الحرب لم تبدأ لتنتهي…بقلم نعمت حيصون

صدى وادي التيم-لبنانيات/

حدة التوتر تزداد على الجبهة الشمالية بشكل خطير إذ شهدت الايام الماضية تصاعداً في حدة القصف الصاروخي من قبل العدو الاسرائيلي ليطال مدينة بعلبك والنبطية وهو ما ينذر بالأسوأ مع تدحرج الامور الى ما لا يحمد عقباه.
اسرائيل تدرك ان المواجهة مع حزب الله ليست نزهة وستكون كلفتها مضاعفة عليهم لما يجري في غزة وخاصة بعدما صرح الامين العام لحزب الله مؤكداً ان التصعيد على حدود لبنان مرتبط بوقف العدوان على غزة دعماً لفلسطين وجاهزون للحرب ولا نخافها وسنقبل عليها وسنقاتل من دون سقف ولا ضوابط وانتصار غزة هو مصلحة وطنية عربية .
لكن.. لننظر ما بين السطور،فمنذ عملية طوفان الاقصى شعر الكيان بالخطر القادم اليه فالنجاح المذهل للعملية العسكرية التي نفذتها حماس تحت اسم (طوفان الاقصى) اظهرت فشل وهشاشة المخابرات الأمنية والعسكرية وضعف الكيان الغاصب بكافة اذرعه ومع وجود رهائن لها في يد حماس والوثائق السريه التي حصلت عليها لعدة دول تخص شخصيات رفيعة الطراز ناهيكم عن مخططات اسرائيلية لها اهمية عند العدو.فأتت ردت فعل جنونية لنتنياهو واركان حكومته لاعلان الحرب على قطاع غزة وهي بمثابة حجة وفرصة ذهبية له لتدمير غزة وتهجير الشعب الفلسطيني الى شبه جزيرة سيناء بذريعة تحرير الرهائن والقضاء على حماس التي تهدد امن اسرائيل والحقيقة هي تسعى لإبادة الشعب الفلسطيني والتخلص من الرهائن وليس تحريرهم لانهم يملكون معلومات تهدد مصالحهم ومشروعهم القادم من غزة الى رفح والاقصى وصولاً الى لبنان .
فالأمر خطير في حين تكثر الاسئلة عمل ستقدم عليه اسرائيل بعد الانتهاء من غزه واعلانها التجهيز لعملية رفح ثم الدخول الى جنوب لبنان وذلك كان المخطط قبل عملية طوفان الاقصى،لذا ما يجري في غزه سيناريو لما سيؤول اليه على باقي الدول والهدف منه تغيير الخريطة السياسيه (الجفرافية) في المنطقه العربيه لتحقيق الاهداف المقررة،بناء ميناء امريكي على ساحل غزة بحجة تلقي مساعدات انسانية،انشاء دولة فلسطينية في سيناء لحفظ امن اسرائيل والتي بائت بالفشل والقضاء على محور المقاومة واضعافها في المنطقة كاملا ً كي لا تعرقل مشروعهم المستقبلي (عودة اليهود من الشتات ومن كافة بلدان العالم الى ارض الميعاد من النيل الى الفرات) كما يدعون،
وما بين العرب والاعراب تخوين مُركب. ولنقرأ الميدان من زاوية اخرى تم الانسحاب من مناطق الاشتباك داخل الاراضي المحتلة مؤخراً ومن ثم الحشد العسكري الواضح على الحدود الشمالية واطلاق بالونات تجسسية ضخمة على طول الحدود وهذا يدل على عملية ترتيب مبيته لدخول جنوب لبنان والمؤشر الخطير السعي الى اقتطاع الجنوب السوري للضغط على لبنان وسوريا واخضاعها لقوات غير حكومية وتفتيتها داخلياً لصالحهم تحت اشراف الكيان بطريقة غير مباشره لضمان امنها،واغتيال كبار القاده في سوريا ولبنان وزعزعة المنطقة من الناحية الامنية وتحريك الخلايا النائمة في المخيمات ضد حزب الله وضرب بيئة المقاومة الاسلامية واستهداف الشركات والمعامل لشل الاقتصاد اللبناني ولا تستبعدوا ان يكون المرفأ والمطار ضمن اهداف العدو الاسرائيلي والاحداث ستتطور بشكل مفاجئ على مستوى المنطقة فمن يعتقد ان الصفقة الملغومة(الهدنة) ستتم لوقف اطلاق النار في رمضان فهو واهن قوات الاحتلال في شهر رمضان ستشدد حصارها على الشعب الفلسطيني في الاقصى ورفح اول اهدافها،ام الولايات المتحدة التي تعبر عن قلقها الدائم من توسع الحرب ولا تريد الدخول فيها وتحاول تجنبها وتجنب الهجمات التي تتعرض لها السفن في البحر الاحمر ما هو الا خديعة امريكا يهمها الضغط على الدول الاوروبية بحرمانهم من الغاز والنفط والتي تأتي عبر الاحمر الاحمر لتكون هي المورد الوحيد لهم والمستفيد واستغلالهم لمصالحها الخاصة بالدرجة الاولى…بالمقابل هناك تخوف امريكي من توسع النفوزيين الروسي والصيني في الشرق الاوسط وهذا يشكل خطر عليهم .
وبالعودة الى الميدان وربما يتبادر للذهن للوهلة الاولى انني اتحدث عن معركة عسكرية تجمع طرفين او خصمين لكن في الحقيقة ما اود قوله ان المعركة ستكون معركة الجميع دون استثناء لتدوير الزوايا واللعب على اكثر من وتر،خطة صهيونيه امريكية يشترك فيها اعراب التطبيع يتم العمل عليها منذ ٢٠٠٦ اذ تحضر واشنطن وحلفائها لمعركة ضرب محور المقاومة من الخلف واغراق البلاد في دوامة الحرب لتغيير الخرائط وتثبيت ذراع الكيان في الشرق الاوسط،ومن الجهة التركية السورية ستكون معركة وجود ما بين الطرفين.
والسؤال هل لبنان امام حرب طاحنة متعددة الأوجة؟
امام ما يجري على مستوى المنطقة نار في فوهة بركان والمعركة قائمة والتي تختلف عن مثيلاتها والحرب لم تبدأ لتنتهي ..

المصدر:  نعمت حيصون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى