القادري: العرقوب ضحى ومازال يضحي بالأرواح والممتلكات وخسارة المواسم والمدخرات والدولة تخلت عنه
صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /
نص المؤتمر الصحافي الذي أذاعه رئيس بلدية كفرشوبا
يحار المرأ من اين يبدأ ، فتاريخ كفرشوبا والعرقوب مليء بالمحطات الساخنة والمفصلية ، التي جعلت من هذه المنطقة، ساحة صراع ومواجهة إقليمية ودولية ، دفع فيها العرقوبيون الثمن الباهظ ، وتحملوا بمفردهم ، عبء هذه المواجهات المتتالية والمستمرة ، التي تدمر وتخرب كل ما يبذل من جهد في البناء والإعمار والتنمية ، والتي تؤدي إلى النزوح المتكرر والتهجير الدائم وإفراغ هذه المنطقة من مالكيها وساكنيها ….
سأكتفي بسرد عدد من المحطات ، التي تظهر حجم الإهمال واللامبالاة بحق كفرشوبا خصوصاً والعرقوب عموماً ..
١- عندما كان الجنوب محتلاً بعداجتياح العام ١٩٨٢ ، أعفي ابناؤه من كافة الرسوم (ماء ، كهرباء ، هاتف …الخ) ومع زوال الإحتلال إنتهى الإعفاء ، في حين بقي الإحتلال في العرقوب ولم يبق الإعفاء ، ولا ندري سبب هذا التمييز لغاية الآن !!؟؟
٢- بعد حرب ٢٠٠٦ أعيد إعمار الجنوب ، وأنشئت فيه بنية تحتية جيدة ، وأقيمت فيه شبكة مواصلات حديثة من الناقورة إلى البقاع ، باستثناء العرقوب ، بقيت طريق سوق الخان- العرقوب ، باتجاه المجيدية مروراً بالماري وحلتا ووادي خنسا من جهة ، وبإتجاه شبعا مروراً بالفردوس وراشيا وكفرحمام وكفرشوبا من جهة ثانية ، على حالها منذ الخمسينات ، خط واحد لا يكاد يتسع لسيارتين ، وبقي العرقوب بدون صرف صحي وبدون مشاريع إنمائية وخاصة المائية منها .!؟
٣-في العام ٢٠١١ قدمت المملكة العربية السعودية ، هبة مالية لبناء أربعة مراكز ثقافية في بلدات تبنين وحبوش ومرواحين وكفرشوبا (٧٥٠٠٠٠ $ لكل مركز) وقام مجلس الإنماء والإعمار ببناء كل المراكز بإستثناء مركز كفرشوبا مدعياً بنفاذ المال!!؟؟. ومرة جديدة نضع هذا الإخبار برسم النيابة العامة المالية للكشف عن سرقة المال المخصص لمركز كفرشوبا !!!
٤- بعد الحرب الأخيرة والطويلة والمدمرة ، والتي ما زلنا نعيش تداعياتها السلبية ، عاد قسم من ابناء كفرشوبا بعد ٢٨ ك٢ ( حوالي النصف)، في اعقاب دخول الجيش اللبناني، وبرعاية رسمية من الدولة ، وهم لغاية الآن بلا ماء ، بلا كهرباء ، بلا إتصالات ، بلا مدارس ، بلا دكاكين ، وبلا أمان ..الإهمال لهذا المنطقة لا يحتمل ؟!؟! بعد شهر ونصف من العودة لم تؤمن شركة المياه ، ثلاثة قساطل لإيصال المياه إلى البلدة ، رغم المراجعات المتكررة ، ورغم دفع المواطنين ما يتوجب عليهم من رسوم ومستحقات ، مع العلم بان المياه من بئر البلدية وليس من بئر الشركة …
٥- كل الطرقات التي تضررت ، من الخردلة إلى الهرماس ، جرى إصلاحها إلا طريق العرقوب ، ما زلنا نردمها ولا تلبث ان تعود اليها الحفر والإنهيارات
٦- الكهرباء يجري العمل لإصلاحها ببطء شديد ، مرة لعدم توفر الأعمدة والكابلات والمحولات ومرة أخرى بسبب رداءة الطقس . .. وخط الخدمات من الوزاني إلى كفرشوبا ما زال معطلاً ولا ندري متى سيأتي وقت اصلاحه
٧- البيوت والأحياء المدمرة ، ما زالت على حالها ، الشركة التي التزمت معالجة الردم لا تلتزم بدفع المال اللازم لتأمين المكبات ولا بإصلاح الطرقات المعرضة للخراب. ..البلديات تشكو من انعدام المال ، مخصصاتها لا تكفي لدفع رواتب الموظفين والعاملين ولا تستطيع القيام بواجباتها في الحدود الدنيا من جمع النفايات إلى ابسط المستلزمات الصحية والاجتماعية
٨-المسؤولون الذين يزورون الجنوب ، يحيدون عن العرقوب ، ولا يضعون أيديهم على اماكن الوجع ، من يريد تقديم العزاء يذهب إلى حيث هم اهل الميت ، لا ان يطلب منهم الحضور إلى منزل الجيران . معالي وزير الزراعة في زيارته الأخيرة تجاهل اتحاد العرقوب ولم يعلم بان الزراعة التي اصيبت هي في الماري وحلتا ووادي خنسا وكفرشوبا وشبعا وقبله فعل رئيس الهيئة العليا للإغاثة في زيارته لقضاء حاصبيا؟؟؟!!
٩- الكشف الرسمي عن الاضرار لم يصل إلى كفرشوبا وقسم من الأهالي ينتظر الكشف لإصلاح المنازل والعودة إلى البلدة..الكشف الوحيد الذي جرى قام به جهاد البناء والذي لم ينته لغاية الآن ، والذي تم بشكل مقبول باستثناء بعض الشكاوى ممن لم تصلهم تعويضاتهم ومن الذين يشكون عدم شمول الكشف الاضرار الزراعية والتجارية
باختصار العرقوب ضحى ومازال يضحي بالأرواح والممتلكات وخسارة المواسم والمدخرات ، دون ان يلقى ما يستحق من الدعم والرعاية والإهتمام .. العرقوب مهمش لانه خارج الطائفية والمذهبية والمحاصصة ..تخلت الدولة عنه إبتداءً من اتفاق القاهرة وإنتهاءً بالتغاضي عن الاحتلال المستمر لمزارعنا وارضنا ومرتفعاتنا ومصادر ثرواتنا..
نطالب بإنشاء مكتب لمجلس الجنوب الذي انشيء من اجل العرقوب اوائل السبعينات، وبفتح مكاتب للكهرباء والمياه والزراعة والنفوس في العرقوب ونطالب بعودة مخفر الدرك إلى راشيا الفخار والذي لا مبرر لندركه أصلاً أسوة بأهالي راشيا ..
العرقوب رمز لوحدة لبنان القائمة على التعددية والمواطنة بعيداً عن التعصب بكافة ألوانه وأشكاله