جنون المجازر الإسرائيلية يمهّد للغزو البرّي؟

صدى وادي التيم-امن وقضاء/

تحتشد الأسئلة الكثيفة التي تحمل طابعاً مصيرياً بعد دخول الحرب الإسرائيلية على “حزب الله” ومناطق لبنانية واسعة أسبوعها الثاني اليوم، ولكن الشقّ الأشدّ الحاحاً منها هو إلى أين تمضي إسرائيل في تعميم المجازر في قلب المدن والبلدات والقرى جنوباً وبقاعاً وفي الضاحية الجنوبية؟ هل سيسكت المجتمع الدولي أيضاً على تحويل إسرائيل هذه المناطق اللبنانية إلى غزة ثانية؟ أم أن هذا المجتمع يتعامل بـ”تطبّع” مع تصاعد الاستعدادات لغزو بري لجنوب لبنان الذي صار الهدف الذي تمهد له إسرائيل بتصعيد حرب تصفية القيادات، أو ما تبقى منها حياً حتى الآن، في “حزب الله” كما بتعميم المجازر في الضاحية والمناطق الجنوبية والبقاعية؟ ثم إن الشق الثاني من التساؤلات يتصل مباشرة بمصير الهيكلية القيادية لـ”حزب الله” بعد اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله مع عدد وافر من أكبر معاونيه وقادة الحزب ناهيك عن ارتباط كل ما أثاره زلزال الاغتيال وأبعاده من تسليط الأضواء والشبهة والريبة في الموقف الإيراني من الخلل غير المسبوق الذي جعل الحزب منكشفاً إلى هذا المستوى أمام الهجمة الاستخباراتية والحربية الإسرائيلية عليه.
ولعلّ ما زاد تكثيف التساؤلات حول تداعيات الحرب المنهجية الإسرائيلية على الحزب أنه رغم مرور ثلاثة أيام على اغتيال السيد نصرالله لم يصدر الحزب حتى البارحة بيان يتعلق بموعد ومكان تشييعه. وعزي عدم اعلان موعد التشييع إلى احتمال اتخاذ اجراء استثنائي قد يفرض تشييعه بعيداً من مراسم عامة الآن تجنباً لمشاركة جماهيرية ضخمة في ظل الهجمة الحربية، ناهيك عن تعذر مشاركة المسؤولين والقادة في الحزب. تزامن ذلك مع الكشف عن إنتشال جثة السيد نصر الله السبت الماضي من الموقع الذي استهدفته الغارات الإسرائيليّة المدمرة في الضاحية الجنوبية لبيروت. ونقلت “رويترز” عن مصدرين أنّ “جثة نصرالله لا تظهر عليها آثار جروح، ويبدو أن سبب الوفاة هو شدة الانفجار”، فيما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن الاستخبارات العسكرية أن نصرالله تواجد بمكان من دون تهوئة ودخلت غازات القصف إلى غرفته واختنق. ونعى “حزب الله” رسميا أمس كلاً من نائب رئيس المجلس التنفيذي نبيل قاووق والقيادي في “الحزب” علي كركي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه “إلى جانب نصرالله وكركي تم القضاء على أكثر من 20 عنصراً آخرين برتب مختلفة اجتمعوا داخل ذلك المقر تحت الأرض في ضاحية بيروت الجنوبية وأداروا من هناك القتال ضد دولة إسرائيل”. وأضاف أن “من بين قادة “حزب الله” البارزين الذين تم القضاء عليهم: إبراهيم حسين جزيني قائد وحدة تأمين نصرالله. سمير توفيق ديب مستشار نصر الله لسنوات عديدة. عبد الأمير محمد سبليني مسؤول بناء القوة في “حزب الله”. علي نايف أيوب مسؤول إدارة النيران في الحزب”.
وتزامنت المجازر الإسرائيلية مع تزايد التقارير عن احتمال بدء القوات الإسرائيلية باجتياح بري للأراضي اللبنانية، وسط تزايد الدعوات داخل إسرائيل لـ”انتهاز الفرصة” بعد سلسلة الضربات الأمنية والعسكرية التي تعرّض لها “حزب الله”، وأبرزها اغتيال أمينه العام. ويعتقد قادة في الجيش الإسرائيلي أنه من الضروري مواصلة العملية العسكرية المتصاعدة في لبنان، ويرون أن ثمة “نافذة زمنية محدودة لتنفيذ اجتياح بري”، وفق تقرير لصحيفة “هآرتس”. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية عسكرية برية في لبنان، وقالت إن الولايات المتحدة تعارض بشدة وتطالب باتفاق. ووفق الهيئة إن القرار لم يتخذ بعد، وبحسب تقديرات الجيش أن معظم القدرات الصاروخية لـ”حزب الله” قد دمرت.
وألمح مسؤولان أميركيان إلى اجتياح بري إسرائيلي وشيك في لبنان، وقالا إن “عمليات صغيرة النطاق” أو “تحركات حدودية” داخل لبنان قد بدأت أو على وشك أن تبدأ، في محاولة لإبعاد مقاتلي “حزب الله” عن الحدود، وفق ما ذكرت شبكة “إي بي سي” الأميركية. وقال القائد السابق للدفاعات الجوية الإسرائيلية الجنرال في قوات الاحتياط دورون غابيش، في مقابلة إذاعية أمس إن خيار الاجتياح البري للبنان يجب أن يدرس بجدية من القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل، وأشار إلى أنه “بالتأكيد خيار مهم، لا أستطيع القول إنه ضرورة، لكنني أعتقد أنه خيار يجب دراسته بعناية. السؤال هنا هو ما البديل؟ من الناحية العسكرية، لا شك في أن الاجتياح البري هو الخطوة التالية”.
مجازر الغارات
في غضون ذلك، كانت الطائرات الحربية لا ترتدع للحظة عن توزيع حممها وارتكاب المزيد من المجازر في مئات الغارات المتلاحقة على الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع. واستهدفت احدى الغارات على الضاحية قائد الوحدة 1600 في “حزب الله”، كما شنّ الطيران الحربي غارة على جب جنين في البقاع الغربي هي الاولى على البلدة وأدت الى مقتل المسؤول في “الجماعة الإسلامية” محمد دحروج وزوجته. وشنّ الطيران غارة على منزل في منطقة مرجحين في جرد الهرمل، أدت إلى سقوط أكثر من 10 ضحايا. واستهدفت سلسلة غارات إسرائيليّة عنيفة بعلبك، ومدينة الهرمل ومحيطها. وفي بلدة العين دمّر الطيران الإسرائيلي منزلاً على رؤوس ساكنيه حيث سقط أحد عشر شهيداً.
كما استهدف محيط وأطراف مدينة بعلبك الشمالية والجنوبية والغربية بسلسلة من الغارات. وقد أحصي 47 شهيداً و 60 جريحا في حصيلة أولية للغارات على بعلبك- الهرمل أمس، كما أدت غارة إسرائيلية على بلدة عين الدلب في قضاء صيدا الى مجزرة ذهب ضحيتها 24 شخصاً وأصيب 29 بجروح. وذكر أن الغارة استهدفت مسؤول “حزب الله” في صيدا زيد ضاهر.
مليون؟
وسط هذه التطورات المتدحرجة أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رقماً صادماً لأعداد النازحين الهاربين من مناطقهم ومنازلهم يناهز المليون. وقال عقب ترؤسه اجتماع لجنة الطوارئ الوزارية: “المقدر أن عدد النازحين من الممكن أن يصل إلى مليون شخص، ولا يمكننا أن ننسى الضغط الكبير الذي حصل من الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع خلال ساعات ضمن الإمكانات الموجودة، فإن الدولة تقوم بكل ما يلزم وهي مستنفرة بكل اجهزتها لتأمين هذا الأمر… ولكن العدد كبير جداً ويمكن أن يصل إلى حدود المليون نسمة أي أن هناك مليون شخص لبناني تحركوا من مكان إلى مكان آخر خلال أيام، في أكبر عملية نزوح في المنطقة ولبنان وفي التاريخ حتى”.
أما عن المساعي الديبلوماسية التي يقوم بها، فقال: “لن نتقاعس لحظة عن متابعة الدور الدبلوماسي، ولا خيار لنا سوى الخيار الدبلوماسي. ومنذ بدء الأزمة قلنا بتطبيق القرار الرقم 1701. مهما طالت الحرب فسنعود بالنهاية إلى القرار 1701 فلنوفر الدماء وكل ما يحصل، ولنذهب إلى تطبيق الاتفاق. الجيش حاضر لهذا الموضوع ويجب أن نهيىء له المستلزمات اللازمة ليكون موجودا”.
وقالت اوساط حكومية لـ”النهار” إن ما قصده ميقاتي بالدعوة إلى تطبيق القرار 1701 إنما عنى به البدء بوقف العدوان الإسرائيلي والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، انطلاقاً مما هو على الطاولة اليوم عبر المقترح الأميركي- الفرنسي الصادر عن البيت الأبيض، وذلك كمقدمة للدخول في وضع القرار الدولي حيز التنفيذ وفق ما ورد في مندرجاته. وأشارت إلى أن ميقاتي كان واضحاً عندما قال إن الجيش جاهز لتسلم مسؤولياته، كما جاء في القرار ولكن المطلوب تغطية حاجاته التمويلية التي تؤهله للقيام بدوره، مشيرة إلى أن الجيش موجود أساساً في الجنوب ولكن بقدرات محدودة جداً. وكشفت الأوساط أن ميقاتي كان طرح هذا الموضوع خلال لقاءاته ومشاوراته في نيويورك، لافتة إلى أهمية استكمال البحث في هذا الموضوع لوضع الآلية التطبيقية للقرار الدولي.
اما في المواقف الداخلية من اغتيال السيد نصرالله، فبرز كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إذ قال إن “إغتيال السيّد حسن نصرالله جاء ليفتح جرحًا في قلب اللبنانيّين. إنّ الشهادة المتوالية لقادة مسيحيّين ومسلمين آمنوا بقضايا الحقّ والعدالة ونصرة الضعفاء هي حصن الوحدة بين اللبنانيّين، ووحدة الدم والإنتماء والمصير. إنّها الشهادة التي اختارها مؤمنون من كلّ المكوّنات اللبنانيّة فتساووا معها، وتركوا لنا دعوة الأمانة والوفاء لشهادتهم في سبيل وطن أحبّوه، وإن اختلفت رؤيتهم إلى إدارته والممارسة السياسيّة فيه.
لذلك كانت دعوتهم الراسخة في شهادة الدم التي أدّوها لكي نتساوى جميعًا في مشروع دولة لبنان المنشودة، التي نستبدل فيها أسباب الفشل والسقوط بأسباب النجاح معًا. إنّ دم الشهداء يصرخ إلينا للدفاع عن لبنان بوجه كلّ إعتداء، وإلى انتخاب رئيس للجمهوريّة يعيد للبنان مكانه وسط الدول. إنّ المجتمع الدوليّ مطالب بالعمل الجدّي لإيقاف دورة الحرب والقتل والدمار عندنا، تمهيدًا لإحلال السلام العادل الذي يضمن حقوق كلّ شعوب المنطقة ومكوّناتها”.

الجمهورية: الأفق مقفل ولا عروضات دولية… وبايدن لتجنّب الحرب الشاملة
كتبت صحيفة “الجمهورية”: فيما تعيش البلاد تحت وقع جريمة الاغتيال الإسرائيلية للأمين العام لـ»حزب الله» الشهيد السيد حسن نصرالله، واستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، بدا الأفق السياسي مقفلاً، فلا عروضات او مساعٍ دولية لوقف العدوان، فيما اعلن الرّئيس الأميركي جو بايدن امس «أنّني سأتحدّث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو»، من دون أن يحدّد موعدًا لذلك، مشدّدًا على أنّه «يجب تجنّب حرب شاملة في الشرق الأوسط».
وقالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»، إنّ التطورات العسكرية المتفجّرة جداً، المستمرة على الساحة اللبنانية منذ أسبوعين، ستتكفل في المدى القريب بإنضاج مفاوضات سياسية وفق قواعد جديدة فرضها الأمر الواقع. وعلى الأرجح، سيكون للبنان الرسمي دور أساسي ومباشر فيها.
وكان الرئيس نجيب ميقاتي قد شدّد أمس على أهمية اعتماد الخيار الديبلوماسي للخروج من المأزق الحالي. وقال بعد اجتماع لجنة الطوارئ الوزارية: «لا خيار لدينا سوى الديبلوماسية، ومهما طالت الحرب سنعود إلى الـ1701، ولذلك فلنوفّر الدماء ولنذهب إلى الاتفاق، والجيش اللبناني حاضر لهذا الأمر»، معتبراً أنّ «الوضع اليوم صعب ويجب أن نكون يداً واحدة لتمرير هذه المرحلة و»انشالله الله ينقذ هالبلد وتمرق هالمرحلة على خير». تابع ميقاتي: «لبنان لا يزال يؤمن بالشرعية الدولية والأمم المتحدة، في وقت غيرنا لا يؤمن إلّا بشريعة الغاب والقوّة».
حركة فرنسية
في غضون ذلك، بدأ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو زيارة للبنان. إذ على رغم من الحديث عن إلغاء زيارته بسبب الأخطار التي تتهدّد مطار بيروت ومحيطه، حطّت طائرته فيه مساء أمس، في وقت استغرب مصدر ديبلوماسي فرنسي عدم هبوط طائرات وزراء خارجية عربية أسوة ببارو.
وقال المصدر الفرنسي لـ«الجمهورية»، إنّ زيارة بارو تأتي استكمالاً للمساعي التي بدأها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس حكومته والديبلوماسية الفرنسية في نيويورك، لإيجاد حل شامل للملف اللبناني الذي يتدهور بسرعة. وأضاف: «انّ زيارة بارو هدفها البحث عن حل اقليمي وشامل، وهي تختلف عن مهمّة الموفد الرئاسي جان ايف لودريان التي تنحصر بالملف الرئاسي فقط». كذلك اكّد انّ بارو سيبحث
في ملف تثبيت الحدود وتنفيذ القرار الدولي 1701، إلى جانب البحث في الوضع الأمني وفي الحل الشامل في ظل الأوضاع الراهنة المأزومة.
وذكر المصدر، انّ بارو «يحمل نصائح وليس رسائل، وليس هناك من مبادرات جديدة يحملها بل وجهة نظر ونصائح، من ضمنها ترسيم الحدود وضرورة انتخاب رئيس جمهورية. وهو لا يحمل أسماء معينة بل ينصح بالأسماء التي يتوافق عليها اللبنانيون، إنما من الضروري أن يكون انتخاب رئيس للجمهورية من ضمن الحل الشامل الذي سيبحث فيه خلال لقاءاته مع المسؤولين الكبار». وكرّر انّ وزير الخارجية «يحمل نصائح وليس رسائل او حلول»…
وكشف المصدر الديبلوماسي، أنّ موظفي وزارة الخارجية الفرنسية الكبار يرافقون بارو في زيارته ومن بينهم السفيرة الفرنسية السابقة في لبنان آن غريو،على أن يستهل جولته صباح اليوم بلقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ثم يلتقي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فرئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون. على أن يختم الزيارة بمؤتمر صحافي عند الخامسة مساء في قصر الصنوبر.
الموقف الأميركي
واعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أنّ «وزير الخارجية انتوني بلينكن ناقش في اتصال مع وزير الخارجية الفرنسي أهمية جهود تجنّب تصعيد النزاع في لبنان»، لافتة إلى أنّهما «ناقشا دفع العملية السياسية في لبنان لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701».
ولفتت إلى أنّهما «بحثا في جهود حل النزاع في غزة عبر اتفاق لوقف إطلاق النار يعيد الرهائن».
وإلى ذلك، قال مسؤول الاتصالات في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن «لا شك في أنّ «حزب الله» اليوم ليس الحزب نفسه الذي كنا نعرفه قبل أسبوع واحد فقط»، لافتاًّ إلى أنّه «تمّ تقريباً القضاء على هيكل قيادة «حزب الله»، ودمّرت إسرائيل آلاف الصواريخ والمسيّرات في الأيام الماضية». ولفت الى انّ «ليس من الواضح كيف سيتصرف «حزب الله» لتحديد شكل هيكل قيادته. ولكن نتوقع أن يتمّ تعيين بديل لنصرالله»، مؤكّداً «أننا لا نملك حالياً صورة واضحة عن حجم قدرات «حزب الله»، ولكن لا يمكن الاستهانة به».
الموقف الإسرائيلي
وفي غضون، ذلك اشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الى أنّ «اسرائيل ضربت الحوثيين، والجميع يرى الأهداف والثمن الذي يتكبّده كل من يهاجم إسرائيل».
واشار في مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير جدعون ساعر، الى أنّ «تغيير موازين القوى يجلب تحالفات جديدة لإسرائيل لأنّها تنتصر.. وحدة الصف ضرورية للقضاء على حماس»، لافتاً الى أنّ «عودة جدعون ساعر إلى الحكومة خطوة لتوحيد صفوفنا.. سيساهم ساعر في إدارة الحرب.. نحن نعيش حرباً في 7 جبهات .. حطّمنا «حماس» في غزة وضربنا «حزب الله» والحوثيين». واضاف، «كما هو مكتوب في التوراة سألاحق أعدائي وسأقضي عليهم».
بدوره، قال ساعر: «نخوض حرباً شرسة.. أيام صعبة تنتظرنا.. المخاطر لم تنته بعد».
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، قوله: «إننا نبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز الفاضح مع لبنان».
وأشار كوهين، إلى أنّ «توقيع اتفاق الغاز مع لبنان كان خطأ منذ البداية وسوف نحرص على تصحيحه».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع، قوله إنّ «حزب الله بدأ يخطّط لقصف تل أبيب»، في وقت يستمر فيه العدوان الجوي الإسرائيلي على لبنان بعد اغتيال السيد نصرالله.
وذكر المسؤول العسكري أنّ رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين «بدأ يسيطر على «حزب الله» وهو أكثر تشدّداً من نصرالله».
ونقلت شبكة «أي بي سي» (ABC) عن مسؤولين أميركيين، قولهم إنّ «إسرائيل بدأت أو على وشك أن تبدأ تحركات حدودية ضيّقة النطاق داخل لبنان».
ونسبت صحيفة «معاريف» الى مصادر إسرائيلية مطلعة، قولها إنّ «قرار العملية البرية في لبنان لم يُتخذ بعد ولكن الجيش مستعد لذلك». وذكرت أنّ «العملية البرية في لبنان ستكون محدودة في حال المصادقة عليها».
تشييع نصرالله
وفيما لم يعلن «حزب الله» اي مراسم محدّدة لتشييع السيد نصرالله في ظل حديث عن تحضير لـ«تشييع تارخي» سيُقام له، كشف مصدران لـ«رويترز» أنّه تمّ انتشال جثمانه من الموقع الذي استهدفه العدوّ الإسرائيليّ فيه الجمعة الماضية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأضاف المصدر أنّ «جثة نصرالله لا تظهر عليها آثار جروح، ويبدو أنّ سبب الوفاة هو شدّة الانفجار».
واشار رئيس لجنة الشؤون الجوية الفرعية التابعة للجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي مارك كيلي امس، إلى أنّ القنبلة التي استخدمتها إسرائيل لقتل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «كانت قنبلة موجّهة أميركية الصنع».
وقال كيلي في مقابلة مع شبكة «إن. بي. سي»، إنّ إسرائيل استخدمت القنبلة «مارك 84» زنة 2000 رطل (900 كيلوغرام). وهذا هو أول تصريح أميركي عن نوع السلاح المستخدم في الهجوم.
وأضاف كيلي: «نرصد تزايد استخدام الذخائر الموجّهة.. ذخائر الهجوم المباشر المشترك.. ونواصل توفير هذه الأسلحة.. تلك القنبلة التي تزن 2000 رطل والتي استُخدمت لتصفية نصرالله هي قنبلة من طراز مارك 84».
وفيما لم تعلّق وزارة الدفاع الأميركية حتى الآن على تصريحات كيلي، قال مسؤول أميركي إن قيادة «حزب الله» وسيطرته في حالة من الفوضى الشاملة بعد مقتل الأمين العام للحزب حسن نصرالله. وأضاف المسؤول لشبكة «أيه بي سي» الإخبارية الأميركية، أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أنّهما قضتا على نحو 30 من قادة «حزب الله» خلال الأسابيع القليلة الماضية ما أدّى إلى إضعافه.
«حزب الله»
في المقابل، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن عز الدين، لدى تفقّده أماكن عدة في صور تعرّضت للاعتداءات الإسرائيلية «بعد شهادة الأمين العام السيد حسن نصرالله سيزداد كل فرد في لبنان قوة وإيماناً وإرادة وحافزية على البقاء والصمود وإكمال نهج سماحته الذي كان يؤمن دائماً بأنّ قتل القادة واغتيالهم لن يكسرنا ولن يهزمنا ولن نسمح لهذا العدو أن يقضي على إنجازات المقاومة». واضاف: «سنحفظ هذه الأمانة بكل إيمان ويقين وثقة، وسنكمل هذا الطريق طريق سماحة السيد بقوة وإرادة وعزم لنُفشل كل أهداف هذا العدو الذي يريد من وراء كل ذلك أن يعيد المستوطنين الى شمال فلسطين»، معتبراً أنّ «هذا لن يكون على الإطلاق، وأنّ المعادلة التي يريدها من كل ما يفعل هي التهجير مقابل التهجير والنزوح مقابل النزوح». وأكّد انّ «العدو الإسرائيلي هو محتل ومغتصب، ولم يبقِ حرمة لإنسان ولم يحترم لا قواعد دولية ولا أعراف ولا قوانين، والميدان بيننا وبينه»، معتبراً أنّ «المقاومة ستنتصر في نهاية المطاف لأنّ الانتصار إنما يكون بتحقيق الأهداف، وأنّ العدو طالما لم يحقق أهدافه فهو مهزوم، وسنحقق أهدافنا لأننا نملك قضية حق وعدل في مقابل هذا الباطل».
البابا
في المواقف، دعا البابا فرنسيس، في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان وغزة وفلسطين وإسرائيل. وقال: «ما زلت أتابع بألم وقلق بالغ اتساع واحتدام النزاع في لبنان. لبنان هو رسالة، ولكنه في الوقت الحالي رسالة معذبة، وهذه الحرب لها آثار مدمّرة على السكان، فكثير من الأشخاص ما زالوا يموتون يوماً بعد يوم في الشرق الأوسط. لنصلِّ من أجل الضحايا، ومن أجل عائلاتهم، ولنصلِّ من أجل السلام». وختم: «أدعو جميع الأطراف إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان وغزة وفلسطين وإسرائيل، ولكي يتمّ إطلاق سراح الرهائن والسماح بوصول المساعدات الإنسانية. ولا ننسينَّ أيضًا أوكرانيا المعذبة».
