سامر الحمرا (الرئيس التنفيذي لشركة تأزر – الكويت) نظرتنا المستقبلية تتمثل بتعزيز الثقة وزيادة الوعي بأهمية التأمين
صدى وادي التيم – إقتصاد /
تمكنت شركة «تأزر- الكويت» من بناء علاقات مميّزة مع حاملي الوثائق، أساسها تقديم خدمات متميّزة والتواصل الدائم مع المؤمّنين وتقديم النصح اللازم لهم.
وتعتبر الشركة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ضرورة استراتيجية، إذ أكد الرئيس التنفيذي للشركة السيد سامر الحمرا في مقابلة مع «البيان الاقتصادية»، أن تقنياتهما ساهمت في إحداث تغييرات جذرية في كيفية تقديم الخدمات وتحسين تجربة العملاء، وكذلك خفض التكاليف التنفيذية، وتحسين إدارة المخاطر وزيادة كفاءة العمليات.
وعدد التحديات التي تواجه قطاع التأمين، و تتمثل ب” تفاوت التشريعات بين الدول وضعف الوعي التأميني والتحول الرقمي، فضلاً عن المخاطر الجيوسياسية المستمرة والكوارث الطبيعية، والمنافسة الشديدة، والنقص في الكادر الوظيفي المتخصص.
ما هي التحديات التي تواجهها شركات التأمين في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا؟
تواجه شركات التأمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مجموعة من التحديات التي تعيق نموها وتطوير عملياتها. أبرز هذه التحديات يكمن في تفاوت التشريعات والتنظيمات بين الدول، مما يحد من الامتثال ويقلل من فاعلية ضرورة الإلزام بالتأمين ومنه على سبيل المثال لا الحصر التأمين الصحي أو التأمين ضد الحوادث. كذلك، يُعتبر ضعف الوعي التأميني من المشكلات الأساسية ،حيث لا زالت المعتقدات الشرعية تحول دون إقبال السكان على التأمين برغم وجود شركات التأمين التكافلي التي جذبت قطاع منهم غير أن البعض مازال متمسكاً بذات معتقداته وبرغم ذلك الإقبال فلا يمكن القول بأنه بلغ منتهاه أو حقق النتائج المرجوه منه بالنسبة لشركات التكافل ليس هذا فحسب ،بل قد يعزو عدم الإقبال إلى انعدام الثقة لديهم.
أما من الناحية الاقتصادية فقد يجد عدد كبير من السكان ان التأمين يشكل عبء مالي إضافي على كاهله إذ يرى البعض أنه السبيل للتخفيف من الزاماته وجوب التخلص من الأعباء المالية الإضافية الأمر الذي يؤدي الى ضعف الاقبال على المنتجات التأمينية، إلى جانب ذلك، يواجه قطاع التأمين تحديات مرتبطة بالتحول الرقمي، حيث أن العديد من الشركات متأخرة في تبني التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات التي من شأنها تحسين كفاءة العمليات وتقديم خدمات تلبي توقعات العملاء المتزايدة.
كما أن المخاطر الجيوسياسية المستمرة والكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل تضيف أعباءً إضافية، خاصة مع ضعف استراتيجيات إدارة المخاطر واعتماد معظم الشركات على شركات إعادة التأمين العالمية لتغطية الأحداث الكبرى. وفي ظل وجود سوق مزدحم بالشركات ومنافسة شديدة، تضطر العديد من الشركات إلى الدخول في حروب أسعار تقلص من هوامش الربح وتضعف قدرتها على تقديم خدمات مبتكرة.
أضف إلى ذلك نقص الكادر الوظيفي المتخصص في مجال التأمين يضطر الشركات إلى أن تعتمد بشكل كبير على الكوادر الأجنبية فضلاً عن قيام حاجة ماسة إلى برامج تدريب وتأهيل لتعزيز المهارات. كما أن هناك حاجة إلى تصميم منتجات مبتكرة تلائم التطور المتسارع وتلبي احتياجات الأسواق المحلية، بما في ذلك المنتجات المتوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية ، خاصة مع تنامي الطلب على هذا النوع من التأمين.
للتغلب على هذه التحديات، ينبغي على شركات التأمين اعتماد استراتيجيات شاملة لتعزيز الاستثمار التكنولوجي، تحسين جودة الخدمات، زيادة الوعي العام بأهمية التأمين، وتطوير البنية التحتية التنظيمية التي تضمن عدالة المنافسة ودعم نمو القطاع بشكل مستدام.
التطور التكنولوجي ضرورة استراتيجية
كيف تم التكّيف مع التطور التكنولوجي و الذكاء الصناعي ؟ و ما كان تأثيرهما على صناعة التأمين و رضى العملاء
التكيف مع التطور التكنولوجي والذكاء الصناعي أصبح ضرورة استراتيجية في صناعة التأمين، حيث أسهمت هذه التقنيات في إحداث تغييرات جذرية في كيفية تقديم الخدمات وتحسين تجربة العملاء. فبهذا التطور التكنولوجي استطاعت شركات التأمين تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة فائقة، مما يتيح للشركات تقديم عروض تأمينية مخصصة للعملاء وتحسين عملية تقييم المخاطر عبر وسائل التكنولوجيا الذكية ساعدت في تقليل الوقت المطلوب لمعالجة المطالبات التأمينية، مما يوفر الوقت والجهد لكل من الشركة و الموظف لذا استطاع التطور التكنولوجي توفير الخدمة الامثل عبر مساعدة العملاء على مدار الساعه.
