قصّة أمن الدولة مع مكاتب المراهنات في النبطيّة
صدى وادي التيم-امن وقضاء/
رصدت أمن الدولة في النبطيّة مكاتب مراهنات غير شرعيّة في المنطقة، بالإضافة إلى إشكالاتٍ تحصل بين اصحاب المكاتب وبعض المراهنين، وفي السّياق نفسه، رصدت أحد المراهنين المتهرّبين من دفع مستحقّاته لأحد المكاتب غير الشرعيّة أيضاً في النبطيّة، ورصدت الإشكال القائم بينهما والآخذ في التطوّر سلباً. بعد تقصّي مكتب النبطيّة عنه وعن غيره في تلك المراهنات، عرف (المراهن) بالأمر وسرّب إلى الإعلام خبراً مفاده أنّ أمن الدولة تحمي تلك المكاتب وتسعى إلى توقيفه (المراهن).
في سياق متّصل، تابعت أمن الدولة استقصاءاتها عن الملفّ، ووضعت القضاء بتفاصيله، وبدوره أشار بتوقيف كلّ المتورّطين وإقفال تلك الشركات والمكاتب بالشمع الأحمر، وهذا ما حصل يومي الجمعة والسبت المنصرمين، أوقف مكتب النبطيّة 11 من أصحاب مكاتب المراهنات، وبعد التحقيق معهم، تبيّن تعاونهم مع شركات المراهنات الأساسيّة في بيروت. تحرّكت المديريّة، ووضعت القضاء المختصّ بالتفاصيل، ويوم الإثنين البارحة، أقفلت القوّة الضاربة في أمن الدولة تلك الشركات في بيروت، وختمتها بالشمع الأحمر وأوقفت أصحابها، وأقفلت أيضاً كلّ المكاتب التابعة لها وكلّ ما يمتّ بصلة إلى المراهنات غير الشرعيّة.
ما حصل، بكلّ أسف، في الإعلام، أن تناول أحد الإعلاميّين الضابط المسؤول عن النبطيّة، متهماً إيّاه بالتماهي مع مكاتب المراهنات، لكنّ العكس هو الصحيح، ومصادر مطلعة في أمن الدولة أشارت إلى تحريفٍ كبير للحقيقة في هذا الملفّ قد حصل، والبرهان أن الضابط الذي أدار الملف ذهب فيه حتى النهاية وأوقف أصحاب المكاتب، ووضعت قيادة أمن الدولة القضاء بجوّ الاستقصاءات، وحصلت على إشارة لإقفال الشركات الأمّ لتلك المكاتب في بيروت، ولو كان ما قيل صحيحاً، لما تابعت أمن الدولة الملفّ حتّى النهاية.
والسؤال الذي يُطرح هنا: ما علاقة المراهِن المذكور أعلاه بأحد الإعلاميّين الذي تناول الملفّ ؟ هل تجمعهما قربى لصيقة ؟ وهل من مصالح مشتركة بينهما ؟ وما علاقة الإعلاميّ الذي تناول الملف بهذا الأسلوب على إحدى القنوات بأصحاب مكاتب المراهنات ؟ هذا ما ستكشفه التحقيقات في الأيّام القليلة المقبلة.
يبقى أنّ التجنّي بهذا الأسلوب المحرّف للحقيقة على أمن الدولة وعلى كل الأجهزة الأمنيّة بات مكشوفاً بالمصادر وبالنوايا وبالأهداف، ومن الممكن أن تخطئ الأجهزة الأمنيّة في أمورٍ كثيرة، لكنّ الإضاءة على الأخطاء تأتي ضمن أسلوبٍ بنّاء لتطوير العمل أو لتصويب بعض الأخطاء الجانبيّة، أمّا التشهير بالضبّاط المنتجين والمحترفين والمعروفين بالمناقبيّة والعمل الأمنيّ في المناطق حيث يعملون، ومنهم النبطيّة، فتشوبه أهداف مبيّتة سوف يتمّ الكشف عنها كلّما اقتضى الأمر.