اغتيالٌ فَتَحَ جرحاً
ورأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، انّ «اغتيال السيّد حسن نصرالله جاء ليفتح جرحًا في قلوب اللبنانيّين». وقال: «إنّّ الشهادة المتوالية لقادة مسيحيّين ومسلمين آمنوا بقضايا الحقّ والعدالة ونصرة الضعفاء هي حصن الوحدة بين اللبنانيّين، ووحدة الدم والإنتماء والمصير. إنّها الشهادة التي اختارها مؤمنون من كلّ المكوّنات اللبنانيّة فتساووا معها، وتركوا لنا دعوة الأمانة والوفاء لشهادتهم في سبيل وطن أحبّوه، وإن اختلفت رؤيتهم إلى إدارته والممارسة السياسيّة فيه. لذلك كانت دعوتهم الراسخة في شهادة الدم التي أدّوها لكي نتساوى جميعًا في مشروع دولة لبنان المنشودة، التي نستبدل فيها أسباب الفشل والسقوط بأسباب النجاح معًا. إنّ دم الشهداء يصرخ إلينا للدفاع عن لبنان بوجه كلّ إعتداء، وإلى انتخاب رئيس للجمهوريّة يعيد للبنان مكانه وسط الدول. إنّ المجتمع الدوليّ مطالب بالعمل الجدّي لإيقاف دورة الحرب والقتل والدمار عندنا، تمهيدًا لإحلال السلام العادل الذي يضمن حقوق كلّ شعوب المنطقة ومكوّناتها. لقد آن الأوان ليدرك جميع اللبنانيّين أن ليس لهم من معين ومساند سوى أنفسهم متضامنين متّحدين في ما بينهم، ملتزمين إدارة شؤون البيت اللبنانيّ بروح الميثاق الوطنيّ في دولة القانون والمؤسّسات». واضاف: «إنّنا فيما نبدي مشاعر التعزية الشخصيّة لعائلة ولبيئة السيّد حسن نصرالله، نسأل الله لها الصبر والعزاء».
ترتيبات لحفظ الأمن
من جهة ثانية، علمت «الجمهورية» أنّ ورشة من الاتصالات السياسية أُجريت على اكثر من صعيد حكومي وسياسي، انتهت إلى الطلب من قيادة الجيش اتخاذ سلسلة من التدابير الامنية الاستثنائية في بعض المناطق الحساسة، لمنع اي ردات فعل غير محسوبة النتائج. وهو ما اعلنت عنه قيادة الجيش في بيان ربطت فيه تدابيرها بـ«إمعان العـدو الإسرائيلي في اعتداءاته الإجرامية التي أسفرت عن استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وأكثر من ألف شـهيد، فضلًا عن آلاف الجرحى خلال الأيام الماضية». وأهابت «قيادة الجيش بالمواطنين الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم الانجرار وراء أفعال قد تمسّ بالسلم الأهلي في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة من تاريخ وطننا، حيث يعمل العـدو الإسرائيلي على تنفيذ مخططاته التخريبية وبث الانقسام بين اللبنانيين».
وختم البيان «انّ قيادة الجيش تستمر في اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة والقيام بواجبها الوطني للحفاظ على السلم الأهلي، وتدعو المواطنين للتجاوب مع هذه التدابير، والعمل بمقتضى الوحدة الوطنية التي تبقى الضمانة الوحيدة للبنان».

الأخبار: شهيدنا حسيننا أما كربلاء فلن تكون مرتين
كتبت صحيفة “الأخبار”: هي ليست كربلاء جديدة. ليس هذا ما خطّط وعمل له القائد الشهيد ورفاقه منذ أربعين عاما وأكثر. ما تركه لنا، زرع كبير، فيه تمسك بالمقاومة من دون اي تردد. ومن يعبّر عن الزهو، سراً او علناً، بما يفعله العدو في لبنان، هو نفسه من كان صامتاً وداعماً للجريمة المفتوحة في غزة. كل هؤلاء يريدون أن يقنعوا الناس بأن المقاومة سقطت، وان قضيتها خاسرة، وما على الجمع الا ان ينفضّ خانعاً مستسلماً.لم يكن السيد حسن نصر الله يتخيل نفسه على صورة الحسين عندما سقط شهيداً. وهو ليس في وضعية الحسين عندما خذله العالم. بل هو على صورة الحسين الذي نهض وقاتل دفاعاً عن حق يعرف ان كلفة تحصيله عالية جداً. واذا كانت قصة الحسين، مستمرة في حكايات الثائرين في كل الارض منذ نحو 14 قرناً، فان على الذين شاركوا ونفّذوا وفرحوا بقتل حسيننا ان يضعوا في عقولهم بأن السيد حسن صار رمزاً ابدياً لكل ثائر في وجه الظلم، وبأنه استشهد دفاعاً عن القدس وفلسطين، وانه رغم كل الحقد والتشويه والضغينة والخذلان والجهل، بقي حتى آخر لحظة من حياته يفكر في ان قتال اميركا واسرائيل واجب قيمي على كل من يريد ان يعيش حراً.
اليوم، يلف الحزن والغضب كل أنصار المقاومة. وقد اشهر استشهاد السيد حسن غضب كثيرين كانوا ضحية القمع طوال عقود. وهو غضب لا تنفع معه الشعارات الرنانة، كما لا تنفع معه حملات التهويل. وكل ما يفيد في هذه اللحظة هو اليقظة بمعناها الثوري، عند كل من لا يحتاج الى دليل على اسم المجرم وعنوانه.
اليوم، ثمة مهمة مركزية تواجهنا، نحن أهل المقاومة وأولادها وبناتها وأجيالها المتعاقبة، وهي مهمة حماية المقاومة، وحفظها من كل سوء، والاستعداد لتحمل الأثمان الاكبر دفاعاً عن فكرتها وقيمتها التاريخية. وليس من عاقل على وجه هذه البسيطة من يمكن مناقشته في ما يسمى التسوية والتوافق والواقعية على طريقة الغرب المجرم.
هي أيام قاسية نعيشها، وسيلمس القوم بأن ما ينتظر العدو في القابل من الايام، وليس في زمان آخر، هو عكس كل ما يريده من نتائج بفعل وحشيته القائمة على اسطورة تجعل مجنوناً مثل بنيامين نتنياهو رمزاً لها.
هي ايام قاسية، لكن الفعل في الميدان، لم يُكسر كما يعتقد ويروّج له العدو، ومعه جيش من الضعفاء الذين نراهم على هيئة صنّاع رأي عام، او سياسييين او أكاديميين او مثقفين لا معنى لوجودهم في ظل صمتهم الذي تحول الآن الى شراكة كاملة في الجريمة.
لم يعد الحياد نأياً بالنفس عن النار الكبيرة. ولم تعد التسوية فرصة لالتقاط الانفاس، ولم يعد الاذعان حيلة تنفع اولئك المتلحّفين برداء الخسّة والضعف… وما على القوم الا انتظار نهاية الجولة، وليس نهاية الحرب!