أما عن رضى العملاء فقد اتاح التطور التكنولوجي للعملاء الاطلاع على التفاصيل والمستجدات بشكل فوري، مما يزيد من الشفافية ويبني الثقة بالاضافة الى القدرة على تخصيص الخدمات لكل عميل تلقائيـــا فقد استطاع الذكاء الصناعي تقسيم اسئلة العملاء و بناء قاعدة بينات متخصصه حيث يشعر العملاء بان متطلباتهم تم تلبيتها بشكل كامل خاصة و ان هذا التطور قد حسّن قنوات التواصل مع الرد الفوري في اي وقت وأصبح بإمكان الأفراد شراء وثائق التأمين وإدارتها عبر تطبيقات الهواتف الذكية ومنصات إلكترونية سهلة الاستخدام، مما أتاح تجربة أكثر سلاسة ومرونة. كذلك، تم استخدام الذكاء الصناعي لتقديم توصيات شخصية للعملاء بناءً على سلوكهم واحتياجاتهم، ما ساهم في تحسين مستوى الرضا وبناء علاقة طويلة الأمد بين العملاء والشركات.
و لا شك ان تأثير هذه التقنيات لا يقتصر على العملاء فقط، بل امتد إلى الشركات نفسها، حيث أدى الاعتماد على التكنولوجيا إلى خفض التكاليف التشغيلية، تحسين إدارة المخاطر، وزيادة كفاءة العمليات. ومع ذلك، تواجه الشركات تحديات في هذا السياق، مثل الحاجة إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية التقنية وضمان حماية البيانات الشخصية للعملاء.
مبادرة لتعزيز التضامن الاقتصادي العربي
هل تؤيد اقامة مجمع عربي للتأمين ضد الكوارث الطبيعية؟
إقامة مجمع عربي للتأمين ضد الكوارث الطبيعية يُعد مبادرة استراتيجية لتعزيز التضامن الاقتصادي بين الدول العربية ومواجهة التحديات الناجمة عن الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والجفاف، والتي تُشكل تهديداً متزايداً بسبب تغير المناخ. مثل هذا المجمع يمكن أن يلعب دوراً محورياً في تقليل الأضرار الاقتصادية من خلال توفير غطاء تأميني يعوض الخسائر المباشرة وغير المباشرة، مما يساعد الدول على التعافي بسرعة أكبر والحفاظ على استقرارها الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، يُعزز المجمع تقاسم المخاطر وتبادل الخبرات والتقنيات في مجال إدارة الكوارث، فوجود منصة عربية مشتركة يتيح تبادل البيانات والخبرات بين الدول. يمكن استخدام تقنيات متقدمة مثل الأقمار الصناعية وتحليل البيانات للتنبؤ بالكوارث وتقليل آثارها أضف الى أن مجمع موحد سيعزز مكانة المنطقة كمركز قوي للتأمين، مما يُسهل جذب شركات إعادة التأمين العالمية لتقديم دعم إضافي.
ومع ذلك، فإن نجاح هذه الفكرة يتطلب تخطيطاً دقيقاً لمواجهة التحديات المحتملة، مثل التفاوت الاقتصادي بين الدول العربية والاختلافات في الأنظمة والقوانين ، فضلاً عن الحاجة إلى توفير موارد مالية وبشرية كبيرة لإدارة المجمع بشكل فعال. كما يجب وضع إطار عمل واضح يحدد حقوق وواجبات الدول الأعضاء وآليات توزيع المخاطر والتعويضات، مع ضمان الشفافية والحوكمة الرشيدة لبناء الثقة بين المشاركين، بشكل عام، إذا تم تنفيذ هذه المبادرة بشكل مدروس وفعال، يمكن أن تكون خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة العربية، وبناء نظام متكامل قادر على مواجهة التحديات المستقبلية بمرونة أكبر.
تعزيز الثقة و زيادة الوعي
ما هي اخر انجازاتكم في شركة تآزر؟
استطاعت الشركة خلال السنوات الماضية تحقيق الاستقرار و الثقة في سوق التأمين الكويتي و بناء علاقات مميزة مع حملة الوثائق قوامها الخدمات الجيدة التي تقدمها و متابعة المشتركين في التأمين و تقديم النصح اللازم لهم و عبر الاستخدام الامثل لوسائل التواصل الاجتماعي كنا على مسافة واحده من جميع عملائنـــا، و تبقى نظرتنا للمستقبل تعزيز الثقة و العمل المشترك لزيادة الوعي باهمية التأمين في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.