تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأمن النفسي في ظل الازمة التي يعيشها لبنان

صدى وادي التيم-لبنانيات/

تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لتبادل المعلومات والأخبار، ولكن في أوقات الأزمات، تتحول هذه المنصات إلى ساحة لنشر الذعر والخوف. يتخذ بعض الأفراد من هذه الوسائل وسيلة لتحليلات مبنية على افتراضات غير مدروسة، أو حتى لنشر رسائل مفبركة تهدف إلى إثارة الرعب بين الناس، مما يعزز القلق والاضطراب النفسي في المجتمع. هؤلاء الأشخاص غالباً ما يكونون غير متخصصين في الشؤون السياسية أو العسكرية، ولكنهم يستخدمون منصاتهم لترويج معلومات مضللة، مما يؤدي إلى تفشي القلق والخوف.

ايضًا يؤدي بعض الأفراد، بما في ذلك مراهقين في بعض الأحيان، دوراً في نشر الرسائل المفبركة التي تدّعي أن بعض المناطق ستتعرض للقصف. هذه الرسائل غالباً ما تُرسل في أوقات غير مناسبة مثل منتصف الليل، مما يسبب رعباً غير مبرر للأسر. يروي لنا أحد المتابعين”محمود”، وهو أب لثلاثة أطفال: “تلقيت رسالة في منتصف الليل تقول إن منزلي والحي سيكون هدفاً للهجوم. شعرت بحالة من الذعر، ولم أستطع النوم ولقد هربت الى ضيعة اخرى في تلك الليلة من اجل حماية اطفالي.”

من المقلق أن بعض المراهقين والشباب يشاركون في نشر الرسائل المفبركة كنوع من المزاح المزعج. قد لا يدرك هؤلاء الأفراد تأثير أفعالهم على الآخرين، ولكنهم يساهمون في نشر الذعر بطرق غير مسؤولة. تقول نور جزيني أيضًا، وهي معلمة تربوية: “بعض الطلاب ينشرون معلومات مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويعتقدون أن الأمر مجرد مزاح، لكن الحقيقة أن هذه التصرفات تؤدي إلى زيادة القلق والذعر بين الناس.”

تداول المعلومات الكاذبة والمضللة له آثار سلبية عميقة على الصحة النفسية. يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر، والأرق، وحتى الاضطرابات النفسية. كما وقد أكدّ العديد من الاخصائيين النفسيين بأن: “الأشخاص الذين يتعرضون للمعلومات المضللة والمفبركة قد يعانون من زيادة مستويات القلق والضغط النفسي. هذه الضغوط يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نوعية حياتهم وصحتهم النفسية.”

ولمواجهة هذا النوع من السلوك، يمكن اتباع الخطوات التالية:

1. التحقق من المصادر: التحقق من صحة الأخبار والمعلومات قبل تصديقها أو نشرها. يعتمد ذلك على التحقق من المصادر الرسمية والموثوقة.

2. الوعي والتثقيف: توعية الأفراد حول كيفية التعرف على الأخبار الكاذبة وكيفية التعامل معها. يشمل ذلك تشجيع الناس على عدم الانسياق وراء المنشورات غير الموثوقة.

3.الإبلاغ عن المحتوى الضار: استخدام أدوات الإبلاغ المتاحة على وسائل التواصل الاجتماعي للإبلاغ عن الرسائل والمحتويات التي تحتوي على معلومات مضللة أو تهديدات كاذبة.

تعد وسائل التواصل الاجتماعي سيفاً ذا حدين، فهي توفر وسيلة للتواصل ومشاركة المعلومات، لكنها أيضاً يمكن أن تُستخدم لنشر الذعر والخوف من خلال المعلومات الكاذبة والتهويل. التصدي لهذا النوع من السلوك يتطلب الوعي والتحقق من المصادر، بالإضافة إلى جهود توعية المجتمع حول تأثيرات المعلومات المضللة. في أوقات الأزمات، يجب أن نكون جميعاً مسؤولين في تعاملنا مع المعلومات ومشاركتها، للحفاظ على الاستقرار النفسي والأمني للمجتمع.

المصدر: إيلا علي -بكرا أحلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى