“إسرائيل” تُعِدُّ لضربةٍ ثانية
صدى وادي التيم – أمن وقضاء /
على وقع الأخذ والرد الذي تعيشه الساحة الداخلية الإسرائيلية، والاتهامات حول حقيقة ما جرى يوم الأحد، وما تركه من تداعيات، تستمر القراءات والتحليلات للعملية التي نفذها حزب الله، لجهة توسيعه بيكار العمليات العسكرية، إلى ضواحي تل أبيب، دون استخدام الصواريخ الذكية والاستراتيجية، مكتفيا باستخدام استراتيجيته التي اعتادها منذ مدة، عبر تنفيذ هجمات مركبة، بصواريخ الكاتيوشا، التي تمهد الطريق أمام المسيرات للانقضاض على أهدافها.
وفي هذا الإطار، قال تقرير صادر عن معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث مستقل تابع لجامعة تل أبيب، إن هذا الهجوم أظهر تحسنا في الدقة والقدرة على التهرب من الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومنذ بدء القتال في تشرين الأول 2023، استخدم حزب الله المسيرات بشكل أكبر لتجاوز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وضرب مواقعها العسكرية على طول الحدود، وكذلك في عمق إسرائيل.
وكان أكد معهد أبحاث الأمن الإسرائيلي قبل عدة أسابيع أن حزب الله بدأ باستخدام طائرات مسيّرة يمكنها إطلاق صواريخ وأخرى تجمع المعلومات، وسط مخاوف إسرائيلية من تزايد استخدام الحزب للمسيّرات التي يتعذر على النظام الدفاعي الجوي مواجهتها، وفي هذا السياق تتزايد المخاوف في إسرائيل من إطلاق سرب من هذه المسيّرات فجأة، الأمر الذي يسهل اختراق القدرات الدفاعية لإسرائيل.
وفيما الجميع في انتظار ما قد ينشره حزب الله من صور بثتها مسيراته المنقضة على أهدافها، وفقا لتوقيته، بينت النتائج الأولى أن تل أبيب تكلفت حوالي ١٢٠ مليون دولار لصد هجمات الحزب، الذي غطت نيران صواريخه ومسيراته حوالي ١٥٠٠ كلم٢.
مصادر مطلعة أشارت إلى أن حزب الله بدأ تطبيق المرحلة الرابعة من خطته العسكرية، والتي بموجبها باتت رقعة عملياته بعمق أكثر من ٥٠ كيلومترا من الحدود، والتي بالتأكيد ستستدعي إدخال أسلحة جديدة إلى ساحة المواجهة، وهو ما ألمح إليه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
وتابعت المصادر، بأن المعطيات الاستخبارية المتوافرة تشير إلى أن تل أبيب تجهز لحملة ثانية، ضمن ضوابط التنسيق العسكري والسياسي مع الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي ،دون أن يعني ذلك سقوط احتمال الحرب الشاملة، خصوصا أن الحديث عن عودة العمل بقواعد الاشتباك القديمة، قد يحتاج إلى بعض الوقت لتثبيت نظريته وتأكيدها.
عليه، هذه الضربة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وما زالت التحليلات لحجمها وقدراتها على اختراق الدفاعات الإسرائيلية مستمرة، حيث تشير المصادر في هذا الإطار إلى نقطتين أساسييتين، لفهم أكبر للاستراتيجية التي اعتمدها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وأظهرها في إطلالته الأخيرة:
– استهداف ضاحية تل أبيب ومقر المخابرات الإسرائيلية “أمان”.
– الضغط على الإسرائيليين للاعتراف بحجم الدمار الذي أصاب المنشآت الاستخباراتية والأمنية الإسرائيلية، إذ يبدو أن الأمين العام تقصَّد ترك المجال لتفسيرات متعددة بشكل غير مباشر، فإذا اعترف الإسرائيليون بحجم الضربة، فذلك يعني أن الرد على اغتيال القائد فؤاد شكر والعدوان على الضاحية الجنوبية قد تحقق، أما إذا لم يعترفوا، فقد يكون ذلك إشارة إلى تحضير ضربة ثانية، مما يعني أن الحساب لا يزال مفتوحا.
ميشال نصر – خاصّ الأفضل نيوز