“أيقونة منتخب لبنان”… إسرائيل تغتال أحلام سيلين حيدر!
صدى وادي التيم – لبنانيات /
لم تكن سيلين حيدر ابنة الـ 19 ربيعاً لتتخيل أن هروبها من إحدى الغارات الإسرائيلية على مقربة من مكان سكنها، سيقضي على حلمها في لحظات، ويقلب حياتها رأسا على عقب، رغم الحرب التي يشهدها لبنان منذ أشهر.
فقد نالت شظية استقرت في رأس بطلة كرة القدم اللبنانية، من عزيمة الشابة التي دخلت في غيبوبة، جعلتها ترقد في العناية المركزة بأحد مستشفيات بيروت منذ الأسبوع الماضي.
فيما أوضح والدها عباس بصوت مرتجف خافت للعربية.نت تفاصيل ما حدث مع سيلين، قائلا إنها حاولت الهرب من المنزل بعد تهديد أطلقه الجيش الإسرائيلي بإخلاء الشارع المتواجدة فيه، ليتلقى اتصالاً بعدها مفاده أن ابنته في المستشفى.
كما أضاف أن ابنته كانت أمنت مأوى آمنا لعائلتها عند صديقتها في بعقلين بالشوف قبل أسابيع، بالتزامن مع تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية، لكنها اضطرت للنزول إلى منزلها في الشياح لمتابعة تمارينها الرياضية ودراستها.
أما عن حالتها الصحية، فاكتفى الوالد الذي لا يحبذ الغوص كثيراً في وضعها، بالقول إنها حالياً في غيبوبة وحالتها دقيقة.
إلا أنه أكد تمسكه بخيوط أمل مما سمعه من الأطباء عن حالات مشابهة لأشخاص تعرضوا لنزيف حاد في الرأس وتماثلوا إلى الشفاء على أبعد تقدير بعد شهرين من إصابتهم.
إلى ذلك، روى الوالد المفجوع بتأثر تفاعل سيلين أمس الجمعة مع أحد الأطباء من خلال تحريك يدها اليسرى، معتبراً أنها إشارة كافية أنها ستتماثل إلى الشفاء.
وكانت الشابة اليافعة من أبرز لاعبات كرة القدم، وتقود فريق football academy.
كما ساهمت في فوز منتخب لبنان ببطولة غرب آسيا تحت سن الـ18 عاماً في 2022، وهو ما أشار إليه الكابتن زياد سعادة رئيس نادي Beirut football academy، مشيداً بالآمال المعلقة على مستقبلها الرياضي.
بدوره، تحدث مدربها الخاص سامر بربري الذي يلازم عائلتها في المستشفى بحسرة عن غياب سيلين القسري للمشاركة مع منتخب لبنان في المحافل الدولية من خلال بطولة في الأردن ستقام الثلاثاء المقبل.
وفي حديث لـ”العربية” وصف الشابة “بالمقاتلة في الملعب”، لما تتمتع به من شخصية قيادية استثنائية استطاعت من خلالها أن تسطر إنجازات في مسيرتها الرياضية.
كذلك أكد جاد أشقر أحد زملاء سيلين على مقاعد الدراسة والذي يرافقها في التمارين الرياضية، أن عقبات كبيرة واجهتها لكن لم تحد من أحلامها التي لا حدود لها. وقال إنها “كانت مستعدة لقضاء نهار كامل في النادي وممارسة أقسى التمارين لتحقيق ما تريده”.
وختم حديثه قائلا: “بكلمتين أحلام سيلين أكبر منها بكتير حرام تروح”.
يشار إلى أنه على الرغم من أن سيلين تعيش حالياً عبر آلات التنفس الاصطناعي بظل استمرار النزيف في رأسها وحاجتها لوحدات دم يومياً، لا يزال الأطباء يراهنون على صغر سنها وبنيتها الجسدية القوية التي تصارع منذ حوالي الأسبوع النزيف للبقاء على قيد الحياة.
أما أهلها فأملهم بشفائها كبير ويبردون قلوبهم بعبارة يتيمة “الله يشفيلنا ياها، سيلين بطلة ناطرينها”.