نزيه باز: وجعلنا من النبات لكل مرض دواء
صدى وادي التيم-لبنانيات/
ظهر الطب العربي والإسلامي في بداياته متأثراً بالإرث الذي تركه الأطباء اليونانيون والرومان خلفهم، إذ تمت ترجمة معظم المؤلفات الطبية اليونانية والرومانية إلى اللغة العربية، مع إضافة بعض التعديلات لتلائم أساسيات الطب العربي، ومنذ عام 600 قبل الميلاد إلى 700 قبل الميلاد، كان الناس يعتقدون أن علاج كل مرض يأتي من الإله، ثم بحلول عام 900 ميلادي أصبح الطب الإسلامي علماً بحد ذاته، وزاد اهتمام الناس بالصحة، وسعى الأطباء الإسلاميون إلى إيجاد علاجات والبحث في الأسباب المحتملة للمرض وسبل علاجه بالعديد من انواع النباتات والاعشاب المختلفة، وأنتج العالم الإسلامي في العصور الوسطى، العديد من المفكرين والأطباء، الذين حققوا تقدماً في الجراحة، مرورا” إلى اجيال واجيال متعاقبة تمرست بإختصاص الطب العربي بعد ان كان معتمداً على البديهة بطرق بدائية لانعدام وجود اطباء خاصة في الارياف
وقد اخذ هذا الجانب في حياة الانسان الكثير من اهتماماته
“موقع مجلة كواليس” الذي تعرف عن كثب على من يعتمد الطب العربي في علاجاته وشفائه للعديد. من الامراض. والاصابات وما شابه في لبنان. الاستاذ نزيه باز كان معه هذا اللقاء والحوار :
مع الاشارة الى ان الردود على الاسئلة المطروحة على الضيف الاستاذ نزيه باز جاءت تسلسلا” من قبله ٠٠
يقول الأستاذ نزيه نبيه باز:
ابتدأت بالتوجه لمهنة الطب العربي منذ اكثر من ٤٥ عاماً ، وعندما تكون في بيئة حاضنة لهذه المهنة التي تعتبر من اهم المهن منذ بداية التكوين وهنا المقصود بالتعرف على النباتات التي لا تعد ولا تحصى بمكوناتها واستعمالاتها لكي تنفذ من احلّ به مرض .
إذ امامي تاريخ عريق قريب مني الا وهو جدي والد الوالد ريدان باز الذي كان حاضناً لي بكل للكلمة من معنى وحاملاً رسالة من بدأ بالبحث حتى القرن الخامس عشر فأكمل المسيرة وسلمني الرسالة بعد الثقة والاطمئنان على تكملتها ، والذي شدني لها بكل شغف هو النتائج المبهرة التي لا يستطيع الدواء الكيميائي من اعطائها .
وحول نظرته لرسالة الطب قال:
كما نعلم، أن الطب مهنة ورسالة وشفاء. فكل العالم منذ البداية توجه للعلاج بواسطة الاعشاب كل على طريقته.
اما انا فاعتمدت على مراجع قيمة وضعها جدي بين يدي منها كتب تعود الى قرون مضت وبرديات لا يعرف قراءتها الا المحنك في هذه المهنة، وهذا كله لا يكفي الا اذا وضعت هذه الكنوز بين ايادي من يعرف التعامل معها بجدية واخلاص.
وعن النتائج الايجابية للاعشاب عبر العصور قال:
قلتها واكرر، ان ما وصل اليه الطب الحديث هو بفضل الماضي، ولكن يؤسفني بعض الاحيان تجاهل هذا الماضي وقرر بعدم الاعتراف به. وهنا اقصد بالطب الطبيعي البعيد عن سموم المركبات الحديثة، وحتى هذا التاريخ قسم ابو قراط ملزم على اي طبيب مهما علا شأنه.
وعن دور وزارة الصحة في هذ المجال قال:
لوزارة الصحة دور مهم ومهم جدًا ان تراقب الادوية المركبة حديثًا التي اصبحت ٩٥٪ كيميائية فليكن لها دور في إعادة امجاد الطب العربي الذي نتكلم عنه وتبدأ بانقاذ ما تستطيع انقاذه من غطرسة وطمع وفشل وما تقوم به مصانع الادوية التي اصبحت مبنية على الارباح فقط.