الديار: «تل أبيب» تهدّد بالاجتياح البري… وتلوّح بنسف اتفاقيّة الغاز مع لبنان
محور المقاومة يدرس خياراته… ويعمل على استعادة زمام المبادرة
قاووق وكركي ودحروج شهداء
كتبت صحيفة “الديار”: من دون اي رادع، سواء أكان انسانيا أم عربيا ام دوليا، يواصل العدو الاسرائيلي حرب الابادة والتوسع الممتدة من غزة الى الضفة الغربية فلبنان واليمن، مستفيدا من الدعم الاميركي المطلق، في اطار مخطط واضح لتغيير وجه المنطقة.
ولم يعد خافيا ان العدو يحاول الاستفادة قدر الامكان من المهلة الزمنية التي تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، بحيث يتعاطى معها على انها فترة سماح لارتكاب المجازر ايا كان حجمها، تحت عنوان «الدفاع عن النفس» بوجه حزب الله وحماس.
تكثيف عمليات الاغتيال
وتركز «تل أبيب» خلال هذه الفترة على الضربات الجوية الجنونية جنوبا وبقاعا ، بالتزامن مع تكثيف عمليات الاغتيال التي استهدفت في الساعات الماضية عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، والقيادي في «الجماعة الإسلامية» محمد دحروج. كما نعت المقاومة أمس القائد الجهادي الكبير الحاج علي كركي (أبو الفضل) الذي استشهد بالغارات التي ارتقى فيها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي.
واشار بيان النعي الى ان الحاج أبو الفضل «تولى قيادة مجاهدي المقاومة الإسلامية في الجنوب منذ الاجتياح الصهيوني عام 1982، وقاد وشارك في جميع المواجهات البطولية مع العدو الصهيوني، وصولاً إلى دوره التاريخي في تحرير عام 2000، والنصر الإلهي في تموز 2006، وكان مسؤولاً بشكل مباشر وميداني عن قيادة جبهة الجنوب بكل محاورها ووحداتها في جبهة الاسناد منذ الثامن من تشرين الأول عام 2023 حتى شهادته المباركة».
كما زعم المتحدث باسم الجيش العدو الاسرائيلي افيخاي ادرعي، أن «في استهداف المقر الرئيسي لحزب الله، تم القضاء على 20 قياديا آخر إلى جانب الامين العام للحزب».
اجتياح بري؟
في هذا الوقت، اتجهت الانظار الى الحدود الشمالية لـ «اسرائيل»، حيث تواصل حشد قواتها بما يبدو انه استعداد لعملية اجتياح بري. وقال وزير الحرب «الإسرائيلي» السابق بيني غانتس أمس أن «بلاده قد تضطر إلى القيام بعملية اجتياح بري للبنان، في حال عدم التوصل إلى اتفاق قوي وموثوق به يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة».
يأتي ذلك بالتوازي مع تصريحات خطرة لوزير الطاقة «الإسرئيلي» إيلي كوهين، الذي قال صراحة «إننا نبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز الفاضح مع لبنان». وأشار إلى أن «توقيع اتفاق الغاز مع لبنان كان خطأ منذ البداية، وسوف نحرص على تصحيحه».
وقال مصدر لبناني واسع الاطلاع أن «اسرائيل تتصرف وتطلق المواقف «العنترية»، لاعتبارها ان لا رادع امام تحقيق اهدافها، وفي الوقت الذي تجمع دول العالم، اقله علنا، على وجوب وقف اطلاق النار والبدء بمسار الحل الديبلوماسي»، لافتا في حديث لـ «الديار» الى ان «تل ابيب وكعادتها تضرب كل التفاهمات الدولية عرض الحائط، ما دامت لا تحقق مصالحها العليا، لذلك نستبعد ان نكون اقتربنا من نهاية النفق الذي دخلناه». واضاف المصدر:»من غير المستبعد على الاطلاق ان يواصل العدو حفلة جنونه فيقوم باجتياح لبنان.. لكنه عندئذ سيكون وقع حقيقة في المصيدة، ومعها وعندئذ تكون المقاومة استعادت زمام المبادرة».
عمليات المقاومة
ورغم حجم الصدمة والكارثة التي ألمت بالمقاومة مع اغتيال امين عام الحزب السيد حسن نصرالله، واصلت المقاومة عملياتها وتصديها للعدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة، وعلى لبنان. واعلنت امس الاحد ان مجاهديها قصفوا معسكر «أوفيك» ‏بصلية من صواريخ فادي 1، اضافة الى تحركات لجنود العدو في مستعمرة «المنارة». كما ان مستعمرتي «ساعر» و «روش بينا» كانتا ايضاً ضمن أهداف المقاومة.
وقالت مطلعة على جو حزب الله ان «محور المقاومة يدرس خياراته بعد الصدمة الكبيرة التي تلقاها باغتيال نصرالله، ويعمل على استعادة زمام المبادرة»، مشددة على ان «حساب «اسرائيل» مقبل لا محال، وسيكون عسيرا جدا».
تحرك فرنسي
وتتواصل المساعي الديبلوماسية بمواجهة حفلة الجنون «الاسرائيلية»، اذ وصل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو مساء الأحد إلى لبنان، وهو يعتزم بحسب وكالة الصحافة الفرنسية «التباحث مع السلطات المحلية وتقديم الدعم الفرنسي، وبخاصة الإنساني». وكانت باريس دعت يوم السبت إلى «وقف فوري للضربات «الإسرائيلية» في لبنان»، مشيرة إلى أنها «تعارض أي عملية برية» في البلاد.
وبحسب معلومات «الديار»، فان «باريس تدرك ان مساعيها السياسية قد لا تثمر وقفا قريبا لإطلاق النار، الا انها تعتبر ان الضغوط الدولية على نتنياهو لا بد منها، والا يتمادى اكثر بعد بجنونه… لذلك يأتي تحرك بارو الذي يسعى بشكل اساسي ايضا للاطلاع على حاجات لبنان الانسانية لمد يد المساعدة الفرنسية».
مليون نازح!
وبعد اجتماع لـ «لجنة الطوارئ الحكومية» أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ان لا خيار سوى الخيار الديبلوماسي للحل، كاشفا أن عدد النازحين في لبنان جراء القصف «الإسرائيلي» قد يصل إلى مليون شخص.
وفيما وصف عملية نزوح اللبنانيين الأخيرة جراء القصف «الإسرائيلي» على لبنان بأنها قد تكون «الأكبر في لبنان أو بالتاريخ»، أشار إلى أن «الدولة تقوم بواجباتها ضمن إمكاناتها»، مؤكداً أنه سيتم عقد «اجتماع مع الهيئات المانحة، وسنطلب من الدول المانحة مساعدتنا في هذه الظروف الصعبة». وطالب ميقاتي «بوقف إطلاق النار على كل الجبهات»، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار على كل الجبهات وحتى في غزة. وقال ردا على سؤال: «نحن دوما نقول بوقف إطلاق النار على كل الجبهات، فمنذ ثمانية أشهر كنا نقول ان وقف إطلاق النار في غرة يوقف إطلاق النار في لبنان تلقائيا، ويعود السكان إلى شمال «اسرائيل» وتعود الأمور كما هي، ونأخذ الوقت لتطبيق القرار 1701 كاملا».
بدورها، أعلنت «وحدة إدارة مخاطر الكوارث» في تقرير صدر ظهر الاحد انه «خلال 24 ساعة، سُجّل نحو 216 غارة جويّة وقصف على مناطق مختلفة من لبنان. وأشارت إلى أنّه منذ بدء الأحداث في 8 تشرين الأوّل 2023، سقط 1640 شهيدًا و8408 جرحى.
