بيان للمطران الياس كفوري يدين فيه ما جرى من تدنيس لكنيسة دير الشهيد ماما – دير ميماس
صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /
بيان لراعي الأبرشية المطران الياس كفوري يدين فيه ما جرى من تدنيس لكنيسة دير الشهيد ماما للروم الأرثوذكس في بلدة دير ميماس من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي
“نفسي حزينة جداً حتى الموت” (مت 26 : 38)
“إلى الرب صرختُ في ضيقي فاستجاب لي فياربُّ نجِّ نفسي من الشفاه الكاذبة ومن اللسان الغاش ” (مز 119 : 1-2)
فوجئنا بالأمس بالجنود الصهاينة يسرحون ويمرحون في أرض ديرنا المقدس – دير الشهيد ماما في بلدة دير ميماس . كانوا يسخرون من الطقوس المسيحية ويسهتزئون بمقدساتنا ويوجهون الإهانات لأبناء كنيستنا الذين يؤمنون بسرّ الزواج المقدس الذي باركه الرب يسوع في عرس قانا الجليل. هم يستهزئون لأنهم لم يؤمنوا بالسيد المسيح الذي وصفهم بأولاد الأفاعي، ولم يفهموا رسالته الإلهية . السيد المسيح بارك الزواج في عرس قانا الجليل بين رجل وامرأة. هذا الزواج سرّ مقدّس يُبنى على المحبة والتضحية والإحترام والإنفتاح على الآخر . ويؤسس عائلة مسيحية ترتكز على مبادىء الأخلاق المسيحية” (كما يسميها بولس الرسول) والمساواة بين الشريكين. وليس على الانحرافات اللاأخلاقية التي أتى بها هؤلاء التافهون والخارجون على كل القوانين الإنسانية والإلهية.
إننا ندين ونستنكر بشدّة التصرفات الهمجية والحركات البربرية التي قام بها الجنود الصهاينة الأنجاس في أرجاء الدير المقدس. هذا الدير الذي شهد للمسيحية خلال قرون طويلة وما زال حتى يومنا هذا. صاحب هذا الدير القديس الشهيد ماما ضحّى بنفسه في سبيل الحفاظ على الإيمان المسيحي والدفاع عن كرامة الإنسان، ولم يرضخ لتهديدات الحكام الذين أرادوا إجباره على إنكار السيد المسيح. وهذا يذكرني بقول الرسالة الى العبرانيين عن النبي موسى بأنه “اختار الشقاء مع شعب الله على التمتع الوقتي بالخطيئة في قصور فرعون” (عبرا 11: 25)
هؤلاء البرابرة لم يُدركوا سمّو وعمق الفكر المسيحي وعظمة الشهادة والشهداء في الكنيسة، قال السيد المسيح في هذا السِّياق : ” ليسَ حبٌّ أعظم من هذا : أن يبذل الإنسان نفسهُ عن أحبّائه” (يو 15 :13) مشبِّهاً الشهيد بحبّة الحنطة التي تموت لتعطي الحياة ” حبة الحنطة إن لم تمتْ تبقى وحدها . ولكنها إن ماتت ودُفنت في الأرض تعطي ثمراً كثيراً ” (يو 12 : 24).
نَدين ونستنكر بشدة الاستهداف المباشر للبيوت المأهولة بالسكان الآمنين وكذلك استهداف الجيش اللبناني الذي يضحي ويقدّم الشهداء في سبيل المحافظة على لبنان وشعبه . نحيي هذا الجيش العظيم ونشكرهُ مقدِّرين عالياً تضحياته وتضحيات القوى الأمنية بكافة أجهزتها .كذلك نشكر عناصر اليونيفيل الذين دفعوا أثماناً باهظة من أجل استقرار جنوبنا وراحة شعبنا . نشكر كذلك الصليب الأحمر بفرعيه اللبناني والدولي . نشكر أيضاً الأطباء والمسعفين وفرَق الدفاع المدني الموجودين في المنطقة . وكذلك الهيئات والجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية التي تساعد الأهالي على الصمود .
نسأل الله أن يحفظ لبنان وشعبه ويمنحهُ السلام والطمأنينة والرخاء . بشفاعة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم وجميع القديسين .
“المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة”
حاصبيا في 27/11/2024
المطران الياس كفوري