وحول امكانية طب الاعشاب بتحقيق نجاحات بعض الامراض المزمنة قال:
اقولها بكل ثقة نعم، ان كنت تتكلم عن الامراض الداخلية او العصبية او الخارجية وهنا المقصود (الجلدية) كالصدفية والبهاق والثعلبة والجمرة الحمرا الى الخ…
وهنا اتطرق للجلدية فقط، اما الداخلية اي داخل الجسم ايضًا نقوم بواجب كل مريض حسب حاجته.
وما اذا كان طب الاعشاب يعالج الحالات النفسية، قال:
هنا تكتمل مهنة الطب ان تدرس النباتات بكل اجزائها وعلى ممارس هذه المهنة ان يعمل على علم النفس وعلم الفراسة وعلم الباطن ، واهم شيء في هذا الطب ان تعتمد على التشخيص بدقة ورصانة، ايضاً نقوم بعمل مزج النباتات او البذور او الاوراق ونقوم بإستخراج ما يلزم.
وحول عبارته “وجعلنا من النبات لكل مرض دواء” يوضح الاستاذ نزيه باز قائلاً:
رغم التطور والتقدم في الطب ان كان على صعيد التحليل او التشخيص او الجراحة يبقى مدين لمن اوصله اليه ، وهنا اقصد اولئك الذين وضعوا اول المداميك في بنائه وعلى سبيل المثال ابقراط، ديوسقورس، جالينوس، وحارث بن كلوة
وثابت بن قرة وغيرهم من وقفوا بما اعطتهم الطبيعة من خيرات وحتى القرن الخامس عشر
“تذكرة داود اي داود الانطاكي”.
وحتى هذا التاريخ ورغم العصور الغابرة و التطور لا بدّ ان نقف وقفة إجلال لهم ونمسح عن مؤلفاتهم الغبار لكي لا نبقى تحت رحمة الجزارين.
رغم التطور الذي ذكرناه، هناك معاناة كبرى وثقيلة على كاهل كل مريض، وهنا اقصد المريض الذي اصبح حقل تجارب عند بعض الاطباء، ويؤسفني عندما يزور المريض طبيبه ويقول له ان هذه الحالة لا دواء لها ،
هذه الجملة لم تقف عند حدود المرض بل تتعدى نفسية المريض وتدخل صميم معاناته وتبدأ في تحطيمها،
على سبيل المثال، لكي نختصر الامراض الجلدية : الصدفية ، البهاق، الجمرة الحمراء، الثعلبة، وغيرها”،
ان الامراض التي يواجهها العالم بأكمله ليست بجديدة بل من بدء التكوين ، اما تزايدها فأسبابها متعددة منها سموم الجو وهنا من صنع الانسان، فالسموم الموجودة في قسم كبير من الخضار والفاكهة والطعام الذي هو قوت يومك الدائم وهو ايضا” من صنع الانسان .
مهما تكلمنا وقلنا وغصنا برجال الطب لن ولم نوفهم حقهم الا اذا تمعنا وادركنا واستعنا بما وضعوا بين ايدينا من كنوز طبية ، وعلينا ان نحقق الامنية التي حلموا بها ،
وهي ان يكون الطب حكيماً ، حكيماً بإخلاصه ،حكيماً بتعاطيه، وحكيماً بتشخيصه .
فلتبقى صورة الامس في ذاكرة الانسان اهم من صورة اليوم وتنوعه ومشاكله .
ويختم الاستاذ نزيه باز قائلاً:
لا بد من كلمة شكر من الاعماق لكم ولادارة موقع مجلة كواليس لاهتمامكم بهذا الجانب من العلاجات بالطب العربي ولمشقة الطريق الى بلدتنا. بعذران في اعالي الشوف للإضاءة على حضوري الفاعل في هذا المضمار وما اتمتع من خبرة في تشخيص العلاج لكل داء.
حوار فؤاد رمضان