وأفادت الوحدة بأنّ «عدد مراكز الإيواء في المرافق العامّة ارتفع إلى 777 مركزا» لافتة الى ان «وزارة التربية والتعليم العالي قامت بإضافة نحو 120 مدرسة جديدة لاستقبال النّازحين»، مبيّنةً أنّ «عدد النّازحين المسجّلين في مراكز الإيواء المعتمَدة من قبل غرفة العمليّات الوطنيّة، وصل حتّى هذه السّاعة إلى 116100 نازح».
كذلك سجّل الامن العام اللبناني من تاريخ 23 لغاية 29 أيلول 2024 عبور 36188 مواطنا سوريا، و41307 مواطنين لبنانيّين إلى الأراضي السّوريّة.

اللواء: حسن نصراللّه شهيداً: انقلاب في المعادلات والاستراتيجيات
نتنياهو يقرِّر مواصلة الهجوم.. والمقاومة توسِّع إطلاق الصواريخ و 100 شهيد وجريح في يوم واحد
كتبت صحيفة “اللواء”: قضى الأمين العام لحزب لله السيد حسن نصر لله (64 عاماً) شهيداً، مختماً عمراً مديداً من المقاومة في جبهات متعددة من الجنوب الى سوريا وآخرها حرب مساندة غزة والمقاومة الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها «حماس» ومعها فصائل فلسطينية في 7 ت1 (2023).
وقضى معه نخبة من القيادات والكوادر العسكرية ذات الخبرات الطويلة على جبهات القتال مع مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني.
ليختم المشهد بالاعلان عن استشهاد الشيخ نبيل قاووق القيادي المعروف في حزب لله، لا سيما خلال حرب 2006.
لم يكن الموقف سهلاً على البيئات اللبنانية، وبيئات المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين، فانطلقت مسيرات شعبية غاضبة في بعض شوارع بيروت، استنكاراً للغارة الإجرامية.
وأعلن لبنان الحداد بدءاً من اليوم حتى الاربعاء، على ان يكون يوم تشييع السيد نصر لله يوم تعطيل كامل في المؤسسات العامة والخاصة.
وفي حين نفى حزب لله ان يكون تشييع السيد نصر لله اليوم، استمرت المقاومة في استهداف مستوطنات الاحتلال الاسرائيلي المحاذية للشريط الفاصل بين الجنوب واسرائيل وصولا الى عكا وصفد ويافا. ولم يغادر طيران العدو اجواء لبنان من الجنوب الى بيروت والضاحية الجنوبية والجبل والبقاع امتداداً الى الشمال.
وتميزت نهاية الاسبوع، بدءًا من السبت الى يوم امس بغارات لم توفر منطقة، وفي الوقت نفسه حصدت عشرات الشهداء عبر مجازر متنقلة من الجنوب و صيدا إلى البقاع، فضلا عن الضاحية الجنوبية.
مجزرة في عين الدلب
وأحدثت الغارة الاسرائيلية على منطقة عين الدلب في صيدا، مجزرة ضخمة، اذ ارتفع عدد من الشهداء الى 32 والجرحى الى 53.
كما ادت الغارات الاسرائيلية الى سقوط 21 شهيدا و46 جريحاً، في الهرمل ومنطقتها، الغارات على البقاع الغربي الى سقوط 4 شهداء و4 جرحى، و عدد الشهداء ارتفع الى 47 شهيداً و63 جريحاً.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن مرحلة ما بعد اغتيال السيد نصر لله لم تتكشَّف ملامحها بعد وكل ذلك في انتظار انتهاء المشهد الذي رافق هذا الاغتيال. ولفتت إلى أن ما من أحد في وارد الدخول منذ الآن في البحث في هذه المرحلة قبل انتهاء مراسم الوداع مع العلم أن تحليلات بدأت تصدر حول أهمية عدم سعي حزب لله إلى أية مواجهة ولاسيما الشاملة.
ولا يبدو حسب مواقف قيادة حزب لله بعد اغتيال السيد نصر لله ان هناك تغييرات مبدئية في توجهات الحزب، ولكن قد تفرض الوقائع السياسية والعسكرية الجديدة التعاطي مع الطروحات السياسية الجديدة تغييراً في تكتيك التعاطي معها وقد لا تشهد اي متغيرات، وذلك حسب ما سيطرحه الوسطاء العرب والدوليون وما يقبله او لا يقبله الكيان الاسرائيلي او الجانب الفلسطيني وبالتالي حزب لله.
لذلك تبدو المرحلة المقبلة ضبابية سياسياً ومعقدة وليست سهلة عسكرياً وتخضع للكثير من الاعتبارات لا سيما في الميدان، فستحاول اسرائيل كما قال نتنياهو «التفاوض تحت النار» وتصعيد الاعتداءات او مواصلتها ولو بوتيرة اقل، بهدف دفع الحزب الى تقديم تنازلات في الجنوب، اولاً على صعيد وقف حرب إسناد غزة، وثانياً على صعيد الترتيبات التي يمكن ان تتخذ في الحدود الجنوبية.
وفي كل الاحوال ما قبل استشهاد السيد حسن نصر لله سيكون غير ما بعده، لجهة تعاطي الحزب مع المستجدات حسب الوقائع اليومية وحسب الطروحات والتوجهات السياسية. وثمة من يربط تعيين القيادة الجديدة والتوجه الجديد للحزب، بما «تنصح» به ايران وبما يواكب المرحلة الاقليمية المقبلة وما يتخللها من مفاوضات حول وضع المنطقة ككل عدا الملف النووي، إنطلاقاً مما نُقل عن الحرس الثوري «بأن الاولوية هي الآن لتشكيل هيكل قيادي لحزب لله، وانشاء شبكة اتصالات آمنة». وما نقل عن رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان «بأن طهران لا يجب أن تنجرّ إلى حرب أوسع نطاقا في المنطقة»!
ويبقى المهم حسب الخبراء،ان يحمي حزب لله باقي اعضاء القيادتين السياسية والعسكرية بكشف الخرق الامني الخطير الذي تسبب بهذا العدد من الاغتيالات، وأن يغيّر من اساليب تنقل قياداته وامكنة اجتماعاتهم ويُغيّر غرف عملياته وربما يُغيّر بعض المسؤولين القدامى بمسؤولين جدد عقيدتهم ثابتة وتدريبهم حديث. ولعل أنفاق «عماد4» ومثيلاتها خير مكان لقيادة عمليات المقاومة ولقاءات قياداتها.
وبرغم حجم الضربة الصاعقة واغتيال مجموعة كبيرة من قادة حزب لله السياسيين والعسكريين والامنيين، فإن المرتقب من هذا التنظيم الحزبي ذي الهيكلية المنظمة تنظيما متيناً تجديد نفسه خلال فترة قريبة ولو تحت النار.
ودعت ايران الى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن غداة استشهاد السيد نصر لله.
وزير خارجية فرنسا بتكليف أميركي- بريطاني
دبلوماسياً، اعلن وزير الخارجية البريطاني اللامي، عشية وصول نظيره الفرنسي جان نويل بارو، الى بيروت، عن جهود مشتركة للتوصل الى وقف لاطلاق النار، وتعزيز الدعم الانساني للنازحين.
كما ناقش وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن مع نظيره الفرنسي دفع العملية السياسية في لبنان لتنفيذ قرار مجلس الامن 1701.
وذكرت هيئة البث الاسرائيلية ان ضغوطا كثيفة لمنع التحرك البري وتحذيرات من عواقبه..
وكان وزير الخارجية الفرنسي، وصل الى مطار رفيق الحريري مساء امس، واستقبله وزير الصحة فراس الابيض والسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو وتسلم الابيض مساعدة فرنسية طبية لدعم مستشفيات لبنان ومعالجة الجرحى.
