلى انفتاح أكبر على سهل البقاع للحفاظ على أسواقها التجارية وهويتها الانفتاحية بعيداً من حصرها في أي قالب ضيّق أو صيغة جامدة”، مؤكّداً أنّ “التقوقع سيضرّ بعروس البقاع وسيضرب شريانها الاقتصادي والسياحي والتجاري. نحن نريدها مدينة كبرى قولاً وفعلاً، فيما البعض يُريدها بلدة منغلقة على ذاتها ومنفصلة عن محيطها”.

 

وعن دعمه للائحة زغيب، يذكّر ضاهر البعض بأنّه “نائب كاثوليكي مستقل يمثل القضاء، وزحلة هي قلب القضاء النابض، ومن واجبه الحفاظ على صورتها كمدينة منفتحة، تفرد جناحَيها على السهل، وتحتضن مَن يُحيط بها”. ويؤكّد حرصه على “مصلحة المدينة وإنمائها، وعلى وصول مجلس بلدي يضمن استمرارية الدعم والاحتضان الذي يقدّمه المغتربون للبلدية والمدينة بكل أطيافها، وهذا العمل الجبار سعى إليه أسعد زغيب ونجح نجاحاً باهراً في ربط الاغتراب بالمدينة”.

 

أمّا عن سبب دعمه للمرشح زغيب تحديداً، فيَصفه ضاهر بأنّه “شخص متمكّن، متمرّس، متفرّغ ويستحق الدعم، خصوصاً أنّه يسعى إلى مجلس بلدي متماسك بعيداً من الأهواء السياسية”. ويؤكّد أنّه لم يرشّحه بل اختار “دعمه انطلاقاً من شغف أسعد زغيب وحبّه للمدينة”. ويرى أنّ “لائحة زغيب تُعبِّر عن وجدان زحلة”، مشيراً إلى أنّ “زغيب أثبت كفايته ونظافة كفّه خلال ولايته، خصوصاً في التعامل مع الأزمات المالية التي عصفت بالبلاد واهتمامه بالشؤون الإنمائية والبيئية على رغم من هذه الأزمات التي عالجها بكفاءة واقتدار”.

 

أمّا في ما يخصّ تحالف سكاف مع “القوات”، فيرى ضاهر أنّ الشارع الزحلي يصفه “بتحالف الأضداد”، مُبدِياً خِشيَته من “تداعيات فوز هذه اللائحة لا سمح الله”، إذ يرى أنّها “معرّضة للإنقسام لاحقاً، خصوصاً في ظل الخلافات المرتقبة لطرفَي اللائحة في الانتخابات النيابية المقبلة، لأنّ استمرار التحالف بين الطرفَين يبدو مستبعداً، ممّا قد يؤدّي إلى شلل في عمل المجلس البلدي منذ انطلاقة ولايته والمواطن الزحلي والمدينة هم مَن سيدفعون الثمن”.

 

“يُريدون أصواتنا”

وإلى ذلك، تكشف مصادر “التيار الوطني الحر” أنّه ماضٍ في تأليف لائحة ثالثة في زحلة، وأنّ لائحة زغيب تسعى إلى اكتساب الصوت الشيعي من تحت الطاولة، فيما القاعدة العونية ثبّتت وجودها في استحقاق 2010 عبر مرشح واحد.

 

وتضيف هذه المصادر، أنّ الأصوات التي نالها التيار في انتخابات 2022 في داخل المدينة التي تقارب 2200 صوت، هي مماثلة لما ناله مَن يسعى إلى تأليف لوائح اليوم، كما ميريام سكاف وميشال ضاهر. غامزةً بأنّ أصوات التيار هي بقوّته الذاتية، فيما استخدام المال السياسي معروف لدى الآخرين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!