تحية إجلال وإكبار إلى أبطال الدفاع المدني، حماة الأرواح وصنّاع الأمل،

صدى وادي التيم – لبنانيات /
في هذا اليوم العظيم، أقف أمامكم وقفة احترام وتقدير، أنتم الذين اخترتم طريق التضحية والإيثار، أنتم الذين لا تهابون ألسنة النيران، ولا تتراجعون أمام الكوارث، ولا تنتظرون مقابلًا حين تنقذون الأرواح. أنتم الأمل حين تعم الفوضى، والأمان حين يسيطر الخوف، أنتم الذين تضعون حياتكم على المحكّ، ليبقى الآخرون بأمان.
أنتم الذين هرعتم إلى حيث يهرب الجميع، وقفزتم وسط اللهب، تسابقتم مع الزمن، حملتم الجرحى، أنقذتم الغرقى، وانتشلتم العالقين من تحت الركام. في كل حادث، في كل كارثة، كنتم أول الواصلين، تحملون بين أيديكم الحياة، وتدفعون عن الآخرين خطر الموت.
واليوم، لا يمكن أن نكرّمكم دون أن ننحني احترامًا لشهدائكم، أولئك الذين وهبوا أرواحهم فداءً للواجب، تاركين خلفهم أثرًا خالدًا في ذاكرة الوطن. هم لم يسقطوا، بل ارتقوا، لأن من يموت لإنقاذ الآخرين لا يموت، بل يظل خالدًا في القلوب والوجدان.
وأما المتطوعون منكم، فأنتم عنوان النقاء والإنسانية الخالصة. أنتم الذين لم تنتظروا مقابلًا، لم تطلبوا أجرًا، ولم تسعوا إلى مكافأة. أعطيتم من أرواحكم وأجسادكم بلا مقابل، تحرككم فقط إنسانيتكم، ويقودكم نداء الواجب. لم تكن التضحية بالنسبة لكم خيارًا، بل كانت أسلوب حياة. أنتم الأبطال الحقيقيون، لأن من يعطي بلا ثمن، يكون قد بلغ أعلى مراتب الشرف والعطاء.
أيها الأبطال، أنتم لستم مجرد رجال إطفاء أو منقذين، أنتم الرمز الحقيقي للشجاعة والتفاني. أنتم صمام الأمان لهذا الوطن، أنتم الذين تجعلون الحياة أكثر أمنًا واستقرارًا. وكم نحن بحاجة إلى أمثالكم، إلى من يؤمن أن العطاء ليس وظيفة، بل رسالة، وأن التضحية ليست واجبًا، بل شرف لا يضاهيه شرف.
وأنا، الدكتور جيلبير المجبر، كنت وسأبقى دائمًا إلى جانبكم، داعمًا لمسيرتكم، فخورًا ببطولاتكم، ممتنًا لتضحياتكم. في يوم عيدكم، أقولها من القلب:
كل عام وأنتم بخير، كل عام وأنتم درع الوطن، كل عام وأنتم عنوان الشرف والتضحية. تحية لكم، تحية لشهدائكم، تحية لكل يدٍ امتدت لتنقذ روحًا، ولو كان الثمن حياتها.
الدكتور جيلبير المجبر