ويلتقي بارو تباعا بدءًا من اليوم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ثم الرئيس نجيب ميقاتي، وبعدها قائد الجيش جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وكان البيت الابيض اعلن ان حزب لله ليس الحزب نفسه الذي كنا نعرفه قبل اسبوع.
واعتبرت أن زيارة وزير خارجية فرنسا إلى بيروت تشكل انطلاقة الجهد الديبلوماسي من أجل العمل على حل ما مع العلم أن الرئيس ميقاتي تحدث عن تنفيذ القرار ١٧٠١، ملاحظة أن مسألة النزوح جراء العدوان الإسرائيلي ضد لبنان بدأت ترخي بثقلها مع مواصلة العمل على مواكبتها من قبل المعنيين.
وحسب معلومات «اللواء» سيكتفي بارو بلقاء القيادات الرسمية ولن يلتقي اي جهة سياسية، وسيعقد مؤتمراً صحافياً في قصر الصنوبر عصراً قبل مغارة بيروت يتحدث فيه عن اهداف الزيارة ونتائجها، وهي زيارة تضامن ودعم للبنان بعد العدوان الاسرائيلي الواسع على مناطق واسعة في لبنان.
وعلمت «اللواء» من مصادر موثوقة مطلعة على الزيارة، ان بارو لا يحمل اي مقترحات جديدة حول التهدئة في جبهة الجنوب ولبنان، التي كان يسعى اليها المجتمع الدولي في مجلس الامن، بعدما افشلها رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو وراوغ الجميع بالكلام عن انه مستعد للتفاوض، لكنه اقدم وبالتنسيق مع الاميركيين على توسيع نطاق الهجمات العنيفة على لبنان وصولا الى اغتيال السيد نصر لله، ما اوقف المبادرة الدولية والعربية وقطع اي مجال للتفاوض وبات من الصعب بعد النتائج الدموية للعدوان الاسرائيلي حصول اي تفاوض جديد.
واشارت المصادر الى ان نتنياهو والاميركيين اشاعوا اجواء تفاؤل بإمكانية حصول تقدم لكن النتيجة كانت ان التنسيق كان قائما بين نتياهو و«الدولة العميقة» في اميركا لتصعيد الصراع، وهو الامر الذي اساء الى مصداقية فرنسا والدول الاخرى التي ساندت المبادرة ومنها مصر والسعودية والامارات وقطر، وادى الى استياء فرنسي كبير مما جرى.
الموقف في اسرائيل
وخارج غبطة نتنياهو الذي اعلن ان اسرائيل تعمل بمنهجية على اغتيال قادة حزب لله وتنتظرنا ايام مليئة بالتحديات،قال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هاليفي ان حزب لله فقد رأسه وعلينا ان نستمر في ضربه بقوة، واعلن عن ضم جدعون ساعر الى الحكومة الاسرائيلية وهو الذي كان مطروحا ليحل مكان وزير الدفاع الحالي.
وذكرت هيئة البث الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي يستعد بشكل جدي لعملية برية في لبنان، لكن القرار لم يتخذ بعد بشأنها.
ولم يقف الامر عند هذا الحد،بل لمح الاحتلال الى اتجاه لالغاء اتفاقية الطاقة، وذكرت وسائل اعلام عبرية بأن بنيامين نتنياهو امر بالغاء الاتفاقية فيما اعتبر وزير الطاقة الاسرائيلي انها كانت خطأ يجب تصحيحه.
النعي والشهداء
بعدما اكد حزب لله يوم السبت في بيان رسمي استشهاد امينه العام السيد حسن نصر لله، نعى امس ايضاً رسمياً كلاً من نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ نبيل قاووق والقيادي في «الحزب» علي كركي. فيما نعى الحرس الثوري المسؤول عن ملف لبنان في فيلق القدس العميد عباس نيلفروشان الذي استشهد مع نصر لله ونحو 10آخرين، ذكر الناطق باسم جيش الاحتلال «ان بينهم مدير مكتب نصر لله «الحاج جواد»، وعلي كركي قائد جبهة الجنوب، وإبراهيم حسين جزيني قائد وحدة تأمين نصرلله. سمير توفيق ديب مستشار نصر لله، عبد الأمير محمد سبليني مسؤول بناء القوة في حزب لله، علي نايف أيوب مسؤول إدارة النيران في حزب لله».
وبرغم الضربة الكبيرة والخطيرة التي تلقاها الحزب وكشفت عن خروقات وثغرات امنية كبيرة ادت الى هذه الاستهدافات لقياديين كبار في الحزب، فقد واصل الحزب يومي السبت وامس الاحد عملياته الكثيفة في عمق الكيان الاسرائيلي من محيط تل ابيب الى حيفا وصفد وطبريا والعفولة وصولا الى الجولان ومستعمرات ومواقع عسكرية كثيرة للعدو في الجليل.
وفيما اعلن الحداد الرسمي على الشهيد سماحة السيد حسن نصر لله، نعى الرئيس نبيه بري السيد نصرلله بقوله: كل الكلمات التي يمكن ان تقال في وداعك اصغر من هامتك التي لم تنحنِ الا لله عز وجل.
واكد حزب لله في نعيه ان قيادة حزب لله تعاهد الشهيد «الأسمى والاقدس والاغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء ان نواصل جهادها في مواجهة العدو واسنادا لغزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف».
النزوح وحافة الانهيار
وترأس الرئيس ميقاتي اجتماعاً للجنة الطوارئ الحكومية لمتابعة شؤون النازحين من الجنوب متوقعاً ان يزيد عددهم الى مليون شخص.
واعلن برنامج الاغذية العالمي ان اطلق «عملية طارئة لتقديم المساعدات الغذائية لمليون شخص متضرر من الصراع في لبنان».
واعرب البرنامج عن محاولة من وصول الى لبنان الى حافة الانهيار، ولا يمكنه تحمل حرب اخرى.
مشيرا الى انه في ظل الازمة التي تعصف بلبنان منذ العام 2019، يخشى اللبنانيون من عدم قدرة الحكومة على تأمين الحد الادنى من متطلبات الصمود لمواجهة الحرب.
وحذرت قيادة الجيش اللبناني من ان العدو الاسرائيلي يعمل على بث الانقسام بين اللبنانيين واهابت بالمواطنين الى الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم الانجرار وراء افعال قد تمس بالسلم الاهلي.
الوضع الميداني
ميدانياً، شنت اسرائيل ما لا يقل عن 70 غارة على امتداد جغرافيا لبنان، وادت الى سقوط نحو مائة شهيد.
واعلنت هيئة الاسرائيلية ان صاروخا باليستيا انطلق من لبنان جرى اعتراضه بعد تفعيل صفارات الانذار.
وقالت المقاومة الاسلامية: قصنا قاعدة زوفولون العسكرية بصليبات صاروخية، كما استهدفت الماقومة تجمعا لجنود العدو في مستعمرة شتولا بالاسلحة الصاروخية وحققنا فيه اصابات.
كما دوت صفارات الانذار في مدينتي نهاريا وعكا ومحيطهما شمال اسرائيل، وكما شنت المسيرات الانقضاضية على معسكر ألياتيكم.. كما استهدفت موقع راميا بقذائف المدفعية.
كما قصفت المقاومة مستعمرة روش بينا..
ومع الساعات الاولى من صباح السبت، تكشّف حجم الدمار الذي أحدثته الغارات الإسرائيليّة ليل أمس. وبدت شوارع الضاحية فارغة إلّا من بعض الحرائق وركام المنازل والمحال التجارية. وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني استشهاد أحد عناصرها، كما أن حالة عنصر آخر حرجة، خلال تنفيذهما مهمة إغاثة وانقاذ نظرا لكثافة الغارات الإسرائيلية التي طالت ضاحية بيروت الجنوبية. وامس، تعرضت الضاحية الجنوبية لغارات جديدة، وكان اعنفها بعد الظهر حيث استهدفت غارة مبنى على طريق صيدا القديمة مار مخايل.

