اكثر من 70 قتيلا في ليلة إشتباكات عنيفة في سوريا

صدى وادي التيم – أخبار العالم العربي /

كرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في ساعة مبكرة من صباح ‏اليوم الجمعة، أنّه تقرّر فرض حظر تجوال في مدن محافظتي اللاذقية ‏وطرطوس بعد اشتباكات عنيفة بين مقاتلين مرتبطين بالرئيس ‏السوري المخلوع بشار الأسد والقوات الحكومية.‏

وأضافت أن عمليات تمشيط واسعة بدأت في مراكز المدن والقرى ‏والبلدات والجبال المحيطة.‏

من جهته، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، اليوم الجمعة، مقتل 70 ‏شخصاً على الأقل في اللاذقية على الساحل السوري في اشتباكات ‏بين قوات الأمن ومقاتلين “موالين” للرئيس المخلوع بشار الأسد.‏

‏ ‏سقوط  أكثر من 70 قتيلاً

وأفاد “المرصد” عبر منصة “إكس” بسقوط “أكثر من 70 قتيلاً ‏وعشرات الجرحى والأسرى في اشتباكات وكمائن دامية بالساحل ‏السوري بين عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية ومسلحين من ‏جيش النظام البائد”.‏

 

في وقت سابق، ذكر “المرصد السوري” أن “العملية الأمنية تتواصل ‏في مناطق واسعة في ريف اللاذقية وقرى الساحل السوري، ‏بالتوازي مع هجمات وكمائن للمسلّحين الذين كان بعضهم في صفوف ‏النظام السابق، ضد القوى الأمنية والعسكرية والحواجز والمقرات في ‏الساحل السوري”.‏

ولفت إلى أن “عدد الشهداء والقتلى من قوى الأمن والقوات العسكرية ‏والمسلّحين المحليين المتمرّدين في ريف اللاذقية، خلال الساعات ‏القليلة الماضية، 44 شخصاً هم: 24 من المسلّحين المتمرّدين، و20 ‏عنصراً من القوى الأمنية والعسكرية التابعة لحكومة دمشق إضافة ‏إلى مقتل 4 مدنيين، 3 منهم في الاشتباكات في قرية دوير بعبدة ‏في ريف جبلة. وبذلك، يرتفع العدد إلى 48 شخصاً، ومعلومات عن ‏قتلى آخرين ومفقودين، وأسرى من الطرفين، وسط معلومات عن ‏عمليات تصفية وإعدام ميداني للأسرى”.‏

 

وذكر المرصد أن “المسلّحين سيطروا على مناطق عسكرية لاسيما ‏مطار اسطامو والقرداحة، وتحصّنوا في مناطق وعرة في جبال ‏اللاذقية التي اتّخذوها منطلقاً لعملياتهم ضد قوات دمشق.‏

 

في هذا الاطار، دعا المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية العقيد حسن عبد الغني ‏المسلحين إلى “إلقاء السلاح”. وقال في تصريح نقلته “سانا”: “الآلاف ‏اختاروا تسليم السلاح والعودة إلى أهلهم، بينما يصرّ البعض على ‏الهروب والموت دفاعا عن قتلة ومجرمين، الخيار واضح إلقاء ‏السلاح أو مصيركم المحتوم”.‏

 

وفرضت إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية “حظر تجول حتى ‏الساعة العاشرة” من صباح الجمعة. كما فرضت السلطات حظر ‏تجول مماثل في مدينتي طرطوس (غرب) وحمص (وسط) التي ‏تضم أحياء يقطنها علويون.‏

 

اعتقال حويجة ‏
وخلال الحملة التي نفذتها في جبلة، أعلنت إدارة الأمن العام، وفق ما ‏نقلت سانا عن مصدر فيها، “اعتقال اللواء المجرم إبراهيم حويجة، ‏رئيس المخابرات الجوية السابق في سوريا” بين 1987 و2002.‏

 

وحويجة المقلّ في ظهوره العلني، متهم وفق المصدر “بمئات ‏الاغتيالات” في عهد الرئيس الأسبق حافظ الأسد، بينها “الإشراف ‏على اغتيال” الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط قبل 48 عاما.‏

 

وجاء التصعيد في جبلة بعد اشتباكات أعلنت قوات الأمن الخميس ‏خوضها في المنطقة مع مجموعات مسلحة تابعة “لمجرم الحرب ‏سهيل الحسن”، العقيد السابق في الجيش السوري خلال حقبة الأسد ‏والذي كان يلقى تأييدا كبيرا في أوساط الموالين للأسد ويعد من أبرز ‏قادته العسكريين.‏

 

وبدأ التوتر أساساً في بلدة بيت عانا، مسقط رأس الحسن، بعد منع ‏مجموعة من الأهالي بالقوة قوات الأمن من توقيف مطلوب بتهمة ‏تجارة السلاح، وفق المرصد السوري.‏

وشنّت قوات الأمن إثر ذلك حملة أمنية في المنطقة، تخللتها اشتباكات ‏مع مسلحين بعد تعرض عناصرها لـ”كمين مسلح” ‏نصبته “مجموعات من فلول ميليشيات الأسد”، ما أسفر عن مقتل ‏اثنين منهم، وفق ما نقل الإعلام الرسمي عن مصادر أمنية.‏

وتحدث المرصد لاحقا عن “ضربات شنتها مروحيات سورية على ‏المسلحين في بيت عانا وأحراش في محيطها، تزامنت مع قصف ‏مدفعي على قرية مجاورة”.‏

ومع شيوع مقتل 16 عنصرا من قوات الأمن، تتحدر غالبيتهم من ‏محافظة إدلب (شمال غرب)، معقل هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي ‏قاد الهجوم الذي أطاح الأسد، تجمع حشد من الشبان وسط مدينة ‏إدلب، وفق “فرانس برس”، دعما للقيادة العسكرية. ودعت ‏مساجد عبر مكبرات الصوت الى “الجهاد” ضد المسلحين في الساحل ‏السوري.‏

وتجمّعت حشود مماثلة في مدن عدة بينها حماة وحمص (وسط) ‏وحلب (شمال) والقنيطرة (جنوب) ودير الزرو (شرق)، “دعما ‏لقوات الأمن العام في مواجهة فلول ميلشيات الأسد، وبسط الأمن ‏والأمان في جبلة وريفها”، وفق ما أوردت سانا.‏

 

وشهدت مدينة اللاذقية التي تقطنها غالبية علوية، في الأيام الأولى ‏بعد إطاحة الأسد، توترات أمنية كانت قد تراجعت حدتها في الآونة ‏الأخيرة.‏

لكن ما زالت تسجل هجمات عند حواجز تابعة للقوى الأمنية من وقت ‏إلى آخر، ينفذها أحيانا مسلحون موالون للأسد أو عناصر سابقون في ‏الجيش السوري، وفق المرصد.‏
ومنذ سيطرة السلطات الجديدة على الحكم في دمشق في الثامن من ‏كانون الأول/ديسمبر، تسجّل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد ‏من المناطق، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للحكم السابق ‏بالوقوف خلفها. وتنفذ السلطات حملات أمنية تقول إنها تستهدف ‏‏”فلول النظام” السابق، تتخللها اعتقالات.‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!