لماذا ذهب وليد جنبلاط إلى دمشق مع وفد ديني درزي موسّع؟
صدى وادي التيم – لبنانيات /
الجميع يتساءل لماذ ذهب وليد جنبلاط إلى دمشق مع وفد ديني من الدروز، وعلى رأسه شيخ عقل الطائفة الشيخ سامي أبو المنى، فيما كان من الممكن أن يذهب على رأس وفد سياسي من “اللقاء الديمقراطي” وبعض قيادات من الحزب “التقدمي الاشتراكي” مثلاً؟
إن حماسة وليد جنبلاط للقاء القيادة الجديدة في دمشق هي بقدر حقده على القيادة البائدة لنظام حزب “البعث”، حيث كان يعبّر عن ذلك دائماً وفي كل مناسبة، ولكن لماذا الوفد الديني؟
الظاهر أن جنبلاط بدأ يستشعر التجاذب التركي الإسرائيلي على سوريا والمنطقة من أجل النفوذ. فالأتراك يقولون إنهم من حرّر سوريا، بحسب رأيهم. والإسرائيليون يقولون إنهم من قضى على “حزب الله” في لبنان، وهذا ما مهّد لإمكانية تحقيق النصر في سوريا.
وفي الوقت نفسه، فإن إسرائيل تدّعي الآن أنها حامية الأقليات، مقابل أن تركيا هي حامية الأكثرية السنية. والمدخل إلى مسألة حماية الأقليات بالنسبة إلى إسرائيل هي “القضية الكردية”، حسبما صرح عدد من كبار المسؤولين فيها، وفي طليعتهم وزير خارجيتها جدعون ساعر.
والحال أن إسرائيل تلعب الآن لعبة “تحالف الأقليات” التي كان يتبناها ملالي إيران بالتحالف مع النظام البائد في سوريا، حيث تبرز الأقلية الدرزية كواحدة من أهم الأقليات التي تعمل إسرائيل على التأثير عليها لأسباب جميعنا يعرفها، وذلك لتكون ضمن التحالف الذي تسعى إليه.
من هنا نستطيع أن نعرف لماذا اصطحب وليد جنبلاط معه مشايخ الدروز، وبينهم مشايخ من حوران، لأنه حريص على القول إن الدروز لم ولن يكونوا في أي لعبة “تحالف أقليات” جديدة ضد أحد.
لا للخصومات بين أكثرية وأقلية، بل هذه الخطوة تقطع الطريق أمام المشروع الإسرائيلي في هذا الشأن، وتشجع الأقليات الأخرى في المنطقة، وخصوصاً في سوريا نفسها، على أن تتحرر من عقدة الأقلية والأكثرية، كي نعيش جميعا كمواطنين متساوين في سوريا ولبنان.
شوقي سري الدين – نداء لوطن