الأنباء: نفق الأزمة بلا أفق… وباريس تحاول مجدداً من بيروت
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: أيام صعبة ودقيقة يمرّ بها لبنان ومعه المنطقة، بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، في ظل الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على مناطق لبنانية مختلفة، وكان آخرها ليل أمس في الكولا.
شهد يوم أمس قصف عنيف استهدف الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب، استهدف قياديين في “حزب الله” ومدنيين، فنعى الحزب المزيد من قياداته لا سيما الشيخ نبيل قاووق، واستشهد عشرات المدنيين.
من غير المتوقع أن تتراجع وتيرة الحرب في الأيام والأسابيع المقبلة، لا بل من المرجّح أن تستعر أكثر وفق مصادر متابعة، التي تُشير إلى الحديث الإعلامي عن اجتياح برّي محتمل في جنوب لبنان.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، تلفت المصادر إلى خبر تعيين جدعون ساعر وزيراً في حكومة إسرائيل، وهو سياسي متطرف قد يخدم توجهات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العنفية في لبنان.
إلى ذلك، فإن التصعيد توسّع يوم أمس، وشهد قصف إسرائيل مرافق تابعة للحوثيين رداً على اطلاق صاروخ بالستي من اليمن على الداخل الإسرائيلي، ما يُنبئ أن التصعيد سيكون أوسع رقعةً.
بالتزامن، وصل وزير خارجية فرنسا الى لبنان، محمّلاً بمساعدات طبية لخدمات الطوارئ، وعلى جدول أعمال زيارته لقاءات مع عدد من المسؤولين اضافة الى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وقائد الجيش.
مصادر سياسية اعتبرت عبر جريدة الأنباء الالكترونية أن الزيارة الفرنسية مهمة جداً، لا سيما وأن الرئيس ايمانويل ماكرون أعلن عنها شخصياً منذ أيام، مع اشتداد العدوان الإسرائيلي على لبنان. وتأتي في سياق الاهتمام الفرنسي الجادّ ووقوف باريس الى جانب لبنان.
واشارت المصادر الى أن الاهتمام الفرنسي يبقي لبنان في دائرة الاهتمام العالمي، في حين يتوزع بعض المجتمع الدولي بين متغاض او صامت عن جرائم اسرائيل في لبنان وانتهاكاتها. وتمنت أن يصل المقترح الفرنسي – الأميركي لوقف النار الى حل قريب، وان كانت تستبعد ذلك بعد الحدث الكبير مع اقدام العدو الإسرائيلي على اغتيال السيد حسن نصرالله.
إذاً، فإن التصعيد سيكون سيد الموقف، والنفق لا زال طويلاً، في ما المطلوب أقصى درجات التعاضد وضبط النفس إلى أن تمر الأزمة.

الشرق الأوسط: إسرائيل تستكمل ملاحقة قيادات “حزب الله” في الضاحية
مجازر في البقاع وشرق صيدا… مقتل 14 مسعفاً خلال يومين
كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”: تمضي إسرائيل في ملاحقة قيادات «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت، بالتزامن مع أوسع مروحة من الغارات الجوية العنيفة التي أسفرت عن مجازر في الجنوب والبقاع، كانت أبرزها مجزرة في منطقة عين الدلب، شرق مدينة صيدا، في حين أعلنت السلطات اللبنانية أن 14 مسعفاً قُتلوا جراء الغارات الإسرائيلية خلال يومين فقط.
وبعد ساعات على اغتيال عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نعيم قاووق، ويومين على اغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله و20 آخرين من القيادات والعناصر معه، استهدفت غارة إسرائيلية جديدة (الأحد) على الضاحية الجنوبية لبيروت قيادياً في «حزب الله»، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ «ضربة دقيقة» في المنطقة.
وتردد أن المستهدف هو أبو علي رضا، وهو أبرز القياديين الميدانيين للحزب، إلا أن الحزب نفى ذلك في بيان، قائلاً: «لا صحة للادعاءات الصهيونية حول اغتيال الأخ المجاهد الحاج أبو علي رضا، وهو بخير وعافية».
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بأن «الطيران الحربي الإسرائيلي نفّذ غارة عنيفة على منطقة بين الشياح والغبيري في الضاحية الجنوبية». وتابعت أن «سحب الدخان ارتفعت في سماء المنطقة»، مضيفة أن «سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان المستهدف».
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المستهدف بالهجوم الأخير الذي شنّه الجيش على ضاحية بيروت الجنوبية، هو «مسؤول في الوحدة الكيميائية لـ(حزب الله)، المسؤولة عن مختبرات المتفجرات وإنتاج الصواريخ».
وفي البقاع في شرق لبنان، أودت غارة إسرائيلية على سهل البقاع (الأحد) بحياة القيادي البارز في الجماعة الإسلامية محمد دحروج.
قصف عنيف
وتترافق الحملة الأمنية مع حملة عسكرية متواصلة، حيث تتعرّض مناطق في جنوب وشرق لبنان وصولاً إلى ضاحية بيروت الجنوبية لقصف إسرائيلي كثيف، أدّى إلى مقتل المئات، من بينهم 14 مسعفاً قُتلوا خلال يومين جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على جنوب وشرق لبنان. وقالت وزارة الصحة اللبنانية (الأحد) في بيان: «تراكم قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الأخيرة اعتداءاتها على المسعفين والمراكز الصحية»؛ ما أدى إلى «استشهاد 14 مسعفاً في يومين»، مستنكرة «بأشد العبارات تكرار العدو الإسرائيلي اعتداءاته على المراكز الصحية».
ووسّعت إسرائيل الغارات الجوية باتجاه مواقع جديدة، بينها بلدات تسكنها أغلبية مسيحية في المعمارية والقرية، قرب صيدا في جنوب لبنان، في حين أسفرت غارة جوية عنيفة عن مقتل العشرات في عين الدلب في شرق صيدا.
مجزرة عين الدلب
وأعلن «مركز عمليات طوارئ الصحة العامة»، التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أولي، أن «اعتداء العدو الإسرائيلي على عين الدلب أدى في حصيلة أولية إلى استشهاد 24 شخصاً وإصابة 29 شخصاً بجروح».
وفي شرق صور، أعلن الجيش الإسرائيلي، استهدافه 45 موقعاً لـ«حزب الله» في قرية كفرا بجنوب لبنان. وأضاف في بيان أن «من بين الأهداف، مخازن أسلحة وبنى تحتية عسكرية لـ(حزب الله)». وأوضح أنه «مستمر في قصف مواقع لـ(حزب الله) في لبنان»
وفي البقاع بشرق لبنان، شنّ الطيران الإسرائيلي أكثر من 40 غارة على مناطق مختلفة من بعلبك والبقاع في لبنان خلال دقائق. وأفادت الوكالة الرسمية اللبنانية بأن «الغارة التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة زبود في البقاع الشمالي، أسفرت عن استشهاد عائلة مؤلفة من 17 شخصاً على الأقل، وما زال البحث جارياً عن ناجين تحت الأنقاض».
في المقابل، أعلن «حزب الله» قصف مدينة صفد ومنطقة أخرى في شمال إسرائيل «بصلية صاروخية». وقال الحزب، في بيان، إنه «قصف مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية، وكذلك منطقة روش بينا؛ رداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين».

المصدر: النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!